وجه أبو حفص عبد الوهاب رفيقي، أحد أبرز الوجوه السلفية بالمغرب، رسالة دعوة إلى التيار السلفي بالمغرب خصوصا وبباقي البلدان الإسلامية عموما، من أجل المشاركة بقوة في السياسة والانتخابات، معتبرا أن سياسة الكرسي الفارغ والانخراط في مسارات "لا تزيد البلد إلا توترا وتشجنا"، على حد تعبيره، ليس فيه مصلحة لأي طرف. واختار أبو حفص أن يوجه رسائله السياسية والفكرية خارج المغرب، بالضبط من تونس، حين استضاتفه إحدى الإذاعات المحلية، حيث قال إن من حق التيار السلفي أن يعلن عن مشروعه وينادي بتطبيق الشريعة بما يتوافق مع هوية هذا التيار "إذا أراد الشباب السلفي أن يكون له صوت"، مشيرا إلى أن هذا الحق في الإعلان يجب أن يسلك طرقا لا تخالف الشريعة في شيء، فنظام الانتخابات، في نظر عبد الوهاب رفيقي، هو نظام إسلامي أصيل "لأن الإسلام لم يحدد نظاما معينا ومحددا للحكم" مستدلا بذلك على طريقة اختيار الخلفاء الراشدين في أخذ مقاليد الخلافة بعد وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وفي حديثه عن التيار السلفي بشمال افريقيا، قال أبوحفص إنه يقدر "جدا" العاطفة الإسلامية والحماس الحاضرة عند هذا التيار ورغبتهم في تطبيق الشريعة، "لكن يجب على الإنسان أن يكون عاقلا في تصرفاته"، وذلك بالاعتماد على ما سماه قواعد السياسة الشرعية التي أرساها الفقهاء، "فأنادي بضبط النفس وعدم جر الوطن إلى ما فيه المفسدة مراعاة لفقه المقاصد". ويعتقد الواعظ والخطيب الأسبق بمساجد فاس، أن المواجهات المسلحة لبعض التيارات السلفية بالمنطقة ستؤدي إلى استعداء الغرب وسيمهد لتدخلها اجتماعيا وعسكريا وكذا في المناهج التعليمية وتغيير التاريخ تحت مبررات مكافحة التطرف والإرهاب. وعبر أبو حفص، وهو المعتقل السابق في إطار قانون مكافحة "الإرهاب"، عن تخوفه من فشل تجربة صعود الإسلاميين إلى الحكم بعد الربيع الديمقراطي، بالقول إنه راسل قيادة حزب العدالة والتنمية حين فوزهم بالانتخابات وتوليهم زعامة الحكومة الحالية، ودعاهم إلى الحرص على إنجاح مشروعهم والحفاظ على صفاء الصورة التي يحملها الناس، "وعدم التورط في أي خطأ من شأن أن تتحمل التيارات الإسلامية تبعاته"، فالفشل في التدبير الحكومي، يقول أبو حفص، سيعود على كل مشروع التيار الإسلامي الحركي بالمغرب. يشار إلى أن السلطات التونسية كانت قد منعت أبي حفص عبد الوهاب رفيقي من دخول أراضيها نونبر الماضي، دون أن تقدم لذلك تبريرا، في حين أكد أبو حفص، على أمواج الإذاعة التونسية أنه كان مسافرا لغرض الصلح والتدخل بين التيار السلفي بتونس وحزب النهضة الإسلامي الحاكم، قبل أن يتمكن من عبور مطار قرطاج الدولي والدخول إلى الأراضي التونسية للمشاركة في مؤتمر الجاحظ، الأسبوع المنصرم.