أكد محمد الفيزازي، أحد الشيوخ السلفية بالمغرب، أنه «لا وجود لتنظيم سلفي بالمغرب بإمارة وأدبيات ومجلس استشاري، ولو وجد (يضيف المتحدث نفسه) لكان له رقم في غاية الصعوبة في المغرب. وشدد الفيزازي في مداخلة له مساء السبت 24 نونبر 2012 خلال الندوة المنظمة من طرف مركز الدراسات و الأبحاث الإنسانية حول موضوع: «الحركة السلفية بالمغرب: النشأة، الحضور و التأثير»، -شدد قائلا-»نحن مسلمون حريصون على سلامة واستقرار الأمة وتقدمها مع العودة إلى الإسلام وإلى أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم»، وأن السلفية التي يتحدث عنها الجميع هنا في المغرب، لها أرضية عقدية أساسية تقوم عليها، وهي أرضية تقوم على نصوص قرآنية ونبوية لا خلاف حولها، وحتى إن تحدث عن «السلفية الجهادية» فمن قبيل الشجب والرفض، لأن التدافع الفكري والعقدي لا يكون بالقوة وإنما بالحوار والتعاون والرأي والرأي الآخر-يضيف المتحدث نفسه-. وتحدث «عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص) في مداخلته عن تاريخ الإسلام وتاريخ السلفية في المغرب، معتبرا أن هناك مدارس في الإسلام، منها المدرسة الصوفية والمدرسة السلفية، فيما بينها فروق ومميزات تميز مدرسة عن أخرى. وتساءل «أبو حفص» عن المحددات العلمية التي تجعلنا نصنف فلانا أنه سلفي، أو وصف حركة بأنها سلفية، موضحا أن السلفيين المغاربة يطرحون أنفسهم كامتداد للحركة الوطنية السلفية (أبي شعيب الدكالي مثلا) ولكن هذا امتداد ليس في محله، على اعتبار أن السلفي أبي شعيب الدكالي وغيره كانت سلفية معاصرة، وبعيدة عن الارتباط الكبير بظاهر النص كما هو الحال مع التيار السلفي اليوم. وأبرز «أبو حفص» أنه لا يؤمن بمقابلة بين المدرسة الإخوانية و المدرسة السلفية، لأنهما يشتغلان معا على أرضية سلفية، حيث سبق أن التقى بمسؤولين في الإخوان بليبيا أو تونس، ويؤكدون أنهم سلفيون، مشددا أن «السلفية الجهادية» هي التي تؤمن بمشروعية العمل المسلح في البلدان الإسلامية. من جانبه، أكد منتصر حمادة، الباحث في الحركات الإسلامية، أنه كان علينا انتظار صدمة اعتداءات نيويورك وواشنطن (11 شتنبر 2001)، حتى يستيقظ صناع القرار، على وقع بعض نتائج هذه السياسات المتبعة في تدبير الشأن الديني، موضحا في مداخلة له أنه اتضّحَ أن ترويج الخطاب السلفي طيلة عقود، أنتج لنا «كوكتيلا» تنظيميا موزعا على عدة تيارات، يطبعها التشرذم والتوجس، باستثناء حالة تيار «السلفية العلمية»، أي التيار السلفي الوهابي الذي يشتغل في إطار مؤسسات دعوية معترف بها رسميا، وتحت مراقبة صانعي القرار، ولديه شبكة علاقات وامتدادات مع المشرق (وتحديدا مع العربية السعودية)، ويتبنى خيار العمل الدعوي (على غرار جماعة «الدعوة والتبليغ»، بعيدا عن الترويج لأطروحات مناهضة للدولة النظام. وعرج «منتصر» إلى ذكر بعض معالم التشرذم المُميزة للتيار السلفي التي تتجلى في شقه «الجهادي»، في عدم وجود تنظيم سلفي جهادي مؤطر ومهيكل، بمشايخ وقواعد وأدبيات، على غرار ما كان سائدا في الساحة المصرية أو في عدد الخلايا الإسلامية التي تم تفككيها في إطار النسخة المغربية من الحرب الكونية على الحركات الإسلامية الجهادية، وفي مقدمتها تنظيم «القاعدة»، وهي الحرب التي عنونها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن ب»الحرب على الإرهاب».