قال الدكتور محمد ضريف، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية، إنه "يأمل بأن يبادر القصر الملكي إلى تكليف أحد ممثليه الرسميين، ولِمَ لا الأمير مولاي رشيد، لحضور مراسيم تشييع جنازة الشيخ عبد السلام ياسين المرشد العام لجماعة العدل والإحسان أحد أكبر التنظيمات الإسلامية المعارضة. وأبرز ضريف، في تصريحات هاتفية لهسبريس، بأنه لو قام القصر الملكي بهذه المبادرة ستكون ولاشك محط تثمين وإشادة من جميع الأطياف والفرقاء السياسيين، لكونها ستشكل عاملا هاما لتدشين عهد جديد في علاقة جماعة العدل والإحسان مع المؤسسة الملكية"، وفق تعبير الباحث. وزاد أستاذ العلوم السياسية بجامعة المحمدية بأنه كان دائما يؤكد على أنه بين الجماعة والمؤسسة الملكية نقاط التقاء كثيرة، غير أن وسائل الإعلام للأسف تضخم وتهول من نقط الخلاف وتنفخ في مواقف الصدام بين الطرفين، الشيء الذي ساهم في مزيد من التنافر والتخاصم بين الجانبين"، وفق قول ضريف. واستدرك ضريف بأنه رغم ذلك يجب انتظار موقف القصر الملكي من وفاة الشيخ عبد السلام ياسين، وهل سيُقدم على إرسال تعزية مثلا أو حضور أحد ممثليه في الجنازة، على غرار مبادراته التي قام بها إزاء وفاة شخصيات وقياديين سياسيين آخرين وافتهم المنية من قبل. وعاد المحلل ليعرب عن أمنيته بأن "تستثمر" المؤسسة الملكية حدث وفاة الشيخ ياسين، وتقطع مع عهد قد ولى وتعتبره مرحلة قديمة لتبدأ مرحلة جديدة، خاصة أن المغرب ولج بالفعل عهدا جديدا بدستور جديد وفق تصورات تدفع إلى تكريس خيار التعددية السياسية وثقافة الاختلاف بين الفاعلين السياسيين بالبلاد" بحسب تعبير ضريف. وعُرف عن القصر الملكي أنه يوفد ممثلين رسميين له، أمراء أو مستشارين، لحضور مراسيم تشييع جنائز شخصيات معروفة سواء في عالم الفن والثقافة أو السياسة، لكنه ظل يحافظ على مسافة من البُعد إزاء شخصيات تنتسب إلى صف "المعارضة الشديدة" لتوجهات المؤسسة الملكية، ومن ذلك مثلا عدم تهنئة القصر ولا استقباله للأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد رغم أنه قام بهذا الموقف مع أمناء ورؤساء أحزاب أخرى.