إن "الوهابية" لا تعني السلفية ولا تعني نزعة محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية ، إنما تعني لنا جماعة توظف كورقة لتقويض الخصوم السياسيين ، سواء كانوا إسلاميين أو علمانيين أو شيعة ! حفيظ المسكاوي (...لابد أن نعلم أن الدولة لطالما وظفت الإسلام وفرق كبير بين التوظيف الذي يعبر عن آلية علمانية كامنة للدولة المطلقة والإتباع الذي يعبر عن تعبد لله...!) (المقال) ما كشفت عنه وثائق ويكيليكس من اعتماد إيران على السفارة المغربية لنشر المد الشيعي في بلدان جنوب الصحراء يعكس مسؤولية المغرب عكس ما أعلنته مواقف بعض المسؤولين المغاربة - ومنهم وزير الأوقاف السابق المدغري - حول تأجيج إيران للصراعات المذهبية في العالم الإسلامي وعزمها على تصدير الثورة أي تحميلها المسؤولية لوحدها... والخلاصة من كل هذا أن جماعة العدل والإحسان وإن كانت تعتمد النهج الصوفي إلا أنها من منظور الطرق الصوفية وخاصة البودشيشية ليست جماعة صوفية "متذوقة" ، وشيخها ليس "عارفا بالله" ! إن الزمان لايقبل إلا "قطبا" واحدا لا "قطبين" ووجب من كل ولي أن يسلم القياد للولي الأعلى منه مقاما وهو "القطب الرباني والغوث الصمداني".. يقولون: "من يخدم الأشراف يسعد سيما سيدي حمزة" وليس الشيخ ياسين! "... (المقال) رغم أن "الإسلام الرسمي" في المغرب الذي يستند على ثلاث مكونات نظمها بن عاشر : " في عقد الأشعري وفقه مالك ، وفي طريقة الجنيد السالك " نجد أن الدولة لم تستطع حفظ هذه المكونات مما سمته بالمشوشات على الإختيارات المذهبية المغربية ، سواء كانت هذه المشوشات تعبر عن اختلافات مذهبية داخلية أو اختلافات عقدية أو كانت مشوشات الإلحاد والعلمنة الشاملة ! بل الأنكى أن الدولة فشلت حتى في تعريف المغاربة باختياراتها المذهبية والتي تخدم هيمنتها على الإنسان المغربي ومحاولة صهره في الإيديولوجيا السياسية الحاكمة ! في الحقيقة لابد أن نعلم أن هذه الإختيارات التي شكلت لها وزارة ومؤسسات دينية و"فقهاء" الموظفون الرسميون لحفظها وترسيخها ، إنما هي اختيارت تخدم بالدرجة الأولى النسق السياسي المغربي..وبعض الباحثين تناولوا قضية هذه الإختيارات ضمن التعددية الدينية التي يعرفها المغرب، غير أن القضية لا تتعلق بتعددية دينية لأن هذه المكونات مختلفة في طبيعتها بينها تمفصلات دينية تتكامل في لحمة واحدة ، بل لقد ذهبت في مقال سابق إلى أن التصوف والسلفية والمذهب المالكي كلها لحمة واحدة لا تضاد بينها ولا خصومة - فالإمام مالكا كان فقيها متصوفا وسلفيا لكن بالمعاني الأصلية لهذه المكونات لا بالمعاني الدخيلة المتبلورة مع التنظيمات المتأخرة - لكن التوظيف والإستغلال السياسي أسقط الناس في الوهم وفي الهلوسة ! فإذن المسألة متعلقة بتعددية جيوسياسية – دينية توظفها الدولة بما يخدم توجهاتها واختياراتها السياسية، لابد أن نعلم أن الدولة لطالما وظفت الإسلام وفرق كبير بين التوظيف الذي يعبر عن آلية علمانية كامنة والإتباع الذي يعبر عن تعبد لله ! كانت الزوايا تلعب دورا سياسيا محوريا سواء في التعبئة السياسية الجماهيرية أو حتى في خلع السلاطين والتمرد ضد الإجراءات المخزنية العمودية ، وكانت تعبر عن ذاك "الإسلام الشعبي" في مقابل "إسلام رسمي مخزني" . لعل ما حدث في القرن الثامن عشر في النصف الأخير منه يعطينا فكرة جلية عن الصراع السياسي بين السلطة المركزية وبين الزوايا ، حيث نجد أن السلطان المولى سليمان يوظف فكرة العودة إلى الكتاب والسنة أو السلفية من أجل تقويض الخصم السياسي المتمثل في الزوايا مستعيرا فكرة محمد بن عبد الوهاب المتحالف مع الأمير محمد بن سعود في شبه الجزيرة ، هذه الفكرة في العودة للأصول الدينية وينابيعها الصافية تعتمد على ما أعتبره آفة وهي آفة التبديع من خلال تحرير السلطان مولاي سليمان رسالة تليت في المساجد عبر أنحاء البلاد تحت عنوان: "رسالة ضد المواسم و البدع"، وهذا قاد السلطان لشن الحرب ضد القبائل التي لا يوجد فرد من أفرادها إلا وهو منخرط في زاوية ما ، لكنه مني بالهزيمة وأسر في القرن التاسع عشر حسب بعض الباحثين ما جعل السلطان يوقن أن اعتماده للفكر الوهابي لم ينجح ! إن الزوايا اليوم متماهية مع السياسة الرسمية ولم تعد تشكل ذلك البعبع الذي يخيف السلطان ، بل على العكس هي منخرطة في الاستراتيجية الداخلية والخارجية الغربية لتقويض الحركات الإسلامية ومسمى السلفية الجهادية ( لينظر مقالي: الدور السياسي والإستراتيجي للطرق الصوفية) ، إن الإعتبارات الجيوسياسية حاضرة في المنطق المصلحي للدولة ، فالصوفية والوهابية في المغرب يلتقيان على محاربة أكبر تنظيم إسلامي في المغرب ممثل في جماعة العدل والإحسان ، فإذا كان واضحا أن الوهابية تحارب الجماعة انطلاقا من آلية التبديع وآلية التكفير، فإن المحاربة من الصوفية ، ونتحدث بالأساس عن أشهر تنظيم طرقي في المغرب اليوم والممثل في الزاوية البودشيشية المحتضنة من الملك - تعيين أحد أبناء الشيخ عاملا على إقليمبركان وأحمد التوفيق وزيرا للأوقاف ورعاية زوجة الشيخ حمزة قبل وفاتها بالإضافة للهبات - تبدو غير جلية خصوصا وأن الشيخ عبد السلام ياسين كان مريدا بالزاوية في عهد الشيخ العباس أب الشيخ حمزة الزعيم الحالي للطريقة ، لكن يبنغي أن نعلم أنه بعد الخلاف الحاصل بين ياسين وحمزة فإن البودشيشية ستلجأ إلى آلية صوفية من أجل التنقيص من عبد السلام ياسين واعتباره متمردا على "الشيخ القطب الغوث وحيد عصره الواصل الموصل "وهو حمزة بن العباس ! وهذه الآلية تتمثل في قولتهم : " الشيخ ياسين لم يذق شيئا في الطريق" والمعنى أن الشيخ ياسين بتمرده يشبه الخارجين عن توجيهات المشايخ الذين تمتلئ بهم القصص الصوفية ، أي أنه لم يصل لتلك "المقامات" التي تخول له الإنتهاء عند "الحضرة الإلاهية" والدخول إليها ، فهو بخروجه من الزاوية حرم نفسه من قيادة الموصل إلى الله واتبع هواه وما تمليه عليه نفسه التي كان عليه أن يتخلى عليها كما يتخل المريد لشيخه عن علمه وعقله لكنه سبق الضياع وكان أمره فرطا ! والخلاصة من كل هذا أن جماعة العدل والإحسان وإن كانت تعتمد النهج الصوفي إلا أنها من منظور الطرق الصوفية وخاصة البودشيشية ليست جماعة صوفية متذوقة ، وشيخها ليس "عارفا بالله" ! إن الزمان لا يقبل إلا "قطبا" واحدا لا "قطبين" ووجب من كل ولي أن يسلم القياد للولي الأعلى منه مقاما وهو "القطب الرباني والغوث الصمداني".. يقولون ! فإذن الطريقة البودشيشية بتوظيفها لتلك الآلية الصوفية تسعى لحصر "الأسرار والأنوار" في منهجها باعتبارها "تخطيطا ربانيا" و "مأذونة من الله ورسوله " وهو ما لا يتأتى لجماعة العدل والإحسان التي حاصرت "الدعوة الإسلامية" لأخذها – حسب الدكتور طه عبد الرحمان مريد الشيخ حمزة- بمبدأ "التسييس" بمقتضاه العلماني المستمد من حركات غير دينية. كتبت امرأة من التيار الوهابي ترد فيه عن الشيخ ياسين ، بيد أن الكتاب لم يرد فيه ولا رد واحد على فكرة من أفكار الشيخ بخصوص مستقبل الإسلام وإنما هو مشحون بألفاظ من قاموس التشريك والتبديع ومضمونه لا يعبر عما صيغ من أجله العنوان، فخطاب المرأة تلك يعبر عن الصورة العامة لخطاب الوهابية ضد الطرق الصوفية والتصوف والقائم على الآفات المرضية بدل التخلق أو الحكمة والموعظة الحسنة ، وهو الخطاب الذي تستثمره الدولة المغربية ضد جماعة العدل والإحسان باعتبارها جماعة مشبعة بالثقافة الصوفية ومنقطعة عن طروحات السلفيين وأدبياتهم ، و هذا يتمثل في رفض الشيخ ياسين لبعض طروحات شيخ الإسلام بن تيمية في كتابه الإحسان ! وبعض رموز السلفية في المغرب ظهروا على شريط "من الخلافة إلى الخرافة" مستلين سيوفهم البتارة ضد الجماعة وشيخها بخصوص المنامات والرؤى الخرافية ، ومنهم الشيخ الأمين بوخبزة ، ومما يدل على أن هؤلاء أرادوا بهجومهم ذاك محاصرة الجماعة هو تغاضيهم عن تخريفات أشد وأثقل لدى الطرق الصوفية ! وعموما فالجماعات الوهابية منخرطة في الحصار الواقع على الدعوة الإسلامية الشمولية ولولا أننا نتحدث عن السياق المغربي لتكلمنا عن "الوهابية المدخلية" في مصر والتي تتهم المقاومة في فلسطين بالحمق وتدعو للتطبيع مع الكيان الصهيوني ومناصرة أنظمة الإستبداد والقمع كنظام حسني مبارك ! إن الوهابية كجماعة قائمة على الآفات كانت السبب في انحسار السلفية كمنهج علمي عملي قائم على القواعد والأصول وعلى التجسيد لأخلاق الإسلام السلفية التي لم تكن متمايزة عن التصوف في إطار الفقه الشامل وهو فقه النفس قبل أن يتم تخصيصه بالأحكام الظاهرة ، لذا فالمغاربة رفضوا هذا النهج ولا تكاد تجد رمزا من رموز "السلفية" مؤثرا في المغاربة باستثناء تقي الدين الهلالي رحمه الله لإتقانه اللغات وفنون الخطابة ولابتعاده عن آفات الخطاب الوهابي ، فالوهابية كجماعة لطالما كانت أداة للدولة لتقويض خصومها من إسلاميين -العدليون خصوصا- وعلمانيين وشيعة ! و نجده أن الحركات الإسلامية المتأثرة بأفكار تقي الدين الهلالي عرفت انتشارا لا يذكر إزاء الإنتشار الحثيث والضخم للعدل والإحسان التي انطلقت من مكون أساسي لتدين المغاربة وهو التصوف ! أما فيما يخص الشيعة والتشيع فإن الدولة المغربية "السنية" توظفه لخدمة عداءها لإيران "الشيعية" فهي تقول : "إن التشيع يعد خطرا كبيرا يعصف بالأمة الإسلامية ، ويهدف إلى القضاء على أهل السنة والجماعة، في ظل نفوذ بعض المروجين للتشيع الإيراني " وهي بذلك تود التملص من مسؤوليتها في تواجد هذا التيار في المغرب ، مسؤوليتها التاريخية..لابد من إلقاء نظرة على السياق التاريخي للتشيع بالمغرب، فحسب محمد ضريف مر التشيع بالمغرب " بمحطات أساسية، منها محطتين في عهد الحسن الثاني وثالثة في عهد محمد السادس. وتتمثل المحطة الأولى في مرحلة ماقبل 1979 وخلالها كان الحضور الشيعي مرتبطا بوجود مجموعة من المشارقة من مصر وسوريا والعراق الذين استعانت بهم الدولة كأساتذة في مجال التعليم، بعد اعتمادها على مبدأ تعليم اللغة العربية. وكان أغلب العراقيين الذين حلوا بالمغرب آنذاك واستقروا به وتزوجوا مغربيات، من الشيعة فقاموا بتحويل بعض المغاربة إلى المذهب الشيعي بشكل فردي وليس بشكل تنظيمي، ساعدهم على ذلك حب المغاربة لآل البيت. وبعد استغناء الدولة عن خدماتهم ظل هؤلاء المشارقة مقيمين بالمغرب، ومنهم من أسس مدارس حرة تنشر بعضها الفكر الشيعي. وهذا مايفسر قيام وزارة التعليم مؤخرا بإغلاق مدرسة عراقية بتهمة نشر التشيع " وهنا - قبل أن نكمل ما قاله ضريف- تبدو قضية التوظيف السياسي للتعددية الدينية - أي سنة وشيعة - غائبة أو لنقل بتعبير أدق في طور العدم ، لأن المرحلة هي ما قبل ثورة الخميني على نظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979، أي قبل وصول الشيعة للسلطة والتفكير في تصدير الثورة ! " أما المحطة الثانية فهي مابعد سنة 1979، وهنا استطاع رجال الدين بقيادة آية الله الخميني أن يؤسسوا دولة شيعية في إيران وبدأ الحديث عن تصدير الثورة إلى العالم العربي والإسلامي. كان موقف الحسن الثاني من الخميني واضحا ولم يكن يعتبره رجلا له علاقة بالإسلام حتى أنه أمر علماء المغرب الرسمي آنذاك بإصدار فتوى تكفر الخميني. وفي هذه المحطة بالذات وقع خلط بين الجوانب العقائدية والجوانب السياسية " و بعض المغاربة كانوا معجبين بتجربة الخميني فلابد أن يكون من تحول منهم للتشيع على منوال كاتب تونسي ألف كتابا سماه "والآن قد اهتديت" يقصد بعد تحوله عن السنة إلى الشيعة ! إن الحسن الثاني كان يرفض المذهب الشيعي بقوة ورفض وجود مغاربة متأثرين بالفكر الشيعي، أو معجبين بالثورة الإيرانية ، ولهذا كانت جماعة العدل والإحسان تتهم على أنها تود القيام بثورة تشبه ثورة الشيعة ! والحسن الثاني في إحدى الحلقات المصورة لبرنامج فرنسي قال بأن الشاه لم يفهم أنه ليس لدينا "إكليروس" وكان الحسن الثاني يقصد طبعا أن الشاه فاتته آلية سيخضع بها مصدر الإزعاج وهي آلية الإستتباع للدين كما الحال في المغرب ، فالملك هو " الملك الشرعي الوحيد للمغرب وأمير المؤمنين " و بيعته بيعة ملزمة ! وانطلاقا من هذه المقولة ينبغي أن نضع المجالس العلمية ووزارة الأوقاف وتوظيف "العلماء" في محله ! ونضيف له البؤس المعرفي الذي تعانيه كليات الشريعة وأصول الدين وشعبة الدراسات الإسلامية وانعدام الكفاءة العلمية والأخلاقية لدى معظم الأساتذة فيها، وينبغي أن نفهم الهدم الأخير الذي وقع لدار الحديث الحسنية ! في يناير 1984 انعقد مؤتمر القمة الإسلامي، وألقى الملك الحسن الثاني خطابا شديد اللهجة وندد بتوزيع منشورات دعائية للثورة الإيرانية، ولم يكن يخفى أمر ارتباط المغاربة بالشيعة الإيرانيين وإعجابهم بالثورة الإيرانية. وفي نفس السنة جرت العديد من الاعتقالات في المدن المغربية في حق المغاربة المتشبعين بالأفكار الشيعية والذين شاركوا في توزيع منشورات دعائية للخميني، ومناوئة للحسن الثاني ذكرها الملك الحسن الثاني في خطابه الشهير، وهو الخطاب الذي رسم فيه الحدود الوظيفية ل "العلماء" في المغرب أو لنقل وضعهم في قفص ! وفي هذه الأجواء تم اعتقال عبد السلام ياسين بعد رسالته الشهيرة "الإسلام أو الطوفان" ومصادرة العدد الأول من صحيفة "الخطاب" العدلية ! أما في عهد الملك محمد السادس فإنه لا يخفى الرأي العام والغالب للشعب المغربي عن إيران بعد سقوط بغداد واجتياح العراق وما أثاره من نقمة على الولاياتالمتحدة "الشيطان الأكبر" ! فإيران حسب المغاربة كانت الدولة الإسلامية الوحيدة التي وقفت في وجه أمريكا في مقابل رضوخ المغرب لمقولة جورج بوش عن محاربة الإرهاب " من ليس معنا فهو ضدنا وعدونا " ولايخفى ما في هذه القولة من وقاحة استعلائية إذ كان الأجدى ببوش أن يقول حسب Eric laurent " من ليس معنا فليس ضدنا ولا هو عدونا "! كما أن المغاربة معجبون بمواقف "حزب الله" وصمودهم ضد العدو الصهيوني والذي انتصر في صيف 2006 وهو ما عجزت عنه الأنظمة العربية مجتمعة والتي تبين يوما عن يوم موالاتها لإسرائيل! وقناتا "المنار" و"العالم" الشيعيتان من أكثر القنوات المفضلة لدى المغاربة ! إن المعنى من كل ذلك أن المذهب الشيعي لم يكن بالنسبة للنظام المغربي خروجا عن الملة أو كان بدعة ينبغي صيانة "الإسلام المغربي" منها لم يكن كذلك إلا بعد أن شعر هذا النظام بالتهديد من الثورة الإيرانية وهو ماانفك المسؤولون المغاربة يحذرون منه بعد أن أوحى لهم النظام ما أوحى ، أي أن هؤلاء المسؤولين والنظام السياسي ليسوا حريصين على تدين المغاربة ولا معتقدهم بل على مصلحة النظام واختياراته وحسب وهو من حقه بالطبع ! فإذن العداء على الحقيقة ليس عداء للشيعة ولكن عداء لإيران ! أعتقد أن عامل النجاح المتوفر للخميني هو أن هذا الأخير استطاع أن يجمع صفوف المعارضة بكل ألوانها من علمانية وليبرالية ويسارية ماركسية تحت لواءه ، فهو تجاوز الخلافات وركز على ظلم نظام الشاه ومولاته لأمريكا رأس الشر ، والملفت أن الحركات الدينية الأخرى غير الشيعة كانت ليست ذات بال في إيران والأمر مختلف في المغرب تماما حيث الجغرافية السياسية تحافظ على التوازن السياسي ! ولا ينبغي أن نغفل قضية هامة لا يذكرها أحد وهي طبيعة الإنسان المغربي المتعلم والمتخرج من الجامعات وهي الطبيعة التي شكلتها المنظومة التربوية المنخرمة الموصولة بالعلمانية الشاملة التي أفرزت متعلمين متمركزين حول أنفسهم ! ما يعني أن المرجعية النهائية في كل شيء تصبح هي الذات الجاهلة ، لم تكن مسألة استتباع السياسة بالدين إلا دهاء ينم عن صنعة سياسية في قمة الإتقان لها أبعاد استراتيجية تروم الحفاظ على الدولة المطلقة التي لا يقف في وجهها سوى الإسلام الطليق الخارج من القفص ! [email protected] www.hadakalami.blogspot.com face book: hafid elmeskaouy