أبدَى المشاركون في الاجتماع الوزاري الرابع لأصدقاء الشعب السوري، المنعقد اليوم الأربعاء بمراكش٬ عن استعدادهم لتقديم الدعم السياسي والمالي للائتلاف الوطني السوري، باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. مؤكدينَ خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع أنَّ الواجب الأخلاقيَّ والإنسانيَّ يفرضُ على المجتمع الدولي تقديم الدعم والمساندة بكافة السبل المشروعة لكل من يقف في وجه النظام السوري. العاهل المغربي محمد السادس، ذهبَ في رسالة تلَاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، أمامَ المشاركين في الدورة الرابعة للاجتماع، إلَى أنَّ رهانات مؤتمر مراكش٬ تتجسدُ في ضرورة تسريع مسلسل الانتقال في سورية لوضع حد لدوامة العنف بالبلاد وتحقيق الانتظارات المشروعة للسوريين وتطلعاتهم للديمقراطية والحرية، نظراً إلى " الوضع الخطير والمأساوي " الذي يعيشه الشعب السوري. أمَّا مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، ويليام بيرنز٬ فقالَ أثناء الاجتماع الذي نظمَ بفندق "كولف بلاس"٬ إن "الانتقال السياسي سيتم في سورية بشكل أو بآخر"٬ معلناً عن دعم أمريكي بقيمة 40 مليون دولار لفائدة الشعب السوري. ومؤكداً أنهُ على الحكومة الانتقالية أن تكون في مستوى تسلم" المسؤولية٬ سيمَا فيما يتصلُ بمسألة الأقليات. وغداةَ تذكيره باعتراف واشنطن رسمياً بالائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة٬ شدد الديبلوماسي الأمريكي على الحاجة إلى انتقال سياسي هادئ وإلى مساعدات إنسانية للشعب السوري، مجدداً دعم بلاده للجهود التي يبذلها المبعوث العربي والدولي المشترك إلى سورية. في غضونِ ذلك، قالَ لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي،٬ في كلمته بالمؤتمر، إنَّ الاعتراف بالائتلاف أمرٌ واجب. داعياً الدول المشاركة في الاجتماع، التي تجاوزَ عددها 120 دولة، إلى "تقديم كافة أشكال الدعم الممكنة لجهود الائتلاف في خدمة الشعب السوري ". المطالبِ حسبَ رئيس الديبلوماسية الفرنسية، بتعزيز انسجامه المدني والعسكري وضمان حماية كل الطوائف في سورية، سواء كانت تشكل أغلبية أو أقلية. في السياق ذاته، دعا الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري٬ النظام السوري "إلى الرحيل" من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي بسورية٬ والانتقال إلى مرحلة البناء وإعادة الاعمار. مردفاً أنهُ " لم تعد هناك أي امكانية للحوار مع نظام فقد شرعيته"٬ مؤكدةً ضرورةَ الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، الذي أثبت أنه ممثل حقيقي للشعب السوري وبديل عن النظام السوري والمؤتمن على تدبير السلطة والمرحلة الانتقالية. مشيراً إلى أنَّ الواجب الأخلاقي والإنساني يحتم تقديم الدعم للاجئين السوريين وكذا تقديم الدعم والمساندة بكل الوسائل المشروعة لكل من يقف في وجه النظام السوري. من جانبها٬ أكدت نائبة رئيس الائتلاف الوطني السوري٬ سهير الأتاسي، أن الشعب السوري التواق الى الحرية في حاجة ماسة للدعم الدولي٬ لرفع المعاناة التي يعيشها في كافة المدن السورية وذلك بعد الدمار الذي طال البنيات التحتية. موضحةً أن الائتلاف الوطني السوري يعمل بتنسيق مع الدول الشريكة والمنظمات الدولية ووفق المبادئ والمعايير الدولية وحقوق الانسان على تحديد حاجيات الشعب السوري وبحث أفضل السبل لإيصالها إلى المحتاجين٬ داعية المجتمع الدولي إلى تبسيط مساطر وصول هذه المساعدات إلى اللاجئين بالحدود. الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي٬ قالَ إن تشكيل ائتلاف المعارضة السورية تحت قيادة موحدة "يشكل بصيص أمل"٬ معربا عن الأمل في أن يتمكن هذا الائتلاف من بلورة منظور شامل وواضح لتحقيق طموحات الشعب السوري بكافة مكوناته٬ ويحافظ على وحدة سورية أرضا وشعبا وسيادة. وإثرَ تذكيرهِ باعتراف المملكة العربية السعودية بالائتلاف ممثلا حقيقيا وشرعيا للشعب السوري٬ أكد على ضرورة توحد المعارضة السورية من أجل تحقيق خيارات الشعب السوري والانتقال السلمي للسلطة. معلناً عن منح هبة قدرها 100 مليون دولار لفائدة الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة. وعن الموقف التركي٬ قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إن "سوريا دخلت في أزمة لا يمكن الخروج منها بعد أن رفض النظام السوري جميع النصائح ومقترحات الاصلاح التي تقدمنا بها٬ وفضل الحل الأمني"٬ منبهاً إلى "أن هناك إرهاصات حرب طائفية بدأت تلوح في المنطقة بسبب سوريا". مشددأ على أن الحل الوحيد لحل الأزمة يتجلى في مواصلة الضغط الاقليمي والدولي على النظام السوري٬ مشيرا إلى أن بلاده فرضت عددا من العقوبات الاقتصادية على سوريا، وجمدت جميع المعاملات مع البنك المركزي السوري. وبشأن المحطة القادمة لأصدقاء سورية، أشارَ وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني إلى أن الاجتماع المقبل لمجموعة أصدقاء الشعب السوري، سينعقد في إيطاليا. بعدمَا نظمت الاجتماعات الثلاثة السابقة على التوالي في كل من تونس واسطنبول وباريس.