أعربَ وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، عن تفاؤُلهُ حيالَ ما سيتمخضُ عن الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء الشعب السوري٬ المنعقد اليوم الأربعاء بمراكش، قائلاً إنَّ اللقاءَ سيَضطلعُ بدورٍ هام في إنهاء الأزمة السورية، سيمَا وأنَّ الاجتماع الرابع لأصدقاء الشعب السوري، يأتي في سياقٍ موسومٍ بوحدة صفٍّ المعارضة السورية، التي أعلنت عن ائتلافها الوطني بالدوحة في وقت سابق، كمظلة لنظالها السياسي بالخارج ليحُلَّ عوَض المجلس الوطني السوري. العثماني، أردفَ أيضاً في تصريحٍ لهُ، أنَّ أهميةِ الاجتماع الوزاري لأصدقاء الشعب السوري، تتجسَّدُ فِي انعقادهِ عقبَ لقاء جمعَ الولاياتالمتحدةالأمريكية بروسيا في الآونة الأخيرة، علاوةً حضور 124 وفداً من 120 دولةً، ومشاركة منظمة الأممالمتحدة التي تحضرُ أشغالَ الاجتماع للمرة الأولَى. وزادَ العثماني، أنَّ النقاش سينصب خلال الاجتماع٬ على مستويين اثنين٬ أولهما سياسي يتعلق بصيغة دعم الائتلاف السوري الجديد٬ وسبل إنهاء المأساة التي يعيشها الشعب السوري٬ ومستقبل سورية٬ وكيفية تدبير الانتقال السياسي فيها٬ والدور الإيجابي الذي يمكن للمجموعة٬ التي تشكل نحو ثلثي عدد دول الأممالمتحدة. فيمَا ينصبُّ المستوَى الثَّانِي على الشقِّ الإنساني، لأجل الوقوفِ معَ الشعب السوري في محنته وتقديم الدعم لمليونين ونصف المليون لاجئ من النازحينَ داخلَ سوريَا وخارجهَا، على اعتبار أن حلَّ الأزمة الإنسانية غير مقدورٍ عليه من طرف دولةٍ واحدة، وهوَ مَا يستدعي تظافرَ الجهود. في إشارةٍ إلى أنَّ مبادراتٍ سيتمُّ إطلاقهَا من مراكش بهدفِ التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية بمخيمات الللاجئين السوريين بدول الجوار. في غضونِ ذلك، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية٬ فيكتوريا نولاند٬ أمسِ الثلاثاء٬ أن الولاياتالمتحدة ستوجه "رسالة دعم قوية" للائتلاف الوطني السوري٬ بمناسبة الاجتماع الرابع للمؤتمر الوزاري لمجموعة أصدقاء الشعب السوري. مضيفة أنَّ ويليام بيرنز، سينوبُ عن كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية، التي تعذَّر عليهَا المجيءُ لأسبابٍ صحية، في توجيه تلكَ الرسالة القوية للمعارضة السورية. وقالت نولاند٬ في مؤتمر صحفيّ٬ "إننا نتمنى أن نقوم بكل ما في وسعنا من أجل دعم الائتلاف السوري من خلال الرفع من حجم المساعدات الإنسانية"٬ مضيفة أن بيرنز سيلتقي بزعماء هذا التحالف في مراكش٬ و"سيطلع بشكل مباشر على جهودهم التنظيمية". وعن المعارضة السورية، عبَّرَ عبد الباسط سيدا، عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، وعضو الائتلاف الوطني السوري، لقوى الثورة والمعارضة عن أمله في ألا يكون الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري بمراكش نسخة للاجتماعات السابقة، وأن يخرج باعتراف دولي صريح بالائتلاف. وأضافَ سيدَا في تصريحٍ له أن المغرب يبذل جهودا يشكرُ عليهَا فِي مساندة الثورة السورية٬ منوهاً بالتحضيرات التي قام بها من أجل تنظيم الاجتماع، والتي تعكس الرغبة في إنجاح المؤتمر، واتخاذ قرارات ترتقي إلى المستوى المطلوب بالنسبة إلَى الشعب السوري٬ متمنياً خروجَ الاجتماع بنتائج فاعلة وومعجلة بنهاية النظام الأسدي. وبشأن الموقف الروسي من الوضع في سورية، وعلى مستوى مجلس الأمن بالخصوص٬ قال سيدا "لدينا تواصل مع الروس٬ ولم نتلمس منهم إشارات واضحة بخصوص تحول٬ لكن يبدو أنهم يدركون أن الأمور تتجه نحو دائرة الخطر ويناقشون علانية مرحلة ما بعد الأسد". وجديرٌ بالذكر، أنَّ الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري، المنعقد بمراكش، يأتي بعد ثلاثة اجتماعات سابقة، انعقدت على التوالي في كل من تونس واسطنبول وباريس، لأجل دعمِ الشعب السوري في ثورته على النظام، التي تدخلُ عامها الثاني في ظلِّ ارتفاعٍ مطرد لعدد الضحايا الذين تقدرُ بعضُ الجهات وصولَ عددهم إلى 100 ألف قتيل ، فضلاً عن الجرحى والنازحين في بلدان الجوار.