برز بشكل لافت اسم محمد ادعيدعة رئيس الفريق الفدرالي بمجلس المستشارين، مباشرة بعد الإعلان عن حكومة عبد الإله بنكيران، كصوت معارض بقوة وشراسة لكن في حدود اللباقة المعروفة، ما جعله "ماركة مسجلة" في المعارضة ذكّرت المتتبعين بصلابة المعارضة اليسارية قبل تجربة التناوب. ادعيدعة الذي يعتبره الكثيرون ابنا بارا للطبقة العاملة، ما فتئ ينبه إلى الإجراءات التي يرى أنها قد تضر بمصلحة العمال وقد تمس الحريات النقابية، ولا تلومه لومة وزير أو حتى رئيس حكومة بأن يصدح بمواقفه المعارضة جهرا نهارا للسياسات الحكومة. ادعيدعة كسب احترام المواطنين باختياره ممارسة المعارضة التي من شأنها أن ترفع من مستوى العمل السياسي في البلاد، وكان ذكيا في أساليب التعبير عن معارضته إما بالمحاججة والمقارعة أو بالانسحاب متى رأى في ذلك مكسبا أمام الحكومة.