حق لأي مواطن سليماني أن يطالب بزيارة ملكية عاجلة لهاته المدينة التي نالت نصيبا مبالغا فيه من الحكرة والتهميش والإقصاء. مدينة تجد مسؤوليها ينبعثون من تحت الرماد، كطائر الفنيق بمجرد سماع خبر زيارة ملكية مرتقبة ، ومع ذلك فمسؤولينا -غفر الله لهم- يتهاونون في ايجاد مشاريع أو مرافق تكون مناسبة للزيارة الملكية المرتقبة مع ما يتبع ذلك من تزيين للطرقات وعملية للتشجير، ومطالبة المواطنين بطلاء واجهات المنازل بلون موحد في إشارة واضحة مفادها أن سياسة( العام زين) هي الموجودة في "جعبة" هؤلاء المسؤولين في محاولة يائسة لإخفاء معاناة قاطني تلك المنازل التي تجد كل واحدة من تلك الأسر تتحمل بكل حسرة إما معاناة معطل أو أكثر وتكاليف رعاية معاق أو مريض بمرض مزمن أو غيرها من أوجه المعاناة والحرمان . سيدي سليمان مدينة المظالم بامتياز حتى قيل أن أهلها استأنسوا الأمر وبدت مجموعة من المرافق بدورها تنظر زيارة ملكية قد تأتي في أي لحظة وما تلك المرافق الاجتماعية الموجودة بحي الليمون إلا مثال صريح لدرجة *الرعدة* التي تصيب مسؤولينا رحمهم الله من مباغتة عاهل البلاد لهم بزيارة *على غفلة*. لكن دعونا نحلم جميعا كساكنة لهاته المدينة التي قيل أن المستعمر لقبها في زمن ما بباريس الصغرى، دعونا نحلم بأن خبر الزيارة الملكية أكيد، توقعوا معي كيف سيصبح حال هاته المدينة في لحظة قياسية . طبعا سوف تخرج الجرافات والشاحنات وجميع التجهيزات طبعا تلك التي في عهدة العمالة أو حتى تلك التي في عهدة المجلس البلدي الجميع سوف يتجند لوضع ماكياج يليق بهاته المدينة وفي رمشة عين سوف تختفي المزبلة التي في مدخل المدينة وسوف تحرر الأرصفة من الاحتلال البشع من طرف المقاهي مع يتطلبه ذالك من تهيئة الطريق الرئيسية وحتما سوف يتغير تعامل المرافق العمومية بالمدينة مع المواطنين وخاصة تلك التي تحت وصاية المنطقة الإقليمية للأمن والتي بالمناسبة بعد ترحيل العميد السابق يبدوا أن بوادر التغيير بدأت نسبيا تلوح في الأفق وبدأ المواطن السليماني يرى سيارات النجدة تطوف بالشوارع مع ما يتمناه السليمانيون من أن لا يكون الأمر مجرد بداية حماسية يتبعها فتور بارد.فالإجرام بالمدينة عرف أرقاما قياسية والخوف أصبح يدب في النفوس من جبروت اللصوص وقطاع الطرق. الزيارة الملكية حتما سوف تجعل المسؤولين يصلون(معنى الوصل وليس الصلاة) الليل بالنهار من أجل ضبط كل شيء يدب فوق المدينة طبعا سوف تختفي أفواج المختلين عقليا والمشردين وربما سوف نفتقد منهم بعض الأسماء التي ألفها السليمانيون . وطبعا سوف يجد ملف الناجحين في مباراة الجماعات الترابية حلا لوضعيتهم التي تدعو إلى الاستغراب فلا هم من المعطلين ولا هم من الموظفين ويصح فيهم مصطلح موظفون مع وقف التنفيذ. زيارة ملك البلاد لمدينة سيدي سليمان سوف تجبر برلمانيينا المختفين الى الظهور من جديد سوف نرى الراضي من جديد، وسوف نرى حنين أما البرلماني الثالث يعلم الله وحده مكان اختفائه. سوف يتحرك المجلس العلمي المحلي ومعه سوف تنشط الحركة بحي الخير الذي استفاد سكانه من بقع أرضية بعد تلك الفياضات التي أتت على كل شيء يملكونه . الموكب الملكي وهو يتجه صوب تجزئة الخير سوف يثيره منظر وجود فندق تم انشاؤه فوق مساحة خضراء ، بجوار مقر الدرك الملكي، فكيف يعقل لمنشاة عسكرية أن تجاور فندقا؟ ونحن نحلم بزيارة ملكية لمدينة سيدي سليمان حتما سوف نخمن في الرؤوس التي سوف تطالها المحاسبة (ملف المسبح البلدي فضيحة من بين الفضائح)، سوف نندهش من كثرة الإقبال على الأظرفة ومقاهي الانترنيت من أجل تحرير المظالم الكثيرة والطلبات الكثيرة وشكاوى الله يعلم بما فيها. سنظل نحلم ونكتب عن هاته المدينة بالرغم من علمنا اليقين من صدقية الأبيات التالية: لقد أسمعت لو ناديت حيا // ولكن لا حياة لمن تنادي ولو أن نارا أنفخت بها أضاءت // ولكن أنت تنفخ في رماد.