يبدو أن ما حدث لعامل خنيفرة أحمد شويحات سيتكرر على الأقل في مدينة من ثلاث مدن مقرر أن يزورها الملك في أواخر شهر رمضان الجاري، والأمر هنا يتعلق بكل من مدينة القنيطرة مع سيدي يحيى وكذا زيارة الملك لكل من سيدي سليمانوسيدي قاسم المقرر في الأسبوع الأخيرة من شهر رمضان أو في أول الأيام التي ستلي عيد الفطر. "" هذه الزيارة التي سيقوم بها ملك البلاد لهذه المدن الثلاث جعلت كل عمالات هذه المدن وبلديات هذه الأقاليم يستنفرون كل مواردهم ليرقعوا ما يمكن ترقيعه حتى لا يرى ملك البلاد حقيقة الواقع والحيف الذي تعيشه الساكنة، وكذا سوء التسيير والتدبير لموارد الدولة التي تختفي ولا تجد من سائل عليها. الخوف التي ينتاب عمال ورؤساء البلديات من هذه الزيارة له ما يبرره خصوصا بعد زيارة الملك الشهيرة لإقليم الخنيفرة والتي على إثرها قام بعزل أحمد شويحات عامل الإقليم، بعدما لمس الملك أن أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد اختفت ولم تستثمر في تنمية المنطقة، عندها جرد أحمد شويحات من منصبه وأمر بالتحقيق في ثروته. وما حصل لعامل الخنيفرة، هو نفسه ما حصل في المستشفى العسكري بالرباط بعد أن عزل الملك أسماء رنانة كانت إلى عهد قريب تعتقد أنها بعيدة عن العزل من مناصبها وأنها الكل في الكل. هذه الصورة، هي نفسها حدثت في وجدة حينما تم عزل قائد الدرك بعدما تبث أنه متورط في عمليات التهريب على الحدود المغربية الجزائرية.. وكل هذه الأسماء سقطت بعد الزيارات التي قام بها الملك الذي قرر هو بنفسه إسقاط هذه الأسماء من المسؤولية التي منحها لهم سابقا، وبالتالي فمن حق عامل القنيطرة وواليها أن يخاف على منصبه خصوصا وأن الكل يتذكر تصريحات عبد الواحد بناني النائب البرلماني وعم الأميرة التي قال فيها أن المسؤولين على مدينة القنيطرة يحاولون الكذب على الملك بإخفاء مساوئ المدينة وتغيير معالمها قبل زيارة الملك لها مع أن الحال سيعود على ما هو عليه بعد زيارته. عبد الواحد بناني هو نفسه أجرى اتصالا قبل أيام بباشا مدينة سيدي سليمان يسأله عن الأسباب التي دفعت الباشا وباقي سلطات المدينة في أن تهدم 12 كشكا تسترزق منها 37 أسرة وهي مصدر مدخولهم الوحيد. وقرار الهدم هذا، الذي قامت بها السلطات قبل الزيارة الملكية كان مبرره الوحيد هو أن هناك خيمة ملكية ستبنى قبالة هذه الأكشاك وبالتالي فان هذه الأكشاك هي مسيئة للمنظر العام. أما في مدينة سيدي قاسم، فقد تحرك عاملها محمد كردوح أخيرا واجتمع مع رؤساء مختلف الأقسام لتحديد برنامج العمل قبل الزيارة الملكية، وعن الطريقة المثلى لإخفاء عبوس المدينة وسباتها التنموي لسنوات مضت. وهكذا بعث عامل الإقليم فاكس يستنجد به وزارة التجهيز ويطلب منها أن تساهم في ترقيع بعض الطرق التي سيمر منها الملك، كما قام عامل الإقليم ي بالتحرك في اتجاه اجتماعات مطولة مع المندوبين في كل القطاعات لتحديد الأولوية لما هو ظاهر في العمل وليس لما هو باطن لأن الصورة الخارجية في مثل هذه المناسبات هي الأهم ! محمد كردوح عامل سيدي قاسم هو نفسه وفي إطار شرحه لتصوره للتنمية في الإقليم صرح لمجلة الشرطة أنه سيهتم بتطوير الجلابة في الإقليم، هذه هي رؤية عامل الإقليم لتنمية، ففي عصر الفضاء والمصانع والتكنولوجيا الحديثة مازال البعض يضحك على ذقون المواطنين بتصريحات تافهة مثل هذه، زد على ذلك أنه العامل نفسه الذي دشن قبل أسابيع قليلة مجموعة مشاريع كانت كلها عيوب في التصميم والسلامة، وهو نفسه أيضا الذي قام بتدشين مشروع توسعة لمندوبية المكتب الوطني للماء الصالح للشرب في سيدي قاسم، وهو التدشين الذي قام به في حي والمشروع كان في حي آخر. أهناك مهزلة أكثر من هذه. خلاصة ما يمكن أن يقال هو أن الزيارة الملكية التي ستشمل هذه المدن الثلاث لن تمر بردا وسلاما على عمال ورؤساء بلديات هذه المدن، والأكيد أن الملك سيسأل عامل سيدي قاسم كما سأل عامل الخنيفرة قائلا : أين هي أموال المبادرة الوطنية التنمية البشرية وأين هي مشاريعها؟ كما سيسأل والي القنيطرة نفس السؤال، في حين أن رئيس المجلس البلدي لسيدي سليمان والذي يملك ربما أطول لحية اشتراكية في المغرب والذي كلما تحدث معه شخص ما في السياسة لا يجد من جواب سوى قوله واشنو عطا الشعب المغربي للإتحاد الاشتراكي؟ سيجد نفسه اليوم مرغما على الإجابة عوض السؤال خصوصا حينما سيسأله الملك ليقول له: أوشنو عطيتي نتا لمدينة سيدي سليمان هادي سنوات ؟؟ إوى جاوب. Beladi2.jeeran.com