بعد "هدنة" استمرّت لشهور، تعود النقابات العمالية للاحتجاج على حكومة عبد الإله بنكيران، حيث ستخوض نقابتا الفدرالية الديمقراطية للشغل، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، يوم السبت المقبل "اليوم الاحتجاجي الوطني"، والذي سينظم، حسب بلاغ للنقابتين، بكافة المدن والمراكز العمالية. وتأتي هذه الخطوة التصعيدية من طرف النقابتين العماليتين، والتي تتزامن مع ذكرى اغتيال الزعيم السياسي والنقابي التونسي فرحات حشاد، بعد توقف الحوار الاجتماعي بين النقابات العمالية والحكومة، وتراجع هذه الأخيرة عن عدد من الالتزامات التي تمخّض عنها اجتماع 26 أبريل 2011، إضافة إلى الظرفية الراهنة التي تعيشها الشغيلة المغربية، وكذا لجوء الحكومة إلى زيادة أسعار المحروقات، والاقتطاع من أجور المضربين، حسب ما صرّح به عبد الرحمان العزوزي، أمين عامّ الفدرالية الديمقراطية للشغل لهسبريس. وقال العزوزي في ذات التصريح، إنّ "اليوم الاحتجاجي الوطني" سيكون خطوة احتجاجية أولى وبداية برنامج نضالي ستليه خطوات احتجاجية أخرى إذا ما أصرّت الحكومة، حسب قوله،"على تجاهل الملفات المطلبية للنقابات العمالية، ورفضها الاستمرار في الحوار الاجتماعي". وفيما يتعلق بما تحقق في إطار الحوار الاجتماعي، قال عبد الرحمان العزوزي بأنه "لم يتحقق أيّ شيء، بعدما تراجعت الحكومة الحالية عن التزاماتها تجاه مطالب النقابات العمالية، وعدم وفائها بما تبقى من الاتفاقيات التي تمخّض عنها اجتماع 26 أبريل 2011"، وأضاف العزوزي بأنّ الشيء الوحيد الذي تحقق في السنة الأولى من ولاية الحكومة الحالية هو الرفع من أسعار المحروقات، وتراجع الحريات النقابية، والاقتطاع من أجور المضربين، واصفا قرار الاقتطاع بأنه "خرق للدستور، لأنه صدر رغم عدم وجود قانون تنظيمي للإضراب، ولا يقرّه قانون الوظيفة العمومية". من جهته قال نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، عبد الرحيم الزهير، إنّ "اليوم الاحتجاجي الوطني"، يأتي في وقت تعيش فيه الطبقة العمالية ظروفا اجتماعية مزرية، وفي وقت تتعرض فيه التمثيليات النقابية التي تمثلهم للقمع، بالإضافة إلى التضييق على الحريات النقابية، وأضاف الزهير بأنّ سنة 2012 كانت سنة بيضاء بخصوص مطالب العمال، مؤكدا على أن مسيرات يوم السبت ستكون تنبيها للحكومة، ستليها خطوات أخرى إذا لم تستجب الحكومة للمطالب النقابية. وبخصوص عدم مشاركة باقي النقابات العمالية في مسيرات يوم السبت، قال عبد الرحمان العزوزي إنّ "هناك واقعا آخر جعلنا لا ننسّق مع باقي النقابات، لكونها تمثل أحزابا من الائتلاف الحكومي، لذلك، يوضح العزوزي، لم نتصل بهم، حتى لا نحرجهم". يشار إلى أن كلا من الفدرالية الديمقراطية لشغل، والفدرالية الديمقراطية للشغل، اتفقتا، بعد اجتماع لمكتبيهما التنفيذيين تنظيم "اليوم الاحتجاجي الوطني"، ستتخخله مسيرات عمالية بمختلف المدن المغربية.