أغضب عامل إقليمخنيفرة محمد علي أوقاسو جمعيات وفعاليات أمازيغية عقب "منعه" أحد عُمال النظافة كان يطالب بحقوقه وحقوق زملائه من الحديث باللغة الأمازيغية، حيث اعتبروا تصرف العامل "ممارسة عنصرية تعيد سنوات الرصاص إلى الأذهان، وأيضا خرقا سافرا لمقتضيات الدستور الجديد الذي يجعل من الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب العربية". ونددت جمعية أمغار للثقافة والتنمية بخنيفرة بما سمته الموقف العنصري لعامل إقليمخنيفرة في حق الأمازيغ، وذلك أثناء ترؤسه اللجنة الإقليمية للبحث والمصالحة في سياق الحوار الذي أجري قبل أيام قليلة حول ملف "الطرد التعسفي" الذي طال 25 مستخدمة ومستخدم من طرف شركة التدبير المفوض للنظافة Tout Propreté، حيث عمد إلى منع مسؤول نقابي بشكل عنيف من التحدث بلغته الأمازيغية الأم مخاطبا إياه بلهجة التهديد: "ما تهضرش بالشلحة، اهضر بالعربية ولاّ سكت"، وفق ما جاء في بيان الجمعية توصلت هسبريس بنسخة منه. ووصفت جمعية أمغار ما صدر عن السيد العامل بكونه "سلوك لا مسؤول يتنافى وما تقتضيه الصفة والمسؤولية المناطتين به، ويعتبر تحريضا على الكراهية والعنصرية"، مردفة بأن هذا الموقف يشكل "خرقا سافرا للدستور الحالي الذي ينص في فصله الخامس على رسمية اللغة الأمازيغية، كما يعد انتهاكا صارخا للحقوق الأصيلة للأمازيغ واستخفافا بالقرارات الرسمية في هذا الشأن". وبعد أن استنكر أمازيغيو الجمعية ذاتها ما تعرض له عامل النظافة "أوسحاق أجيخون" من إهانة وحط بكرامة المواطن المغربي، طالبت الجهات المسؤولة بوضع حد لهذه الممارسات التي تنم عن عقلية إقصائية حاربها المغاربة من أجل بناء مجتمع متسامح ومتشبع بقيم التعدد" يقول البيان ذاته. ومن جهته أفاد الناشط الأمازيغي علي خداوي بأن "ما قام به عامل خنيفرة يُذكرنا بسنوات الرصاص عندما أمر العامل الذي عُين في شهر مايو المنصرم المواطن أجيخون بالكف عن الحديث بالأمازيغية"، لافتا إلى أن هذا التصرف "يكشف عن استمرار المخزن في سياسته ضد الأمازيغ، والموروثة منذ سنوات الرصاص التي شهدتها البلاد في الستينيات من القرن الماضي". وأوضح خداوي، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، بأن التصرف "العنصري والُمهين لعامل خنيفرة سواء كان عن وعي أو دون وعي منه يبرز بأن لا شيء تغير في وزارة الداخلية، لكونه يُذكرنا بالعقلية التي كانت سائدة في الستينيات عندما كان أمازيغ الاطلس وغيرهم يواجهون الإدارة التي كانت تأمرهم إما بالحديث بالعربية أو الذهاب إلى السجن"، وفق تعبير الناشط الأمازيغي. وتابع خداوي بأننا "نعيش في سنة 2012 وكثير من المياه جرت تحت الجسر كما يقال، فاللغة الأمازيغية صارت لغة رسمية بمقتضى الدستور الذي أُريد له أن يكون قطيعة مع ماض يسعى الجميع إلى نسيانه"، مشددا على ضرورة اتخاذ موقف جاد وحازم من طرف السلطات المعنية والحركة الأمازيغية والديمقراطية أيضا إزاء احتقار المواطنين من طرف جهات يتعين أن يكونوا في خدمتهم وحمايتهم..