كتاب "مقاومة غزو المغرب.. 1906م-1910م مرحلة التطويق والتدمير" أصدر الباحث في علم الاجتماع الديني والثقافي، وعضو اتحاد كتاب المغرب، وعضو الجمعية المغربية لعلم الاجتماع، وعضو الجمعية العربية لعلم الاجتماع، وعضو رابطة علماء المغرب؛ الأستاذ إدريس كرم مطلع هذا الشهر آخر كتبه والمعنون ب"مقاومة غزو المغرب.. 1906م-1910م مرحلة التطويق والتدمير" كجزء أول ضمن سلسلة تاريخية أطلق عليها اسم: "سلسلة غزو المغرب".. وقد تناول الكتاب كما جاء في تقديم المؤلف له: "يتعرض هذا الكتاب لتنفيذ رغبة الحكومات الفرنسية المتعاقبة لغزو المغرب وضمه للجزائر بعد أن أصبحت على حدوده الشرقية تهاجمها بين الفينة والأخرى من أجل النفوذ إلى المحيط الأطلسي، إما عن طريق جنوب تافيلالت وشمال الساقية الحمراء أو باختراق ممر تازة، هذا الغزو الذي تم تنفيذه بشكل مأساوي سنة 1907م لتدمير الدارالبيضاء وإحراق ساكنتها، واختراق الشاوية مما أدى إلى ظهور مقاومة عنيفة شعبية بقيادة سلطان الجهاد مولاي عبد الحفيظ؛ تلك الحركة التي جعلت القوات الغازية تعيد النظر في تكتيكها المؤدي إلى إخضاع المغرب، وإعادة تركيب ديمغرافيته السكانية عن طريق إغراقه بالمهاجرين الأوربيين الراغبين في الغنى والثروة بعد تدمير مؤسساته الاجتماعية وبنياته الاقتصادية، وذلك باعتماد تقارير عسكرية ومراسلات دبلوماسية وشهادات لضباط وجنود وصحفيي الغزو الذين شاركوا في تدمير بني يزناسن وتافيلالت ثم الشاوية. كما يبين بما لا يدع مجالا للشك، في أن المغاربة رغم قلة إمكانياتهم العسكرية استطاعوا تحويل الغزو العسكري الإبادي إلى غزو دبلوماسي يستخدم الاتفاقيات والمعاهدات للوصول إلى أهدافه التي تمثلت في معاهدة الحماية. ويميط اللثام عن فترة ما تزال مجهولة أو يراد لها ذلك سواء بالنسبة للدارسين أو المؤرخين أو الراغبين في معرفة الكيفية التي انتقل فيها الغزو من السيطرة التامة والإبادة الشاملة إلى العمل تحت إمرة السلطات المخزنية شكلا لتجنب عنف المقاومة وضياع حلم الاستحواذ على المغرب، وذلك ما بين سنة 1906م / 1910م..". ومن العناوين البارزة في الكتاب الذي ضمّ مجموعة من المعارك والأحداث التاريخية والمراسلات الدبلوماسية والصحافية وتقارير الجلسات في البرلمان والجمعية الفرنسية، وما صاحب خلع السلطان المولى عبد العزير وشروط تنصيب المولى عبد الحفيظ من أحداث، عناوين يمكن أن تثير القارئ والدارس والباحث عن حقيقة مجريات وظروف الغزو الفرنسي وما رافق ذلك من همجية وتخريب وتدمير وقتل وتعذيب للمقاومين، وفي المقابل صمود الروح الجهادية عند المغاربة الذين رفضوا دخول المحتل النصراني وقاوموه وجاهدوه بكل ما في وسعهم في تلك المرحلة (1906م-1910م)، ومن تلك العناوين: - مأساة الدارالبيضاء بداية تطبيق غزو المغرب. - تدمير الدارالبيضاء بين الدبلوماسيين والعسكريين. - المهمة التخريبية للقوات الغازية. - من تدمير الدارالبيضاء إلى مجازر الشاوية. - (الشيخ) البوعزاوي في مواجهة الجنرال "دماد". - مصير المغرب كمصير الدارالبيضاء دمار وخراب ورفض وجهاد. - المجاهدون المغاربة يفرضون على فرنسا مراجعة طريقة احتلالها للمغرب. - الدور الجهادي لتافيلالت. - الضغوط الفرنسية على المغرب في البرلمان الفرنسي. وحسب الباحث الأستاذ إدريس كرم؛ يعتبر هذا العمل باكورة سلسلة "غزو المغرب" التي يهدف من خلالها إلى كشف الظروف الحقيقية التي رافقت احتلال فرنسا للمغرب، وفضح أكذوبة بناء الدولة الحديثة ونسبة ذلك للمحتل الذي عمل إلى يوم توقيع اتفاقية "إكس ليبان" -التي حصل بموجبها المغرب على الاستقلال المشروط-؛ على القيام بإجراءات وتدابير مهمة لفرنسة المجتمع المغربي وربطه بتاريخ غزو الدولة الرومانية له وإسقاط هويته الإسلامية ومحو تاريخه الزاهر الذي انبثق مع انتشار الإسلام به، مما يعد سابقة في سياسة التطهير العرقي والحضاري الذي انتهجه الغرب الاستعماري في المستعمرات التي استحوذ عليها في كل القارات.