غاص الكتاب الصادر حديثا لإدريس كرم، الباحث في علم الاجتماع الديني والثقافي وعضو رابطة علماء المغرب، والموسوم بعنوان "مقاومة غزو المغرب 1906/1910، مرحلة التطويق والتدمير"، في ثنايا وسياقات إحدى المراحل الهامة من تاريخ البلاد، حيث تطرق الكتاب إلى "تنفيذ رغبة الحكومات الفرنسية المتعاقبة لغزو المغرب، وضمه للجزائر بعد أن أصبحت على حدوده الشرقية تهاجمها بين الفينة والأخرى من أجل النفوذ إلى المحيط الأطلسي، إما عن طريق جنوب تافيلالت وشمال الساقية الحمراء أو باختراق ممر تازة". وحاول الكتاب الجديد لكرم إظهار أن المغاربة، رغم قلة إمكانياتهم العسكرية، استطاعوا تحويل الغزو العسكري الإبادي إلى غزو دبلوماسي يستخدم الاتفاقيات والمعاهدات للوصول إلى أهدافه التي تمثلت في معاهدة الحماية. وتناول الكتاب تفاصيل فترة ما تزال مجهولة، أو يراد لها ذلك سواء بالنسبة للدارسين أو المؤرخين أو الراغبين في معرفة الكيفية التي انتقل فيها الغزو من السيطرة التامة والإبادة الشاملة إلى العمل تحت إمرة السلطات المخزنية شكلا لتجنب عنف المقاومة وضياع حلم الاستحواذ على المغرب، وذلك ما بين سنة 1906م / 1910م..". جدير بالذكر أن هذا الكتاب يعد أول حلقة من سلسلة "غزو المغرب" التي يهدف من خلالها إلى كشف الظروف الحقيقية التي رافقت احتلال فرنسا للمغرب، وفضح أكذوبة بناء الدولة الحديثة ونسبة ذلك للمحتل الذي عمل إلى يوم توقيع اتفاقية "إكس ليبان" ا لتي حصل بموجبها المغرب على الاستقلال المشروط-؛ على القيام بإجراءات وتدابير مهمة لفرنسة المجتمع المغربي، وربط هويته الإسلامية ومحو تاريخه الزاهر الذي انبثق مع انتشار الإسلام به.