اقتحام المساجد وهدم مآذنها وتدميرها هواية بشار وشبيحته.. إعلان الربوبية والألوهية للطاغوت بشار، والاستهزاء بأعظم الشعائر بعد التوحيد؛ الصلاة وفي المسجد، باللباس العسكري، وتدخين السجائر، لن تراه إلا في سوريا.. "لا إله إلا بشار"، و"لا إله إلا ماهر"، عقيدة ظهرت في أرض الشام على أيدي جيش الظلم والشبيحة الظالمة.. قصف المنازل والأحياء وهدمها على أهلها.. قتل وذبح وتعذيب، ودهس جثث الموتى بالدبابات.. اغتصاب الفتيات وتدنيس شرف الأمهات.. استمرار المذبحة أكثر من عام ونصف العام.. كل هذا يحصل تحت رعاية الطاغية الجزار بشار الأسد، عدو الله وعدو شعبه، وعدو الإنسانية؛ الذي أحبّ أن يجري أنهارا من دم أهل الشام الأحرار على أن يتخلى عن كرسي العار، وقبل ذلك أن يغير نظامه المتجبر بنظام عدل تسود من خلاله الرحمة والعدالة بين الناس.. لن أطيل الكلام في الحديث عن سوريا التي صرنا لا نراها إلا أحياء مدمرة خربة، أو حقولا مشتعلة محاصيلها بالنيران، أو جثثا مرمية على الطرقات، أو شوارع مليئة بالدبابات لا يهدأ فيها صوت الرصاص.. ولا نسمع صوتا يتحدث عن سوريا إلا صوت أراذل العالم من الخونة والمتواطئين، وهم يطالبون بإرسال فرق مراقبة ثم بفرق أخرى، والتي تثبت كلها أن النظام الأسدي يقوم بجرائم ضد الإنسانية، ولا أحد يدينه ممن استولوا على مصائر ورقاب العالمين، أو يتخذوا مبادرات وإجراءات لإيقاف أنهار الدم، وإنقاذ مئات آلاف اللاجئين.. أما صوت الحق ومن يدافع عن الأبرياء؛ عن الشهداء واليتامى والثكالى، فصوتهم خافت في موازين القرار، ويصطدم بموالاة تجار الحروب وعبدة الحسين، وتخاذل الغرب الصليبي وكيانه الصهيوني.. في ظل هذه الملحمة الدموية التي يعيشها شعبنا السوري وأرض أمتنا الشام، تأتينا بين الفينة والأخرى صور ضحايا أبرياء؛ بل هم البراءة بعينها، لا يحملون أعلاما في مسيرات سلمية، ولا خناجر لصد اقتحامات المنازل الليلية، ولا رشاشات مع كتائب الجيش السوري الحر. إنهم أطفال ذاقوا ولا يزالون يذوقون من ويلات التجبر والطغيان الأسدي صنوفا من الألم، ومن الظلم والقتل والتمثيل بالجثث والرمي بالرصاص والرجم بالقنابل، واستهداف المنازل التي تأويهم بالبراميل المتفجرة.. فمرة نرى طفلا وقد هشمت فكه الأسفل رصاصة أفقدته محياه، وبعد ساعات حياته كلها.. ومرة نرى طفلا آخر وقد بترت ساقه وهو يئن تحت وطأة الألم.. وأطفال قد أصابتهم شظايا القنابل وهم يذكرون الله عز وجل لحظة نزعها من أجسادهم.. وطفل يصرخ فرحا بأنه مؤمن بأن يده ورجله سبقتاه إلى الجنة.. وطفلات يصرخن لفقد أبائهن وأمهاتهن، ويبكين بكاء يهد الجبال.. وصغيرات وصغار أخرجوا من تحت الأنقاض لا يحركون ساكنا قد فارقوا الحياة.. وطفل فقد عينه، وطفلة احترق وجهها، وآخر قطعت أذنه، وأخرى أصيبت بجروح خطيرة، وقد يكون هؤلاء الصغار مجرد رضع.. والصغيرة فاطمة مغلاج التي زينتها أمها لتحضر زفة خالها، فإذا بقنبلة تجعل الحفل جنازة، ويتدحرج رأس الصغيرة تاركا جسدها ليبقى شهادة في التاريخ على تجبر عباد الكراسي.. وصغيرة تقبل أباها وقد ألبس البياض ليزف إلى دار البرزخ، وأخرى احتضنها أبوها وكلها دماء، فقد فارقت الحياة بين ذراعيه.. وطفل ينادي ويخاطب أباه المستشهد لعله يظفر بآخر ردّ منه فيفرح بصوت الأب الحاني، ولكن لا مجيب.. وآخرون قد حرقت أجسادهم وأجسادهن وهم يتلوون ألما، في مناظر تقطع القلب ألما وحسرة على واقع التخاذل الذي نعيشه لعدم نصرة إخواننا وأبنائهم في أرض الشام. إن هذه المناظر وصور هؤلاء الضحايا من أطفال وطفلات تذكرني بأيام القصف الصهيوني على غزة، بل والله إني لأجدها أكثر وحشية ودموية من تلك التي كانت في غزة، لأن هذه أكثر بشاعة، واستهداف الأطفال فيها مقصود، حيث رأينا أن عددا من المجازر التي قام بها الجيش النظامي السوري والشبيحة استهدفت كذلك الأطفال وبشكل مقصود وما مجزرة الحولة عنا ببعيدة!! إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ويتقطع ألما وإن العبرات تصير أدمعا تسكب في حق هاته الأجيال التي تقتلها غدرا فرق الموت من الجيش السوري والشبيحة، وفرق الموت المصدرة من طرف شيعة إيران وحزب الله، وبدعم روسي وصيني، وتخاذل عربي وعالمي.. فالله الله في أطفال سوريا، وأهل سوريا.. وقد كان مما قيّده القلم منذ ظهور الطفل عمر البطل، الذي صار من رموز الثوار السوريين رغم صغر سنه، كلمات عنونتها ب(عندما صرخ المفجوع بموت أمّه عمر: "الشعب يريد إعدام الأسد") أقول فيها: عمر السوري.. طفل في سن الصغر عمر، صغير أفصحه بالنطق ربُّ القدر عمر، ذاك اليتيم الذي يتّمه جيش بأهله غدَر ماتت أمه، قتلها نظام كَفَر عمر، يصرخ بين الجموع: تكبير تكبير تكبير وهو في المنصة بذاك المؤتمر عمر، يصرخ: "الشعب يريد إعدام الأسد" ذاك السفاح، قتال الحيوانات مخرب العمران هادم المآذن التي تَرفَع في عنان السماء نداء العظمة؛ الله أكبر لا تسأل أخي عما يفعله بالبشر قتل، وقنص، وحرق وسلخ ناهيك عن ضرب وسبّ وكل لفظ ناب محتقر تكبير: رسالة من عمر أن الله أكبر من جبروت كل الطغاة فكيف ونحن نعلم أنه القهار الجبار خلق قبل خلق الأرض والسماوات للطغاة والظلمة دارا سماها سقر الله أكبر، رغم أنوف جيش فيه من يعبد طينا وحجر الله أكبر، من طاغوت بشار وماهر وبثينة ومْعلم، والبوطي بفتاويه للشر انتصر الله أكبر، من روسياوإيران وكل مَصر الله أكبر، ناصر المستضعفين وإن ابتلاهم بتأخير النصر الله أكبر، بها تساس الدنيا، ومن رغب في غيرها بالخسران ظفر الحكم بالإعدام: رسالة أخرى من حبيبنا عمر وهي حكم شرع ربنا فيمن قتل مؤمنا فكيف بمن آلاف الناس أقبر؟ "الشعب يريد إعدام الأسد" على تردادها صغيرنا أصرّ ذاك حق تطالب به كل الثكالى والأرامل واليتامى في حمص وأدلب ودمشق وحماه ودرعة وكل سوريا ومن نفي زمانا، فكان أسره سفر عمر، أخو لؤي الفلسطيني الذي فقد بغزة أيام القصف الصهيوني نعمة البصر فكم من لؤي وعمر في أرض الله قد يتّمهم الظلم والجبروت والعدوان، فاتقوا الله في عباده إن كنتم تملكون قلوب البشر [email protected]