قال ناشطون إن أكثر من 300 جثة عثر عليها في بلدة في ريف دمشق تعرضت لحصار وقصف شديدين لثلاثة أيام قبل أن تقتحم ليلة الجمعة ونهار السبت. وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن عدد القتلى الذين سقطوا، أول أمس، بنيران قوات الأسد، ارتفع إلى نحو 440، وهي الحصيلة الأكبر منذ بدء الثورة السورية، سقط منهم نحو 300 في مجزرة ارتكبتها قوات نظام بشار الأسد في داريا بريف دمشق، فيما وصف المرصد السوري لحقوق الإنسان الشهر الحالي بأنه أعنف شهور الثورة التي واجهها النظام بحرب إبادة في محاولة يائسة لكبح جماح الشعب الثائر ضد نظام حكم ديكتاتوري دموي جثم على السوريين لأزيد من أربعة عقود. هذا وكان المجلس الوطني السوري قد أفاد بأن مجزرة داريا راح ضحيتها أكثر من 300، بينهم 120 قتيلاً تم العثور عليهم ليلة الجمعة الماضية في مسجد أبو سليمان الداراني في المدينة. وذكرت وكالات أنباء عالمية ومصادر الثوار في داريا، أن جثث القتلى متناثرة في أماكن متفرقة، بعضها مجهول الهوية، في منازل ومخابئ وأقبية مبان سكنية قتل أصحابها، ومعظمهم من الشبان، بالرصاص. وقالت مصادر من المعارضة إن جنود النظام وشبيحته اقتحموا تلك المباني في مدينة داريا بريف دمشق، ونفذوا عمليات إعدام جماعية. وقتل بعض هؤلاء برصاص قناصة، في حين تم إطلاق الرصاص على آخرين من مسافات قريبة على الوجه والرقبة والرأس. ومن جانبها، أصدرت اللجنة التنسيقية في داريا بياناً تحدثت فيه عن إصابات في الرأس، شملت أفراداً من عائلة واحدة، بينهم أطفال. وعثر على جثث هؤلاء في مبنى سكني قرب مسجد مصعب بن عمير في المدينة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 100 ألف نسمة، بعد حركة نزوح جماعي. كما تعرض مسجد أبو سليمان الداراني للقصف، وكان مسرحاً للمجزرة، حيث عثر فيه على عدد من الجثث تحمل إصابات في الرأس والصدر. وتحدثت المصادر نفسها أيضاً عن العثور على عشرات الجثث لشبان في مبنى واحد، إضافة إلى عدد من المصابين بجروح بالغة لم يتسن نقلهم إلى المستشفيات، فضلاً عن جثث أخرى تم العثور عليها في أقبية منازل أخرى. وإلى ذلك، تحدثت الهيئة العامة للثورة عن تجدد القصف المدفعي على مدينة المعضمية بريف دمشق. وقال اتحاد التنسيقيات إن اشتباكات عنيفة ودوي انفجارات سمعت في كفرسوسة بالعاصمة. وتعرضت أحياء عدة في مدينة حلب لقصف عنيف بالمدفعية والطيران الحربي، لا سيما أحياء السكري وسيف الدولة وهنانو. كما دارت اشتباكات عنيفة قرب مطار حلب الدولي بين الجيش الحر وقوات النظام. ووفقاً لشبكة شام، فإن بصرى الشام في ريف درعا تعرضت لقصف صاروخي ومدفعي. كما تعرضت مناطق في حمص وريفها ودير الزور وحماه وإدلب لقصف من قوات النظام. وقد اعتبر مرصد حقوق الإنسان أن شهر غشت الحالي كان أعنف أشهر الانتفاضة التي بدأت في مارس 2011، إذ خلال 25 يوما سجل حسب المرصد سقوط أربعة آلاف قتيل، بينهم 3000 مدني و918 عنصرا من القوات النظامية و38 منشقا. وينفي النظام السورية أن يكون في مواجهة ثورة شعبية، ويتحدث عن «مؤامرة» غربية تركية خليجية تنفذها «عصابات مسلحة». إمعان في القتل من جانب آخر، أكد رئيس المكتب الإعلامي الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية العميد الركن محمد أنور سعد الدين أنَّ اجتماعًا سيعقد في إسطنبول خلال أيام بين كبار الضباط العسكريين المنشقين الموجودين في تركيا والأردن؛ لتوحيد الصفوف والرؤى بين المجالس العسكرية في المحافظات ومكونات الثورة السورية، وبحث كيفية تجميع الثوار تحت قيادة واحدة مشتركة. وقال العميد الركن سعد الدين وفق صحيفة «الرأي» الكويتية: «النظام رفع أول من أمس (الخميس) الجهوزية القتالية إلى الرقم 1 للألوية الاستراتيجية، وهي درجة استعداد قتالية عالية تستخدم فيها صواريخ متوسطة المدى». وأضاف: «النظام استخدم مختلف الأسلحة لديه بما فيها صواريخ «بيبي غراد 35» المطورة التي يبلغ مداها 90 كيلو مترًا عدا الأسلحة الاستراتيجية، كما استخدم حافظات القنابل التي تلقيها الطائرات الحربية والتي تحتوي بداخلها ما بين 200 - 1000 قنبلة صغيرة وزن الواحدة منها يتراوح بين كيلو غرام و5 كجم، والتي استخدمت في الرستن ودير الزور وحلب وأعزاز، كما استخدم قنابل (براميل) زنة الواحدة 500 كجم». وأردف: «ذلك يشير إلى أنَّ النظام يفقد أعصابه، ويقوم بهذا العمل بدعم دولي من روسيا وإقليمي من إيران و»حزب الله»، وبتخاذل غربي». وأعرب سعد الدين عن توقعه بأن يصعد جيش النظام من عملياته، بينما الغرب والشرق يتفرج دون التحرك بفعالية لوقف المجازر التي يرتكبها النظام ضد الشعب السوري. وسخر من تحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما للنظام السوري من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، أي أن أوباما يسمح للأسد باستخدام أي سلاح ضد الشعب السوري باستثناء السلاح الكيماوي. وقال: «القيادة العسكرية المشتركة تتواصل يوميًّا مع المجالس العسكرية في مختلف أنحاء سوريا، ونؤكد وجود تجاوب من تلك القيادات لكنه لا يزال محدودًا». وناشد رئيس المكتب الإعلامي الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية الشخصيات الاعتبارية والمنظمات التي تقدم الدعم للثوار المساعدة والسعي من أجل توحيد صفوف الثوار داخل سوريا، والتواصل مع القيادة العسكرية المشتركة لتحقيق هذا الهدف. ونفى سعد الدين أن «يكون الثوار تسلموا أي أسلحة مضادة للطائرات»، مؤكِّدًا «الحاجة إلى مثل هذه الأسلحة وأسلحة أخرى مضادة للدروع التي من شأنها أن تحد من فعالية وعمل الطيران الحربي الذي يستخدمه جيش النظام ضد المدن، وكذلك توفير مناطق آمنة تستوعب المزيد من المنشقين من جيش النظام وكذلك المدنيين».