قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن عدد القتلى أمس الأحد ارتفع إلى ثمانين شخصا بينهم ستة أطفال وأربع نساء ومعظمهم في حمص وحماة ودير الزور وإدلب. يأتي ذلك في حين أعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ترحيبها بخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان، مشددة في الوقت نفسه على مواصلة القتال إلى أن تكف القوات النظامية عن قصف المدن. وأفاد ناشطون أن اشتباكات جرت الليلة البارحة بين الجيش السوري الحر وقوات الجيش النظامي في منطقة غسان عبود في دير الزور حيث سمع دوي انفجارات. ورصدت لجان التنسيق المحلية تعزيزات مدعمة بأعداد كبيرة من الدبابات متجهة من ناحية موحسن إلى القورية والطيانة والشحيل، مشيرة إلى تحليق للطيران الحربي بارتفاعات منخفضة في المنطقة. وقصفت قوات الأمن والجيش السوري بلدات سراقب والبارة وكفر حايا بإدلب، واقتحمت مدينة القورية بمحافظة دير الزور وبلدتي اللطمانية وكفر نبودة في ريف حماة. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن إطلاق نار كثيفا استهدف منازل حي القصور وحي الجب بحماة، وأضافت أن انفجارا وقع في حي طريق حلب. وفي حماة أيضا تجددت الاشتباكات وإطلاق الرصاص الكثيف من الرشاشات الثقيلة والمدفعية في المجمع الطبي ومبنى المياه والجيش الشعبي وجسر المزراب، وامتدت الاشتباكات إلى حي الأربعين وحي الحميدية وسمعت أصوات انفجارات ورصاص كثيف في الحيين. وتجدد القصف على حي الخالدية في مدينة حمص لليوم الثالث عشر واستهدف الحي بقذائف الهاون مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، كما تعرض كل من حي البياضة ومدينة القصير بنفس المحافظة كذلك لقصف مدفعي عنيف مما أدى إلى مقتل أشخاص وجرح آخرين. وشهد حي نهر عيشة بالعاصمة دمشق إطلاق نار كثيف وعشوائي من قبل قوات الأمن والجيش، وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن القوات النظامية استخدمت الرصاص الحي والقنابل المدمعة لتفريق مظاهرتين خرجتا في حرستا والتل بريف دمشق. وذكر ناشطون أن قوات الأمن قامت بمداهمات واعتقالات في مدينة حرستا بريف دمشق كما أطلقت النار لتفريق متظاهرين في حي ركن الدين بدمشق طالبوا بجثمان ناشط قتل الأحد. وشهد حي طريق حلب ومدينة سلمية بحماة والزاهرة القديمة ونهر عيشة وحي العسالي وحي كفرسوسة وجوبر بالعاصمة دمشق وعربين بريف دمشق مظاهرات مسائية تهتف للحرية وللمدن المنكوبة. وكانت شبكة شام الإخبارية قد ذكرت في وقت سابق أن الجيش السوري ارتكب مجزرة في اللطمانية بريف حماة قتل فيها ما لا يقل عن سبعة أشخاص، وأضافت أن جميع جثث القتلى والجرحى لدى قوات الأمن. وأوضحت الشبكة في بيان أن قوات الجيش التابعة للنظام اقتحمت المدينة بعد محاصرتها وتطويقها، وأضافت أن الجيش قام بحملة حرق ونهب لعدد من المنازل هناك. ونقلت الشبكة عن شهود عيان أنهم سمعوا إطلاق نار كثيفا من رشاشات ثقيلة (بي تي آر) في مضايا بريف دمشق إثر حدوث انشقاق في أحد الحواجز المتمركزة في سهل مضايا. في الأثناء، أعلن المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قاسم سعد الدين دعم خطة الموفد المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، مضيفا أن الجيش الحر سيوقف القتال عندما يتوقف القصف على المدن وتنسحب الدبابات منها. وفي هذا السياق طالب العقيد عارف الحمود نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر المجتمع الدولي بتزويد الجيش السوري الحر بالسلاح والذخائر فورا. وقال إن الاعتراف بالمجلس الوطني ينبغي أن يترجم باعتراف بالجيش الحر الذي يزداد عدده يوميا رغم قلة العتاد. وتدعو خطة أنان إلى وقف القتال تحت إشراف الأممالمتحدة وسحب القوات النظامية والأسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات، وهدنة إنسانية لمدة ساعتين يوميا لإفساح المجال لوصول العاملين الإنسانيين إلى المناطق المتضررة من أعمال العنف، والإفراج عن المعتقلين على خلفية الأحداث. وأوضح سعد الدين أن العمليات التي يقوم بها عناصر الجيش الحر هي "عمليات خاطفة، كر وفر ومهاجمة للحواجز الأمنية والشبيحة"، وتابع القول "أحيانا نرصد القوات العسكرية التي تكون في طريقها لمهاجمة المدن والقرى ونستهدفها في الطريق". وأعلن قبل أيام تشكيل القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل التي تضم المجالس العسكرية للمنشقين في عدد من محافظات سوريا. وأكد قاسم سعد الدين أن هذه القيادة تعمل بالتنسيق مع المجلس العسكري في الخارج الذي أعلن تشكيله الأسبوع الماضي في تركيا وهو يضم العميد مصطفى الشيخ والعقيد رياض الأسعد.