كشف عضو المكتب التنفيذي رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الوطني السوري المعارض أحمد رمضان عن اعتراف عربي وخليجي قريب بالمجلس الوطني الانتقالي "كممثلٍ شرعي للشعب السوري". في وقت يواصل فيه نظام بشار الأسد جرائمه الفظيعة في حق الأبرياء المسالمين الرافضين لحكمه الديكتاتوري، حيث أفادت تقارير النشطاء السوريين مقتل أزيد من 100 سوري من بينهم نساء وأطفال نتيجة القصف العنيف بالراجمات والصواريخ التي يستخدمها الجيش النظامي، بينهم 93 في مدينة حمص وحدها التي توصف بعاصمة الثورة وتتعرض لحملات عسكرية وقصف مكثف من قبل ميليشيات بشار الأسد في محاولة يائسة لإخماد الثورة المشتعلة، فيما أكدت منظمة "العفو الدولية" أن جرائم ضد الإنسانية يرتكبها النظام في سوريا. وأوضح رمضان، في تصريح لصحيفة "الوطن" السعودية في عددها الصادر الثلاثاء الماضي أنه "تلقّى إشارات من مصادر رفيعة المستوى في تلك الدول"، لم يُسمِّها، "بأنّ مسألة الاعتراف قد حُسِمت لديها وأنَّهم ينتظرون التوقيت المناسب للإعلان عنه في القريب العاجل". وأشار إلى "حدوث انشقاقات نوعية داخل أركان النظام"، موضحًا أنَّ 50% من الأراضي السورية باتت "خارج سيطرة نظام الأسد". وأكّد على تقدير "السوريين عمومًا للموقف السعودي وقيادته السياسية (...) على الوقوف بجانب السوريين تجاه الأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام تجاه المدنيين العزّل". ووصف الأوضاع الإنسانية في البلاد "بالصعبة والمؤلمة"، كما وجه رسالة عاجلة بإنشاء صندوق دولي تقوده الرياض لإغاثة المدن المدمرة. وقال رمضان: إن "(حق النقض) الفيتو الروسي الصيني يعد بمثابة رخصة قتل للنظام بارتكاب المزيد من التصفيات بحق المدنيين"، على الرغم من أنّ "المعارضة طمأنت الجانب الروسي بإقامة علاقات شراكة في فترة ما بعد الأسد لكن إشكالية موسكو وبكين هي في علاقاتهما مع الولاياتالمتحدة والغرب ونحن نرفض استخدام دماء السوريين كصفقة بين الدول الكبرى وننظر لذلك بقلق كبير". قتلى جدد والشبيحة تذبح ميدانيا، لا تزال قوات الأمن والجيش ترتكب المجازر في مدينة حمص مهد الثورة السورية ومناطق أخرى، فقد قُتل أكثر من 100 سوري، أول أمس، في مدينة حمص جراء القصف العنيف الذي تشنه قوات الجيش النظامي على المدينة، في حين ذكر ناشطون أن شبيحة الأسد ذبحت ثلاث عائلات بما فيها من نساء وأطفال الليلة الماضية. وقالت الهيئة العامة للثورة إن عدد القتلى في سوريا، أول أمس، ارتفع إلى 117 أغلبهم في حمص بينهم 21 طفلا و6 نساء. وذكر نشطاء في حمص ومصادر من المعارضة أنَّ القوات الموالية للرئيس بشار الأسد أطلقت الصواريخ وقذائف الهاون على حمص، في حين دخلت الدبابات حي الانشاءات واقتربت من منطقة بابا عمرو الأكثر تضررًا من القصف الذي أسفر عن سقوط نحو 200 قتيل على الأقل خلال اليومين الماضيين. وطالبت مجموعة تعرف باللجنة العامة للثورة السورية في بيان بعد الظهر بالحماية الخارجية وقالت: إن عدد القتلى يوم الأربعاء بلغ 100 مدني، وأضافت أنّ المستشفيات بلا كهرباء وتنقصها المستلزمات في حين يقع المصابون ومن ينقلونهم للعيادات عرضة للاعتقال من جانب قوات الأمن. وقال ناشط من حمص يدعى حسن: إن القصف زادت حدته في الصباح الباكر مستهدفا بابا عمرو والبياضة والخالدية ووادي العرب والتي تسكنها أغلبيّة من السنة تعارض الأسد. وأضاف: "انحسرت قذائف المورتر والدبابات.. لكن نيران الرشاشات الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات ما زالت قوية... الدبابات في الشوارع الرئيسية في المدينة وهي تقترب فيما يبدو من التوغل في المناطق السكنيّة". بدوره، أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن سقوط 400 قتيل في مدينة حمص منذ يوم الجمعة الماضي، جراء المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين السوريين. وتوقع عبد الرحمن ارتفاع أعداد القتلى نتيجة وجود حالات حرجة جدا في صفوف الجرحى وافتقار المستشفيات الميدانية للمواد الطبية الأساسية وتردد المصابين في اللجوء للمستشفيات الحكومية خوفا من التعرض للاعتقال، يحسب صحيفة "الشرق الأوسط". وأكد عبد الرحمن أن عددا كبيرا من المدن السورية تقصف وينكل بأبنائها، لافتا إلى أنه من الظلم حصر المشهد ككل في مدينة حمص، قائلا : "هناك مناطق ملتهبة على الحدود السورية - الأردنية كما يتم ضرب أريحا في إدلب بالدبابات، كما أن مناطق ريف حلب وريف دمشق ودرعا تتحرك". وكانت أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة وكرم الزيتون وحي الرفاعي ووادي العرب في مدينة حمص تعرضت أول أمس الأربعاء ومنذ ساعات الصباح الأولى لإطلاق نار وقصف صاروخي وبغزارة، مما أدى وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان لمقتل أكثر من 50 بينهم 3 عائلات. وأوضح المرصد السوري أن "إحدى هذه العائلات مكونة من 5 أشخاص بينهم فتاة (15 عاما) وطفلان (5 و7 سنوات)"، لافتاً إلى أن "العائلة الثانية مكونة من سبعة أشخاص، فيما تتكون الثالثة من ثمانية أفراد". وأضاف أن "القتلى سقطوا برصاص الشبيحة الذين اقتحموا منازلهم في كرم الزيتون والسبيل المتاخمة للأحياء المعارضة في حمص". بدوره، أعلن المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله أن أفراد هذه العائلات "ذُبحوا بالسكاكين وطعنوا بأدوات حادة على يد عناصر الأمن والشبيحة الذين اقتحموا منازلهم في حي السبيل". وأفاد أن هناك أحياء لا يمكن الدخول إليها بسبب النيران، مشيرا إلى عدم ورود أي معلومات عن هذه الأحياء بسبب انقطاع وسائل الاتصالات عنها. وبث ناشطون مشاهد مباشرة من مدينة حمص صباح أول أمس، على "الجزيرة مباشر"، تظهر تعرض المدينة للقصف، فيما سمعت أصوات تكبير من المآذن. وفي حي بابا عمرو، قال ناشطون إن أكثر من ثلاثين منزلا احترقت بالكامل جراء القصف، مؤكدين أن الجيش لم يترك منزلا من منازل الحي إلا قصفه، وأشاروا إلى أن الجيش النظامي يستهدف الحاضنة الاجتماعية للجيش السوري الحر في حمص، التي تعيش بلا كهرباء أو ماء. ووصف رئيس المجلس الأعلى للثورة السورية وليد فارس الوضع الإنساني في حمص ب"المخيف للغاية"، قائلا: "صراخ الأطفال والنساء يملأ الأرجاء"، متحدثا عن "نقص في المواد الإسعافية بالإضافة إلى الكادر الطبي والمواد الغذائية". وقال فارس: "الناس تعاني من قسوة البرد لعدم توافر مواد للتدفئة كما أن التواصل بين الأحياء في مدينة حمص صعب للغاية بسبب استمرار القصف العنيف وعمليات القنص، والشهداء دفنوا في مقابر جماعية وفي الأحياء لصعوبة التنقل خارجها". ووفقا لناشطين، فإن العديد من أحياء مدينة حمص أصبحت معزولة تماما، وإنه من الصعب الوصول إليها لإسعاف الجرحى. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن ناشط تأكيده أن الدبابات وصلت عند مسجد القباب بالحي، وأن الجنود دخلوا المستشفى الحكومي فيه، واقتربوا من بابا عمرو، فيما تسمع أصوات القصف على كرم الزيتون والبياضة. وأكد الطبيب علي الحزوري (27 عاما) الذي كان يشرف على مشفى ميداني أغلق بعد تعرضه للقصف لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" وجود 500 جريح في بابا عمرو نصفهم من النساء والأطفال، ودعا إلى "دخول الهلال الأحمر وإجلاء الجرحى وتأمين الطعام للمدنيين". من جهته، قال الطبيب في مشفى ميداني بحمص محمد المحمد إن أكثر من مائتي قذيفة سقطت على حي بابا عمرو خلال ثلاث ساعات فقط، وتسببت في مقتل أكثر من عشرين شخصا. ووجه الطبيب المحمد من مشفى ميداني في حي بابا عمرو نداء استغاثة للقادة العرب والأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية وطالب الجميع بالتدخل لإيقاف ما سماها بالمجزرة التي يرتكبها النظام في حمص. ومن مستشفى ميداني في حي بابا عمرو عرض أحد نشطاء الثورة السورية جثة طفل قال إن عمره سنتان وإنه قتل مع أخته في قصف استهدف منزلهما. وناشد الناشط داني عبد الدايم الأممالمتحدة ومنظمات المجتمع الإنساني التدخل لوقف ما وصفها بمجازر ترتكبها قوات النظام السوري في حمص. "العفو الدولية" تكشف.. وعلى صعيد ردود الفعل الدولية حول جرائم نظام بشار الأسد، وصفت منظمة العفو الدولية ما يجري من تقتيل للمدنيين في سوريا على أيدي عناصر نظام الرئيس بشار الأسد بأنه جرائم ضد الإنسانية. وقال المتحدث باسم قسم الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية "جيمس لينتش" في مقابلة مع "الجزيرة": ما يجري في سوريا "جرائم ضد الإنسانية بالنظر إلى ما يرد من صور من هناك". وكانت المنظمة قد حثت في تقرير سابق لها الأممالمتحدة على إحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتحدثت عن جرائم ضد الإنسانية ارتكبها النظام السوري ضد المدنيين. من جهتها، دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي، أول أمس، إلى تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين السوريين من القصف الذي يتعرضون له بنيران قوات الجيش النظامي. وقالت بيلاي في بيان: إنها ارتاعت نتيجة الهجوم الذي تتعرض له مدينة حمص السورية. ونددت باستخدام النظام السوري المدفعية والأسلحة الثقيلة الأخرى ضد المدنيين في هجمات تبدو عشوائية على الأحياء السكنية في المدينة. واعتبرت بيلاي أن الفشل في اتخاذ قرار في مجلس الأمن قد أشعل ما وصفته برغبة الحكومة السورية في ذبح شعبها في محاولة لقمع الاحتجاجات. المراقبون يغادرون سوريا إلى ذلك، طلبت الجامعة العربية من بعثة المراقبين في دمشق - المكلفةِ بالإشرافَ على تنفيذ خطة الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا - مغادرة البلاد. وقال رئيس فريق المراقبين العراقيين اللواء ركن علي حسن الحبيب، أول أمس، ل"يونايتد برس إنترناشونال"، إن "الجامعة أبلغت المراقبين بضرورة السفر إلى بلدانهم في إجازة حتى 14 من الشهر الجاري". وأضاف: "لم نبلَّغ إلى الآن بإيقاف عمل بعثة المراقبين، بل مُنحنا إجازة حتى منتصف الشهر الجاري، ونحن بانتظار ما سيصدر حتى ذلك التاريخ".وأرجع رئيس فريق المراقبين العراقيين سبب طلب مغادرة المراقبين إلى "أسباب مالية ليس إلا". ومن جانبه، قال رئيس أحد الفرق العربية العاملة في دمشق ضمن بعثة المراقبين العرب السوداني جعفر كبيده: إن "رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد مصطفى الدابي غادر إلى السودان، وجميع المراقبين سوف يغادرن سوريا غدًا (أمس) الخميس، وبُلِّغنا أن الجامعة منحت المراقبين إجازة حتى 14 الشهر الجاري، ولكن على الأغلب لن نعود إلى سوريا". وقررت الأمانة العامة لجامعة الدول العرابية في 29 يناير الماضي وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا. ويبلغ عدد المراقبين العرب نحو 85 مراقبًا من العراق والسودان ومصر والجزائر والصومال والمغرب. وأعلنت دول مجلس التعاون الخليجي في 24 يناير الماضي سحب مراقبيها ضمن بعثة المراقبين من سوريا قبل ساعات على إعلان دمشق عن موافقتها على طلب الجامعة العربية التمديد لعمل البعثة في سوريا لمدة شهر إضافي. يذكر أن البعثة قد تعرضت لاتهامات بالتواطؤ مع النظام السوري وإخفاء الحقائق، مما نتج عنه انسحاب بعض أعضائها منها.