نصاب بالصدمة والغضب ونحن نتابع كل هذه الدموية البشعة في سوريا، وكل هذا الجنون الذي يصرفه نظام دمشق قتلا وقذائف في حق شعبه، ونحس بالغضب لما استهدف حمص وأهلها، ونشعر بالقرف والاستنكار عندما نرى عناصر الجيش السوري يدفعون إلى قتل مواطنيهم، وإلى قتل الأطفال والنساء، وإلى قصف منازل من عل، واستهداف مدن وقرى بكاملها، وهم الذين يفترض أن يستشهدوا دفاعاً عن الأرض السورية والعربية وعن الجولان... أول أمس الثلاثاء بدأ مراقبو جامعة الدول العربية مهمتهم في سوريا بجولة في مدينة حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو 70 ألف شخص، غداة سقوط 34 قتيلا برصاص القوات السورية، وقبيل وصول المراقبين إلى حمص، انسحبت دبابات تابعة للجيش السوري من حي بابا عمرو الواقع في وسط مدينة حمص، وقال ناشط حقوقي سوري إن انسحاب الدبابات «لم يكن سوى خدعة وسرعان ما استؤنف إطلاق النار بعد دقائق»، كما أن السلطات السورية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يحاولون دخول ساحة كبيرة في حمص. ومعلوم أن مهمة البعثة العربية تندرج في إطار مبادرة وضعتها جامعة الدول العربية للخروج من الأزمة وتنص على وقف العنف والإفراج عن المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن وحرية تنقل المراقبين العرب والصحافيين في كافة أنحاء البلاد. اليوم، وبغض النظر عن طبيعة تركيبة وفد المراقبين العرب ورئاسته، وما خلفه الأمر من جدل واستياء في أوساط المدافعين عن حقوق الإنسان، فإن الكل بات مقتنعا أن لا شيء يمكن ترقبه من مهمة البعثة العربية أو من خلاصاتها، خصوصا أن نظام دمشق لم يتردد في الأيام الثلاثة الأخيرة في الإقدام على تضليل المراقبين، كما أنه لم يوقف قتله وبشاعته في حق شعبه، حتى أن الكثيرين ذهبوا إلى حد القول بأن ما فعله نظام بشار الأسد في حق الشعب السوري لم تجرؤ حتى إسرائيل على اقترافه... لم يعد حتى أصدقاء النظام البعثي السوري يجرؤون اليوم على القول بأن ما يحدث هناك مجرد مؤامرة دولية تنفذها تركيا أو قطر أو السعودية أو فرنسا لحساب أمريكا أو إسرائيل، ولم يعد النظام هناك وأبواقه الدعائية يستطيع إقناع أحد بوجود عصابات مسلحة تنشر الفوضى والخراب فوق التراب السوري، أو أن كل ما تبثه القنوات ومواقع الانترنيت هو مجرد صور مفبركة... القتل صار اليوم علنيا في سوريا، ولم يعد النظام يخجل أو يخاف من أحد، فكيف ينتقد البعض مطلب المعارضة بضرورة تدخل المجتمع الدولي لحماية الشعب؟ أرض الشام اليوم تنزف دما... أهل الشام يقتلون، يذبحون... النظام هناك عامر بالبشاعة والجنون، ولا ينشر سوى رعبا وقتلا ودما... شعب برصيد السوريين، وبتاريخ السوريين، وبأنفة السوريين، وبحضارة السوريين، وبنخب السوريين، وببهاء السوريين، لا يستحق نظاما بهذه العتاقة، وبهذه الوحشية، وبهذا الجنون... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته