أعلنت أكبر حركات المعارضة أن جيش بشار الأسد يحاصر حي بابا عمرو في حمص (وسط)، حيث ينفذ «عملية أمنية»، وطالبت بعثة المراقبين العرب التي وصلت إلى سوريا بالتوجه إلى المدينة وقيامها بالواجب أو الانسحاب، في الوقت الذي أكد فيه رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان المعارضة إن الحكومة السورية غيّرت أسماء بعض الشوارع ونقلت حوالي 70 ألف معتقل إلى الثكنات العسكرية التي تمنع زيارتها منعاً باتاً لتضليل البعثة العربية. فيما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات السلمية برصاص عناصر الأمن والجيش والشبيحة إلى 45 شخصًا، بينهم 4 أطفال. ودعا «المجلس الوطني السوري» المراقبين التابعين للجامعة العربية المكلفين بمراقبة ما يجري على الأرض إلى «التوجه بشكل عاجل وفوري إلى حمص (حيث يحاصر آلاف الجنود حي بابا عمرو المشتعل غضبًا على نظام بشار الأسد) والدخول إلى الأحياء المحاصرة فوراً، والقيام بالواجب الذي حضروا من أجله»، وطلب منهم «التوجه إلى كل المناطق الساخنة في سوريا أو الانسحاب وإنهاء المهمة إن لم يكن ذلك ممكناً». وقال المجلس في بيان أصدره: «حي بابا عمرو شهد منذ الصباح (أول أمس) حصارًا شديدًا وتهديدًا خطيرًا باقتحام أحياء من المدينة بقوة عسكرية تقدر بأربعة آلاف شخص وإن هناك قصفًا شديدًا طال حمص طوال الأيام التي مضت». وحذر المجلس في بيانه من تهديد حقيقي بارتكاب مجازر وجرائم بحق الإنسانية في حمص التي يستغيث أهلها وينذرون بالخطر المحدق بهم إن لم تتحرك الجامعة العربية وترسل مراقبيها إلى هناك فورًا. وتشكل حمص ثالث مدن البلاد وتبعد حوالي 160 كم شمال دمشق معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الأسد التي بدأت منتصف مارس. وحمَّل البيان الجامعة العربية والمجتمع الدولي مسؤولية الدماء التي تنزف في سوريا والمجازر التي يرتكبها النظام. وكان رئيس أركان الجيش السوري الحر العقيد أحمد حجازي قد أكد أن مهمتهم هي الدفاع عن المتظاهرين السلميين، وأن الأعمال التفجيرية ليست في عقيدته. ونفى حجازي في حوار مع صحيفة «الرأي» أي علاقة للجيش السوري الحر بتفجيري دمشق، موضحًا أن مهمتهم هي حماية المتظاهرين، وأن أسلحتهم لا تسمح لهم إلا بذلك. وأكد أن التفجيرين اللذيْن هزا دمشق الجمعة الفائت من صناعة النظام لإلصاق تهمة الإرهاب بالجيش السوري الحر ولكسب نقاط أمام الرأي العام الدولي ولكسب تعاطف وفد المراقبين العرب، موضحًا أن تفجير أمن الدولة وقع عند مدخل الفرع وهناك مسافة كبيرة بين المدخل والمبنى فلم يُصب أي من قيادات الفرع، أما التفجير الثاني فكان تفجيرًا صوتيًّا. تضليل المراقبين من جهته، قال رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان المعارضة عبد الكريم ريحاوي: إن الحكومة السورية غيّرت أسماء بعض الشوارع لتضليل البعثة العربية. وأوضح في تصريح لصحيفة «الشروق» الجزائرية أن «الحكومة السورية استبقت اللجنة العربية ونقلت المعتقلين الذين يزيد عددهم لغاية اليوم عن 70 ألف معتقل، للثكنات العسكرية التي تمنع زيارتها منعاً باتاً»، مشيراً إلى أن «الحكومة السورية عمدت إلى تغيير أسماء بعض الشوارع لتضليل البعثة العربية». إلى ذلك، وعلى صعيد الوضع الميداني، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بارتفاع عدد ضحايا المظاهرات برصاص عناصر الأمن والجيش والشبيحة إلى 45 شخصًا، بينهم 4 أطفال. وقالت الهيئة في بيان لها: إنّ حمص وحدها شهدت مقتل 30 شخصًا جراء عمليات التصعيد من قبل قوات الأمن والجيش النظامي الذي يستهدف المدينة». بدوره، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن اعتقلت 34 مواطنًا في حي صلاح الدين بمدينة حلب خلال تفريق مظاهرة، مساء أول أمس، مما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص، مشيرا إلى أن هذه القوات تشن حملة مداهمات واعتقالات بحثا عن الجرحى. وأضاف المرصد في بيان له، أمس، أن «مجموعة من الموالين للنظام انهالت بالضرب على شاب فر من عناصر الأمن إلى مداخل أحد الأبنية بحي صالح الدين، مما أدى إلى استشهاده». المراقبون في سوريا يأتِي هذا في وقت غادر فيه القاهرة، صباح أول أمس، الفريق أول الركن (السوداني) محمد أحمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب، بشأن الأزمة هناك متوجهًا إلى العاصمة دمشق لتسلم مهامه في قيادة فريق المراقبين العرب، حيث من المقرر أن يكون قد وصل أمس مع باقي أعضاء الفريق إلى سوريا. وقال الدابي قبل مغادرته القاهرة: التقيت مع الأمين العام للجامعة لوضع خريطة بشأن عمل البعثة ومتابعة الإعدادات الإدارية والترتيبات الفنية الخاصة بعمل البعثة والتي ستعمل بكل شفافية في مراقبة الوضع بسوريا من خلال لقاءات ميدانية متواصلة مع كل أطراف القضية السورية من قوات مسلحة ومعارضة وأجهزة أمن ومنظمات إنسانية، وذلك خدمة للأهداف الكلية لعمل البعثة لما يخدم المصلحة العامة. وكان «الدابي» الذي وصل مساء الخميس الماضي إلي القاهرة التقى مع الأمين العام لجامعة الدول العربية وعدد من مسؤوليها، كما التقى مع بعض الشخصيات والسفراء ومنهم السفير الروسي، حيث بحث معهم الاستعدادات الخاصة ببدء بعثة الجامعة العربية في مراقبة الأوضاع بسوريا. يذكر أن وفد مقدمة البعثة برئاسة السفير سمير سيف اليزل، الأمين العام المساعد بالجامعة، قد غادر الخميس الماضي متوجهًا إلى دمشق للإعداد لاستقبال بعثة المراقبين بالتعاون مع الحكومة السورية، حيث أجرى الوفد اتصالات مع غرفة العمليات التي أنشأتها الجامعة في مقرها بالقاهرة برئاسة عدنان الخضير الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية بالجامعة العربية أبلغها بما تَمّ خلال الجمعة والسبت الماضيين. من جانبه، كشف مصدر في بعثة المراقبين العرب إلى سوريا عن أن فريق المراقبين سيبدأ مهمته في سوريا بزيارة مدينة حمص المضطربة اليوم الثلاثاء، وكذلك العاصمة دمشق وحماة وإدلب. وتشهد سوريا منذ منتصف مارس الماضي احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بإسقاط نظام بشار، أسفرت حتى الآن عن سقوط آلاف القتلى والجرحى بين المدنيين وقوات الأمن، يتهم المعارضون السلطات السورية بارتكابها، فيما تلقى السلطات السورية باللائمة في هذا الأمر على ما تصفها ب»جماعات مسلحة» مدعومة من الخارج، وهي التهمة الجاهزة التي يرفضها النشطاء السوريون المطالبون بإنهاء الحكم الذي يصفونه ب»الديكتاتوري» لنظام بشار الأسد.