لفت انتباهي مؤخرا بعض "الدعابات" السياسية المنشورة بالانترنت موقعة باسم المحللة السياسية "نجاة السرغيني" تتحدث فيها عن تعديل حكومي و لائحة وزراء جديدة و أشياء أخرى...الحقيقة أن لقب "المحللة السياسية" أثارني جدا خصوصا أنه مرتبط بفتاة.. و أنها من "باريس".. و يبدو أنها "جميلة" أيضا وممشوقة القوام و "عطوفة"..مادامت –حسب قولها- لها علاقة ببعض المصادر العليمة هنا في المغرب....والكل يعلم نوعية الفتيات اللواتي يكنّ على علاقة بما يسمى ب"المصادر العليمة"..المهم أنني صممت على أن أبحث عن مقالات و تحليلات السيدة "نجاة" في الأنترنت..من باب العلم بالشيء فقط..فوجدت مشاركة يتيمة بتعليق ساذج في احد المنتديات المغربية المغمورة يحمل اسمها من الرباط ,يعني بعبارة أخرى: لا شيء..!! "" لكن الأمر أكبر من أن يكون مجرد دعابة ..فواضح جدا أن بعض المدونين قد انتقلوا من مرحلة المراهقة الجنسية إلى المراهقة السياسية..حيث أصبح العبث السياسي وترويج الاشاعات غير المنطقية بالنسبة لهم موضة الكترونية.. وهذا ليس غريبا في زمن أصبح فيه الانترنت متنفسا للعديد من محدودي التفكير والمفتقرين إلى حس الإدراك السياسي..هؤلاء الذين ينتهجون الفوضى سلوكا وأسلوبا .... كاريكاتير سعد جلال شيء مؤكد أنه لا أحد يجبرنا اليوم على أن نصدق كل ما يقال وكل ما يكتب من هرطقات ومن فقاعات كلامية فارغة,سواء في الصحف المكتوبة أو التلفزيون أو الجرائد الالكترونية، خصوصا إذا كان الكاتب من فئة المضاربين في بورصة القيم الأخلاقية، ومن جنس(النكافات) في الأعراس و (الندابات) في المآتم...أو كان غير معروف على الاطلاق..مثل حالة "نجاة السرغيني" هاته..لكن الخطير..و الخطير جدا جدا هو أن يؤخذ هذا الكلام بعين الاعتبار.. و رجوعا لموضوع حكومة عباس الذي أثارته المحللة السياسية من باريس موضوعاتها. ..فحقيقة أنه في تاريخ الحكومات المغربية لم يسبق أن وزيرا أولا قوبل تعيينه بكل هذا الهجوم و التشاؤم و الرفض مثل عباس الفاسي المسكين..الذي انهالت عليه عدد من المصائب دفعة واحدة, آخرها أن تتجرأ أقلام تافهة بتحليل حصيلة انجازات حكومته بعد 6 اشهر من تعيينها..و ربما الأمر قد يكون فعلا مثيرا للشفقة والتعاطف.. إذا ما علمنا أن أسماء عديدة وجدت فرصتها لتختبئ وراء شماعة الحكومة الحالية.. في مقدمتها أسماء جلادي سنوات الرصاص ممن طالبت ولا زالت تطالب الجمعيات الحقوقية بمحاكمتهم وعدم إفلاتهم من العقاب.. هؤلاء الذين توارت أسماؤهم وصورهم خلف الشاشة لتتصدر المشهد صورة واحدة لشخص وحيد, هي صورة عباس الفاسي..