وقعت كل من مجموعة المكتب الشريف للفوسفات المغربية و"محفظة ليبيا-افريقيا للاستثمار" الليبية، أمس الأحد، مذكرة تفاهم تروم إنجاز دراسة لبناء ثلاث وحدات لإنتاج الحامض الفوسفوري والأمونياك والأسمدة باستثمارات تقدر بمليار دولار. ووقع هذه الاتفاقية عن الجانب المغربي مصطفى التراب الرئيس المدير العام للمجموعة، وعن الجانب الليبي بشير صلاح بشير الرئيس المدير العام ل "محفظة ليبيا-افريقيا للاستثمار"، ومصطفى زرتي نائب المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات الليبية، وعلي شامخ الرئيس المدير العام للاستثمارات النفطية القابضة. وسيجري بمقتضى هذه المذكرة بناء وحدة لإنتاج الحامض الفوسفوري بالمركب الصناعي للجرف الأصفر بمبلغ 350 مليون دولار، ووحدة لإنتاج الأمونياك بليبيا بكلفة 500 مليون دولار، بالإضافة إلى وحدة لإنتاج الأسمدة في أحد البلدين بكلفة 150 مليون دولار.ومن المنتظر أن تبلغ الطاقة الإنتاجية لهذه الوحدات 800 ألف طن من الأمونياك سنويا، و500 ألف طن من الحامض الفوسفوري ومليون طن من الأسمدة.وسيساهم تنفيذ بنود هذه المذكرة في تحويل المركب الصناعي للجرف الأصفر إلى مركز عالمي لإنتاج الأسمدة، إذ يتوفر المركب حاليا على 10 وحدات مندمجة لإنتاج هذه المادة تساهم حاليا في إنتاج مليونين و500 ألف طن من الأسمدة، بينما يتوقع بلوغ 10 ملايين طن في أفق 2015. وللرفع من القدرة التنافسية للمكتب الشريف للفوسفات، رصدت استثمارات بقيمة 10 مليارات درهم لإنجاز بنيات تحتية مشتركة بالجرف الأصفر ستمكن من استقطاب استثمارات أجنبية بقيمة 50 مليار درهم في أفق سنة 2015.ويساهم هذا المركب الصناعي في خلق 6 آلاف منصب شغل مباشر وغير مباشر، وكذا في توفير 10 ملايين يوم عمل لإنجاز الوحدات المبرمجة والتي سيجري إحداثها وفق معايير بيئية أكثر صرامة، وهو ما سيمكن من الاقتصاد في استعمال الماء بفضل تقنية تحلية مياه البحر، وكذا الاقتصاد في استعمال الطاقة بفضل التوليد المشترك للطاقة الحرارية والكهربائية علاوة على إلقاء نفايات غير ملوثة للبحر. ومن المنتظر أن يجري ربط المركب ومناجم استخراج الفوسفات بخريبكة بأنبوب ناقل للغاز لتنتقل طاقة استخراج هذه المادة من 18 إلى38 مليون طن، قصد الاستجابة لحاجيات محور الفوسفات بالجرف الأصفر من جهة وتحويل تصدير الفوسفات من ميناء الدارالبيضاء إلى ميناء الجديدة من جهة أخرى، بالإضافة إلى ضمان تزويد مباشر لوحدات المنطقة بفوسفات مسحوق ورطب وفقا للمعايير الخاصة بالجودة.ويستفيد المركب الصناعي للجرف الأصفر من بنيات تحتية مندمجة من الطراز العالمي حيث يتوفر على أراض مجهزة ومتصلة بكل التجهيزات المتوفرة بالموقع وعلى أراض لوجيستية مندمجة وخدمات بيئية مشتركة وبيان شامل بكل الخدمات ووحدات لتحلية مياه البحر من الجيل الجديد ذات قدرة إنتاجية تقدر ب 60 مليون مترا مكعبا وتغطي حاجيات المنطقة كلها. ويخضع المركب حاليا لعملية توسيع وإعادة هيكلة هامة تشمل كل البنيات التحتية، مما سيمكنه مستقبلا من استقطاب استثمارات بقيمة مليارين و300 مليون دولار، وهو ما سيساهم، من جهة، في تخفيف الضغط على ميناء الدارالبيضاء ومن تلبية الحاجيات المستقبلية للمنطقة، من جهة أخرى، وذلك من خلال مضاعفة وتيرة نقل الفوسفات والامونياك والكبريت بخمس مرات. وكان المكتب الوطني الشريف للفوسفات، المعني بتصدير الفوسفات من المغرب، أعلن أنه بصدد فتح مركز صناعة فوسفات للمستثمرين الأجانب.وتمثل دعوة المستثمرين غير المغاربة إقامة مصانع لتوسيع صناعة الأسمدة والكيماويات أولى خطوات المكتب للتحول من شركة مملوكة للدولة إلى مؤسسة تجارية تعمل وفق قواعد السوق.ويقول محللون إن هذه الخطوة تساعد على تحرير صناعة الفوسفات، وقد تقود إلى خصخصة المكتب وهو أكبر شركة لإنتاج وتصدير الفوسفات في العالم، إذ يبلغ متوسط صادراته السنوية ملياري دولار تمثل 15.6 في المائة من إجمالي الصادرات المغربية. وقال المكتب إنه فتح الباب أمام الاستثمار الأجنبي المباشر في منشأة متكاملة بمنطقة الجرف الأصفر، خارج الدارالبيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب على ساحل الأطلسي، حيث يوجد ميناء يستطيع استقبال سفن تصل حمولتها إلى100 ألف طن.وأكد المكتب نيته استثمار 2.5 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لتعزيز مركز المغرب في صناعة الفوسفات.ويبلغ إنتاج المكتب الشريف للفوسفات 27.25 مليون طن سنويا من الفوسفات الخام، ويسيطر على 43.5 في المائة من سوق الفوسفات العالمي، وعلى 47.2 في المئة من صناعة حامض الفوسفوريك إلى جانب 9.5 في المئة من إنتاج السماد العالمي. ""