تستقبل طرابلس في الفترة الممتدة من 2 إلى 12 أبريل المقبل وفدا مغربيا هاما، يضم رجال أعمال ووزراء وإعلاميين ومثقفين لحضور المعرض الدولي لطرابلس في دورته 38 . وقد اختارت طرابلسوالرباط الاحتفاء بالمغرب بيوم كامل داخل فضاء المغرب الذي انتصب فيه رواق كبير، يضم أهم بنود الوجه الاقتصادي والتجاري للمغرب. ويأتي هذا الاحتفاء في وقت يعرف فيه خط الرباططرابلس تفعيلا هاما على المستوى السياسي والاقتصادي والتجاري بعدما تم تفعيل قرار إنشاء ثلاث وحدات لتصنيع منتجات الفوسفاط، تقدر كلفتها بمليار دولار. ويتعلق الأمر بإقامة وحدات لإنتاج الحامض الفسفوري (350 مليون دولار) والامونياك (500 مليون دولار) والأسمدة (150 مليون دولار). والتوقيع على «مذكرة تفاهم» في الجرف الأصفر من قبل «المكتب الشريف للفوسفاط» المغربي (عام) وشركة «محفظة ليبيا-أفريقيا للاستثمار» الليبية بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس. ووقع هذه الاتفاقية عن الجانب المغربي مصطفى التراب الرئيس-المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ، وعن الجانب الليبي بشير صلاح بشير الرئيس-المدير العام ل «محفظة ليبيا-إفريقيا للاستثمار» ومصطفى زرتي نائب المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات الليبية وعلي شامخ الرئيس-المدير العام للاستثمارات النفطية القابضة . كما أعلنت مجموعة «ليبيا أويل القابضة» في الدارالبيضاء في الأسابيع الماضية انطلاق فرعها المغربي «أويليبيا موروكو» لخدمات توزيع الزيوت والمحروقات في السوق المغربية. وتنطلق الشركة الجديدة على أساس أصول شركة «إكسون موبيل» الأمريكية في المغرب، التي تضم 185 محطة لتوزيع البنزين. وكانت المجموعة الليبية قد استحوذت عليها في نهاية العام الماضي بنحو 100 مليون دولار، في سياق شرائها لمجموعة من أصول الشركة الأمريكية في ثمانية بلدان أفريقية ضمنها المغرب وتونس، على إثر إعادة هيكلة النشاط الدولي ل«إكسون موبيل» عبر انسحابها من خدمات التوزيع وتركيزها على أنشطة التنقيب والاستغلال . ناهيك عن مشاريع أخرى ستنطلق بعيد اجتماع اللجنة العليا المغربية الليبية المشتركة في غضون الأيام القادمة . وعودة إلى المعرض الدولي لطرابلس، فقد أصبح هذا الأخير على مدار السنين موعدا اقتصاديا هاما في إفريقيا وفي العالم. وتستضيف الدورة الثامنة والثلاثون للمعرض الدولي لطرابلس هذه السنة، 2000 عارضا من 38 بلدا. كما يتوقع أن يستقبل هذا الحدث السنوي الذي تنظمه اللجنة الليبية للمعارض حوالي 200.000 زائر من المهنيين والجمهور العريض. يشارك في تنشيط رواق المغرب ( 345 مترا مربعا( ثلاثون عارضا من مختلف القطاعات : كقطاع الخدمات )تقنيات الإعلام والتواصل، الهندسة، القطاع البنكي(، وقطاع الصناعة )التغدية، النسيج، المواد الكيماوية وشبه الكيماوية، البناء والأشغال العمومية ومواد البناء، الصناعات المعدنية والميكانيكية والالكترونية، الصيد(، وقطاع الصناعة التقليدية والسياحة. وستعمل المقاولات المغربية على استغلال فرصة وجود 38 بلدا مشاركا لتبرز أهمية المنتوج المغربي. ومن جهة أخرى، سيكون على المقاولات المغربية، وبدعم من المركز المغربي لإنعاش الصادرات، أن تستفيد من فرص الاستثمار التي يمنحها السوق الليبي من خلال ربط العلاقات المباشرة مع المقاولات الليبية في مختلف القطاعات بهدف تثمين صورة القطاعات الأساسية للاقتصاد المغربي، خاصة تلك التي تم تبنيها في إطار مخطط «انبثاق». وتجدر الإشارة إلى أن المبادلات التجارية بين المغرب وليبيا تعرف تطورا مستمرا منذ بضع سنين. حيث بلغت قيمتها سنة 2008 على سبيل المثال، 931 مليون درهم، مسجلة بذلك ارتفاعا يناهز 5 %مقارنة مع سنة 2007 . كما ارتفعت قيمة الصادرات المغرب نحو ليبيا من 250 إلى 373 مليون درهم. وعلاوة على ذلك، سيتم التركيز بشكل خاص هذه السنة على الشراكة الاقتصادية بين المغرب وليبيا من خلال تنظيم يوم مغربي، وذلك في اليوم الثالث من افتتاح المعرض. ستقوم عدة شخصيات مغربية من عالم السياسة والأعمال بتنشيط هذه التظاهرة التي ستستضيف العديد من الشخصيات الليبية. وسيترأس الوفد المغربي وزير التجارة الخارجية، عبد اللطيف معزوز. ومن جهة أخرى، سيتم تنظيم تظاهرة خاصة لفائدة الجالية المغربية المقيمة بليبيا يوم الجمعة 03 أبريل من طرف السفارة المغربية بطرابلس، وبحضور وزير التجارة الخارجية وأعضاء الوفد المغربي. ويهدف هذا اللقاء إلى تنوير المغاربة المقيمين بليبيا بالإصلاحات الاقتصادية الكبرى التي يشهدها المغرب، وبمختلف فرص الاستثمار المتوفرة لهم في إطار تطوير علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين.