أبدى ثلاثة من قادة التحالف الحكومي، انزعاجهم الشديد من الخرجات المتكررة لنواب حزب الاستقلال، سيمَا بعد تولي حميد شباط لمنصب الأمين العام لحزب الميزان. وعبَّر محمد نبيل بن عبد الله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة في السياق ذاته، خلال لقاء للأغلبية الحكومية، عن تفاجئه من الأخبار الواردة عليه من المغرب أثناء أدائه لمناسك الحج، مؤكدا أن الأمر قد اختلط عليه في التمييز بين الأغلبية والمعارضة، في إشارة واضحة منه إلى نواب ومستشارين من حزب الاستقلال، عارضُوا مشروع قانون المالية، خلال مشاركتهم في برامج تلفزيونية. وخلالَ اللقاء الذي عُقد عشية الاثنين المُنصرم، والذي حضرهُ الأمناء العامون لأحزاب التحالف، وغابَ عنه شباط المتواجد وقتها خارج البلاد فيمَا نابَ عنه القيادي في حزب الاستقلال عبد الله البقالي، طالب الأمين العام لجزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله الأغلبية البرلمانية بمساندة الحكومة، والكف عن الانتقادات التي تخرج من التحالف نفسه. وأردفَ المتحدث ذاته أن الحكومة في حاجةٍ إلى مناصرة الأغلبية البرلمانية بمجلس النواب ودعمها، في مناقشة مشروع قانون المالية، داعياً أطراف التحالف الحكومي إلى إنتاج عمل حكومي حقيقي، حيث قال في هذا السياق أنا "لا أؤمن بتحالف إلا ربع"، بل أؤمن بتحالف حقيقي ينتج عملا حكوميا حقيقيا". في غضون ذلك، اعتبرَ عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ما يتداول بشأن الأزمة بين مكونات الأغلبية الحكومية غَير ذي وجود في الحقيقة، مؤكداً وجوبَ تفاعل فريق الأغلبية في البرلمان، إلى جانبِ تفاعله مع الحكومة. إلا أنَّ بنكيران شدد على كونِ التواصل الصريح والواضح أمراً يساعدُ على تقريب الأفكار، كمَا من شأنه أن يحلَّ مجموعة من الإشكاليات، ويفضي إلى الاتفاق حولَ الخطوط العامة. من جانبه، شدَّدَ امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، على أن الفريق الحكومي فريق واحد في الحكومة وفي البرلمان، مؤكدا ضرورة تدبير الخلاف داخل الأغلبية داخليا، وليس بعرضه في الخارج. مشيراً خلال ذات اللقاء، إلى أن الحكومة مقبلة على تنزيل مخططها التشريعي، وهو ما يقتضي حسب الأمين العام لحزب الحركة الشعبية أن تكون الأغلبية متماسكة، لأن القيام بالمعارضة يضيف العنصر أمر سهل، مستطرداً أنه "لم يعد مسموحا لنا كأغلبية أن ننتقد بعضنا البعض، يجب أن نكون أغلبية منسجمة تملك تصورا منسجما".