التحقت آية قوضاض، الفتاة التي لم تبارح ربيعها ال15 بعد، بجحافل الأفراد المستمرّين في الموت بسبب المرض الذي يستعصي علاجه بالوطن ولا طريق إلى ترياقه لدى أوروبّا "القويّة".. الشابّة غادرت الحياة وسط مشفى "كُومركَال" بمليليّة بعد 20 يوما من المعاناة. خوسي بلاصون، رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الطفولة بذات الثغر، قال إنّ إدارة مستشفى مليلية تركت آية قوضاض كي تموت.. معتبرا، ضمن تصريحات صحفيّة، أنّ ذات المشفى "لم يقم بكافة التدابير لضمان نقل آية صوب مستشفى مالقة الإسبانيّ" و"تفعيله لمحاولة محتشمة نتيجة لسياسة التقشّف المعتمدة". آية كانت تعاني من خلل صحّي على مستوى الخلايا الجذعية، وكان قد بلغ مراحله المتأخّرة، إلاّ أن إبداء اثنين من إخوانها لرغبتهما في التبرع لها جعل الأمل في شفائها كاملا.. وأمام هذا الأمل، وهو المتأثر قسرا بإمكانيات الأسرة المتواضعة القاطنة بالنّاظور، تمّ اللجوء إلى خدمات المشفى المحلي التخصّصي المليليّ. حالة الطفلة، بعد إخضاعها لتشخيص مدقّق على يد خبرة، كانت تستدعي النقل صوب مستشفى مالقة.. إلاّ أن المرفق الصحي رفض استقبال آية بداعي "عدم توفرها على وثيقة تخول لها الإقامة فوق التراب الإسباني وفضاء الاتحاد الأوروبي"، وذلك رغما عن نصوص اتفاقية مشتركة كائنة بين الرباط ومدريد تسمح لمثل هذه الحالات بنيل وضع اعتباري يمكنها من التداوي. إسبانيا تبرّر حاليا فقدان آية قوضاض لحياتها ب "عدم تقدّم الخارجية الإسبانية بأي طلب لضمان استفادة الطفلة من المسطرة التي تتيح لها التداوي فوق التراب الإسباني"، وجاء ذلك على لسان مسؤولي مشفى مالقة المصرحين للصحافة.. أمّا من الجانب المغربي فلا يسمع إلاّ الصمت. الحقوقيّ بلاسُون أشعر بأن جمعيّته قد رفعت دعوى قضائيّة عن الواقعة وأنّ التنظيم متشبّث بمطلبه في محاسبة الواقفين وراء هذه المهزلة غير الإنسانية والمسيئة لتاريخ العلاقة الجامعة بين الشعبين المغربي والإسباني.