"التحرش الجنسي بالتلميذات على مشارف أبواب المؤسسات التعليمية" "" تنامت في السنوات الأخيرة ظاهرة التحرش الجنسي بالتلميذات بالمقربة من مداخل ومخارج المؤسسات التعليمية، سواء تعلق الأمر بالإعداديات الثانوية أو الثانويات التأهيلية المنتمية للقطاع العام أو تلك المنتمية للقطاع الخاص، المتربصون بالتلميذات يعمدون إلى إغراءهن عن طريق جلب أفخر السيارات من أخر طراز وكذا الدراجات النارية من الحجم الكبير والمتوسط ذات الدفع العالي، يستغلون سذاجتهن وحالة "المراهقة" التي يعشن كنتيجة حتمية للتحولات الجسمانية والنفسية التي يمرن منها في تلك الفترة الحساسة من عمرهن. فيعمدون إلى استدراجهن إلى عالم الرذيلة والبغاء بعد أن يغرونهن بالمال والعطايا ويعدونهن بتحقيق كل أحلامهن الوردية..... ما يساعد في الإسراع بعملية الإيقاع بهن حيث يسقطن كفريسة سهلة المنال في شباك المتربصين بهن، والذين لا يترددون في العبث بأجساد مراهقات يحلمن بارتداء أفخر الأزياء واقتناء أخر ما جاد به عالم التكنولوجيا من هواتف وحواسيب محمولة. "هسبريس" كعادتها ستأخذكم في رحلة مثيرة ضمن فعاليات ملف هذا العدد لكشف خبايا وسبر أغوار ما يجري ويدور بمداخل ومخارج مؤسستنا التعليمية سواء تلك المنتمية إلى القطاع العام أو الخاص. لبنى وحلم الفردوس الأوربي.... كانت الساعة تشير إلى الرابعة بعد الزوال، إنه موعد خروج التلاميذ والتلميذات بثانوية أنوال، الضجيج يغمر المكان!! ليس على وقع خروج التلاميذ وإنما بفعل العشرات من السيارات والدراجات النارية التي غزت كل الأماكن المتاخمة لمخارج ومداخل الثانوية. منظر ليس بغريب، لو أن أصاحب تلك السيارات من أولياء التلاميذ والتلميذات الذين يدرسون بالثانوية الذين قدموا بهدف إيصال فلذات أكبادهم إلى البيت. لكن هيهات!! فالقضية أكبر من ذلك بكثير، يقول العربي "وهو بائع حلويات" بالمحاذاة من المؤسسة التعليمية المذكورة" ويضيف في هذا الصدد "إن ما ترونه في هذه اللحظة، ما هو إلا صورة حية ومباشرة لوقائع التحرش العلني بالتلميذات عند خروجهن من مخارج الثانوية". سيارات من كل الأنواع، ولوحات تسجيل بيضاء وأخرى صفراء!! والسيارات ذات لوحات التسجيل الصفراء يكون لأصحابها الحظ الأوفر في الإيقاع بأكبر قدر ممكن من التلميذات الحالمات ببلوغ الفردوس الأوربي، والعيش برحاب القارة العجوز، وفي هذا الصدد تقول لبنى والتي تتابع دراسته بالثانية ثانوي : "كم أحلم بالعيش بأوربا ليس المهم أن أعيش بباريس أو لندن أو مدريد...، بقدر ما أتمنى أن أصل إلى أوربا مركز الرخاء الاجتماعي والاستقرار المادي!!" لبنى تقول إنها تتعرض يوميا للتحرش من قبل العديد من الرجال عند خروجها من باب المؤسسة التي تدرس بها، خصوصا وأنها تتوفر على جسد ساحر يبرز تضاريس مؤهلاتها الأنثوية بشكل يعطيها صورة أكبر من سنها الحقيقي بكثير، وهي تفخر بأنها تتعرض للعشرات من التحرشات اليومية، وتقول "أن أتعرض للتحرش بشكل يومي ما يشعرني بالنخوة والافتخار ويبرز لي قوة جمالي الذي لا يستطيع رجل مقاومته" لبنى تؤكد أن العشرات من أصحاب السيارات والدراجات النارية يتربصون بها منذ خروجها من المؤسسة وصولا إلى مكان إقامتها، وتقول "في بعض الأحيان أقوم بمرافقة البعض من أولئك الذين يتربصون بي حيث أستمتع بالجولان بالشريط السياحي بالمدينة سواء بالسيارة أو بالدراجة". لبنى تعترف أن كثير من المتربصين ينجحون في استدراجها إلى شققهم ومنازلهم فهم حسب تصريحاتها يستمتعون بقضاء أوقات حميمية معها وينعمون عليها "بالعطايا بسخاء"، رجال ميسرون بعضهم متقدم في السن والبعض الآخر فتي، يقضون معها أوقات معينة داخل شققهم أو إقامتهم الخاصة بعد سلسلة مارطونية من التحرشات وبعد تقديمهم لمختلف العطايا التي تحتاج لبنى إليها، فهي تملك أحسن الأزياء وأفضل الأجهزة الإلكترونية من قبيل الهاتف المحمول والحاسوب.....، وهي تحلم بأن تصل إلى الضفة الأوربية عما قريب، لذلك تعمل جاهدة على الاستجابة لتحرشات الرجال المقيمين بديار المهجر بصفة أكبر لعلها تجد ضلتها يوما ما مع أحدهم، وفي انتظار ذلك لا زال العابثون يعبثون بجسد لبنى عند كل مرة تخرج فيها من الثانوية التي تتابع فيها دراستها وذلك إلى إشعار أخر!! سذاجة مريم تفقدها عذريتها.... مريم لا زالت تتذكر ذلك اليوم الذي خرجت فيه من ثانوية للا مريم بعدما لم تحضر أستاذة الفيزياء الحصة المقررة، وكانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف بعد الزوال، خرجت مريم من الباب الذي دخلت منه قبل نصف ساعة من ذلك كي تحضر حصة الفيزياء، لكن الأقدار شاءت عكس ذلك! كانت تنوي أن تتجه صوب إحدى صديقاتها لتقضي معها ما تبقى من الوقت، ولكن ما هي إلا أمتار من خروجها من باب المؤسسة حتى بدأت سيارة حمراء اللون تتعقبها، وكان صاحب السيارة يتوقف بجانب الطريق ويلوح لها بيده كي تصعد السيارة، تجاهلته في بادئ الأمر لكنه ظل يتعقبها حتى وصلت إلى أحد المنعرجات، هناك نزل من السيارة وتوجه مباشرة نحوها أخبرها بأنه معجب بها وأنه يريد التعرف عليها، فأخبرته بأنها متجهة صوب صديقة لها فعرض عليها أن يوصلها في طريقه، وبعد الإلحاح المتزايد للشاب الذي أخبرها بأن اسمه "إبراهيم" لم تجد مخرجا سوى الموافقة على طلبه. صعدت معه السيارة وكانت تلك المرة الأولى التي تصعد فيها مع شخص لا تعرفه السيارة، كان يتحدث معها عنه وعن أسرته وعن مشاريعه كلام كان كافيا للإيقاع بالفتاة "المراهقة"، خصوصا وأنه صرح لها بأنه معجب بها وبجمالها، وعرض عليها التخلي عن فكرة زيارة صديقتها والذهاب معه لتناول مشروب بالمقربة من الشاطئ للتعرف أكثر، وهناك استغل سذاجتها فعمد إلى إستدارجها بشكل تدريجي. توالت اللقاءات بينهما وكانت تضطر في كثير من الأحيان إلى التغيب عن الحصص الدراسية المبرمجة كي تلتقي به، وكانت في كل لقاء يجمع بينهما إلا وتتعلق بالشاب على نحو تصاعدي حتى جاء ذلك اليوم الذي لم تكون تدري ما يخبئ لها القدر فيه، حيث صعدت معه كما العادة إلى السيارة وأخبرها أنه يرغب في اصطحابها معه إلى منزله كي تكتشفه خصوصا وأنه سيكون البيت الذي سيحتضن حبهما في المستقبل القريب، ونظرا لسذاجتها وقلة خبرتها وافقت على اقتراحه. دخلت معه المنزل ويا ليتها ما دخلت معه!! فلقد عبث الشاب بجسدها الصغير واخترق حصنها المنيع تارك لها الذل والمهانة ولم تجد من بديل للتعبير عن ذلك سوى إخراج سيل من الدموع، هي "دموع الندم" ولكن هل الندم كفيل بإرجاع ما ضاع؟؟ هدئ الشاب من حسرتها ودلل لها الصعاب من خلال كلمات المواساة والأسف ووعدها بقدوم الفرج فهي حبيبة القلب وقرة العين فهل يتخلى المرء عن حبيبته؟؟ كانت تلك هي أخر جملة سمعتها منه قبل أن يختفي الحبيب عن الأنظار، لتبدأ سلسلة حقيقة من معاناة مريم الفتاة التي حصلت على الباكلوريا فيما بعد وبتفوق لكن ذلك كله لم يشفع لها في ظل مجتمع لا يفرق بين الضحية والجزار، بل أكثر من ذلك فإن الضحية غالبا ما يتم محاسبتها بذنب أكبر من المذنب بكثير. مريم اليوم التحقت بالجامعة لتتابع دراستها العليا بكلية العلوم بأكادير وأملها كبير في أن تتجاوز محنتها، رغم أن شبح اكتشاف ما تعرضت له من طرف الأهل يلاحقها في كل وقت. خصوصا وأن أهلها يلحون عليها بالزواج بفرد من عائلتها غير أنها تتذرع لهم برغبتها أولا في إتمام دراستها الجامعية قبل أي شيء، وهي اليوم وبعد مرور سنتين على الواقعة المؤلمة لا زالت تعاني من تداعيات ما وقع لها عند باب الثانوية التي كانت تدرس بها.
جميلة وصاحب الدراجة النارية.... جميلة الفتاة التي تملك مقومات من الجمال تجعل من اسمها لقبا مستحقا بشهادة جميع من كانوا يعرفونها، سواء تعلق الأمر بزملائها داخل الفصل، وكذا الأساتذة الذين اشرفوا على تدريسها خلال المرحلة الإعدادية حينما كانت تدرس بإعدادية فيصل بن عبد العزيز، قبل أن تنتقل للدراسة بالمرحلة الثانوية بثانوية عمر الخيام هناك تغيرت مجريات حياتها رأس على عقب، حيث زاد أعداد المتربصين بها من كل النواحي، زملائها في الدراسة، وبعض من أساتذتها وكذا المتربصين بها على مداخل ومخارج المؤسسة التعليمية التي تدرس بها. جميلة كانت تحلم بأن تصبح "محامية" في المستقبل، لذلك كانت تواظب على مشاهدة كل المرافعات سواء من خلال الأفلام الدرامية أو من خلال حضور الجلسات برحاب المحكمة الابتدائية القريبة من مكان تواجد مؤسستها التعليمية. كانت جميلة تتوفر على روح مرحة، ومزاج متفائل، ومتفوقة في دراستها سيما المواد الأدبية، وكان الجميع يتنبأ لها بمستقبل زاهر. لكن حياة جميلة ستتغير فجأة رأس على عقب، فبينما كانت جميلة تستعد لمغادرة المؤسسة التي تتابع فيها دراستها الثانوية في اتجاه المحكمة الابتدائية بإنزكان لحضور إحدى الجلسات المبرمجة لذلك اليوم، أحست بشخص يتعقبها وهو يمتطي دراجة نارية كان يلاحقها ويردد على مسامعها كل كلمات الغزل في حقها "وردة ولست كأي وردة، ملاك في صورة إنسان، راني عاشق ولهان....." لم يترك كلاما في الغزل إلا وقاله، ورغم كل تلك المحاولة فلم يكن ذلك كافيا للإيقاع بجميلة التي واصلت سيرها حتى وصلت إلى المحكمة الابتدائية ودخلت من بوابتها الرئيسية، وكانت تعتبر أنها تخلصت من مطاردة "صاحب الدراجة النارية"، تمكنت من حضور جلسة يتابع فيها ظنين بتهمة السرقة الموصوفة المقرونة بظروف الليل، السارق شاب في مقتبل العمر دفعته ظروفه الاجتماعية لتنفيذ عملية السرقة في حق أقرب جيرانه!! مر الوقت بسرعة كبيرة وأدركت جميلة أن الوقت قد حان للعودة إلى منزلها الكائن "بالدشيرة"، وما إن خرجت من البوابة الرئيسية حتى ظهر "شبح صاحب الدراجة النارية" من جديد لحقها وعاتبها على تأخرها داخل المحكمة، وكأنه يعرفها منذ سنين، تحدث إليها بكل جرأة وأخبرها أنه مولع بها حتى الجنون منذ اللحظة التي لمحها فيها وهي تخرج من بوابة المؤسسة.....