تنامت ظاهرة تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها بشكل ملفت في الشهور الأخيرة سيما أمام المؤسسات التعليمية، وفي المقاهي التي صارت مخبأ للفتيات لأجل ذلك، وأوردت الصحافة يوم الأربعاء 26 مارس 2008 خبر وفاة فتاة بسبب جرعة زائدة من الكوكايين ببني ملال كانت مدمنة على هذا السم. وعلمت التجديد أن السلطات الأمنية بمراكش تقوم هذه الأيام بحملة تمشيطية قرب عدد من المؤسسات التعليمية للحد من ظاهرة ترويج مخدرات الشيرا وحبوب الهلوسة والمعجون، مما أسفر عن اعتقال ثلاثة تلاميذ من أمام مؤسسة تربوية بحي الداوديات، ومرابطة دورية للأمن أمام مؤسسة أخرى بحيي المحاميد والمسيرة، وسبق لـالتجديد أن نشرت أن المجلس التأديبي بإعدادية الفارابي بنياية سيدي عثمان سينظر خلال هذا الأسبوع في قضية سبعة تلاميذ يدرسون بالقسم الثالث إعدادي، ضبطتهم إدارة الإعدادية يستهلكون الكيف بداخل المؤسسة التعليمية. من جهته صرح عبد الكبير العسي رئيس جمعية الظل الوارف لـالتجديد، أن من بين 460 تلميذا ببعض المدارس بمدينة البيضاء يدمن أكثر من خمسين تلميذا كل أنواع السجائر والمخدرات، مما يستوجب حسب المتحدث نفسه وقفة مسؤولة من طرف فعاليات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية ذاتها. وفي لقاء تحسيسي حول الآثار الخطيرة للتدخين نظم الشهر الماضي في مدينة البيضاء، قال عبد الكريم بدوي، مدير مستشفى ابن رشد والمسؤول عن قسم الأمراض التنفسية، إن 24 في المائة من تلاميذ الإعداديات يتعاطون للتدخين، مؤكدا، في اللقاء ذاته، أن 7 في المائة من المدخنات أمهاتهن يتعاطين التدخين. وحسب مصادر صحفية يتراوح عدد المتعاطين للمخدرات القوية (الهيروين والكوكايين) بطنجة، مابين 10 آلاف و15 ألف مستهلك، تتراوح أعمار جلهم ما بين 11 و20 سنة، وذلك حسب تقديرات جمعية مساندة مركز الطب النفسي حسنونة. وأوضح مصدر مطلع لـ التجديد أن أبواب العديد من المؤسسات التعليمية تعرف توافد بعض المروجين للمخدرات من ذوي السوابق القضائية الذين وجدوا ضالتهم في استقطاب المراهقين والمراهقات من التلاميذ والتلميذات لبيع سمومهم في غياب دوريات الأمن، كما تعرف أبواب المدارس أيضا تنامي ظاهرة التحرش الجنسي بشكل يبعث على التخوف على مستقبل التلاميذ والتلميذات، وذلك من قبل شبان يمتطون دراجات نارية من النوع الممتاز يغررون بالتلميذات القاصرات. وفي موضوع ذي صلة، نظم أساتذة وأطر ثانوية عبد الله إبراهيم التأهيلية بمراكش وقفتين احتجاجيتين يوم الثلاثاء 18 مارس لتنامي ظاهرة العنف ضد رجال التعليم، وذلك تضامنا مع أستاذ تعرض لاعتداء بالضرب والسب والشتم من قبل أحد التلاميذ المشاغبين على مرأى من باقي التلاميذ. وقال شهود عيان في تصريح لـالتجديد، إن الأمر أصبح خطيرا ويدعو إلى أكثر من وقفة، لأن حرمة المؤسسات التعليمية واحترام الأستاذ أصبحا في مهب الريح، وذلك من قبل بعض العناصر التي لا تريد لا العلم ولا التعلم. وأضاف أن الأساتذة مستعدون لخوض كافة الأشكال الاحتجاجية حماية للوضع التربوي ولأسرة التعليم داخل هذه المؤسسة.