ما زال غياب دوريات الأمن أمام أبواب الثانويات الإعدادية والتأهيلية بمدينة النّاظور يزيد من استفحال ظاهرة المرابطة بباب هذه المؤسسات من لدن المتلذّذين بممارسة عادتهم اليومية في التحرّش بالمتمدرسات، إذ يمكن للعابر لجانب عدد من ثانويات المدينة، حتّى لا نقول كلّها، أن يلحظ جحافل المتربّصين بالمتمدرسات خلال أوقات الذروة التي توافق ساعات نهاية الدّراسة خلال الفترتين الصباحية والما بعد زوالية. وإذا كان تواجد عدد من المراهقين بباب نفس الثانويات يمكن إن يلاقي تفسيرا بخصائص مرحلتهم العمرية الحسّاسة فإنّ تواجد عدد من الراشدين بنفس الفضاءات لا يمكن تفسيره إلاّ باستشراء "السيبة" النّاجمة عن غياب الأمنيين، أو عدم تدخّلهم لزجر المتحرّشين بالتلميذات وفق ما يخوّله القانون الجاري به العمل. وإن كان مركز الدّراسات التعاونية للتنمية المحلّية، المعروف اختصارا ب "سيكوديل"، يعمل حاليا على جمع توقيعات مطالبة بالوقف المجتمعي الفوري لظاهرة التحرّش الجنسي وتقوية الترسانة القانونية المجرّمة له قبل الخروج المرتقب إلى الشارع يوم 8 مارس المقبل، فإنّ مختلف الشوارع والأزقّة المحاذية لثانويات النّاظور تعاكسه الإرادة بديمومة احتضانها للمتربّصين الذين لا يتوانون عن اعتراض سبيل طالبات العلم والتغرير بهن من أجل نيل ما يرغبون فيه، في حين يستغل البعض هذه الفوضى لترويج المخدّرات أو لأغراض أخرى أولاها السرقة.