يكتسي اللقاء٬ الذي سيخوضه فريق الوداد البيضاوي (الثالث بخمس نقاط) بعد غد الأحد مع مضيفه سطاد مالي (الرابع الأخير بنقطتين) برسم الجولة السادسة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية ضمن مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم٬ أهمية بالغة حيث سيكون أمام خيار واحد ووحيد يتمثل في تحقيق نتيجة الفوز وانتظار هزيمة أو على الأقل تعادل فريق ليوبارد الكونغولي (الثاني بست نقاط) على أرضه أمام ضيفه دجوليبا المالي (المتصدر ب 13 نقطة). ويبقى على أصدقاء الحارس نادر لمياغري٬ الذين يكافحون من أجل تدارك النتائج المتواضعة في بداية المسابقة ما فوت عليهم العديد من النقط التي كانت في متناولهم خاصة على أرضهم وجعل مهمتهم معقدة ومصيرهم ليس بأيديهم٬ بذل مجهود أكبر للتغلب على الخصم ومن خلاله على جميع الإكراهات التي قد تواجههم في رحلتهم٬ إن هم أرادوا مواصلة المنافسة القارية والتأهل إلى المربع الذهبي في محاولة للإبقاء على الكأس القارية مغربية بعدما تسيدتها وبسطت هيمنتها عليها في النسختين السابقتين 2010 و2011 عن جدارة واستحقاق عبر كل من اتحاد الفتح الرياضي والمغرب الفاسي. وسيكون فريق "القلعة الحمراء" مجبرا خلال هذا اللقاء على كسب ثلاثة نقاط الفوز أمام فريق يبدو على الورق أنه سيكون لقمة سائغة بحكم نتائجه المتواضعة التي حققها في هذا الدور (ثلاث هزائم وتعادلين) لكن واقع الحال يؤكد غير ذلك لأنه سيعمل على الخروج على الأقل بفوز معنوي لمحو الصورة الباهتة التي ظهر بها في الجولات السابقة والتصالح مع ذاته خاصة وأنه سيلعب على أرضه وأمام جمهوره. ويبدو أن الفريق البيضاوي٬ الذي استعاد بعضا من توهجه بعد تعاقده مع الإطار الوطني بادو الزاكي وبلغ معه دور نصف نهاية كأس العرش على حساب فريق رجاء بني ملال٬ استعد لهذه المواجهة بكل ما يلزم من جدية وحزم دون التقليل من قيمة الفريق المنافس الذي فقد كل حظوظه في انتزاع إحدى بطاقتي التأهل وليس لديه ما يخسره بل على العكس من ذلك سيعمل على خلق المفاجأة أمام الفريق المغربي الذي يعد أحد أقوى أندية القارة الإفريقية. وإلى جانب حتمية تحقيق الفوز٬ سيكون على فريق الوداد مع ذلك انتظار النتيجة التي ستسفر عنها المواجهة٬ المرتقبة ببرازافيل بين ليوبارد٬ الذي يسعى جاهدا للظفر ببطاقة التأهل الثانية إلى المربع الذهبي٬ ودجوليبا الذي ضمن قبل جولتين تأهله ما سيجعله يخوض المباراة بمعنويات عالية وبأعصاب هادئة لكن بكثير من الحزم لكونه يسعى لإنهاء دور المجموعتين بدون هزيمة. وعلى الرغم من كون المهمة تبدو صعبة إلا أنها ليست مستحيلة٬ فإن جميع مكونات فريق الوداد البيضاوي٬ الذي مر الموسم الماضي بظروف أصعب قبل أن يعود إلى المنافسة بقرار من الكونفدرالية الإفريقية بعدما استفاد من الخطأ الإداري لفريق مازيمبي ويتأهل إلى دور المجموعتين في مسابقة دوري الأبطال بل وبلغ نهايتها٬ على وعي تام بجسامة المسؤولية خاصة وأن كرة القدم الوطنية تعيش في الآونة الأخيرة انتعاشة حقيقية على المستوى القاري (تأهل المنتخب المغربي لنهائيات جنوب إفريقيا 2013 وحيازة كأس الكونفدرالية لموسمين متتاليين وبلوغ نهاية دوري الأبطال الموسم الماضي). ويبقى على بادو الزاكي٬ الذي ستفتقد تشكيلته للعديد من اللاعبين الأساسيين إما بسبب الإصابات كأيوب الخاليقي وياسين لكحل أو لعدم تواجد بعضهم في اللائحة الإفريقية٬ أن يتعامل بكثير من الحزم مع مجريات اللقاء ووضع خطة هجومية دون أن يكون ذلك على حساب الشق الدفاعي٬ لكون الفريق المضيف ليس له ما يخسره وسيعمل على إنهاء مشاركته بإهداء جمهوره العريض فوزا سيكون هو الأول له في المجموعة. يذكر أن هذه اللقاء سيجرى بملعب موديبو كيتا بالعاصمة باماكو وسيقوده طاقم تحكيم من الكوت ديفوار بقيادة الحكم دانييل غينيس.