قال جهاد فرعون، القيادي والعضو الناشط في تنسيقية الشباب السوري إن التنسيقية تتوقع أكثر من الشعب المغربي وأن شباب من الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها بشار الأسد ونظامه، تشارك في أنشطة التنسيقية في المغرب، ولفت فرعون إلى أن حاجيات الداخل السوري تتجاوز 150 مليون دولار يوميا، مؤكدا على الدعم المغاربي وتأثيره على نفسية ثوار الداخل. خضتم العديد من المظاهرات طوال الأشهر الماضية. كيف ترون تجاوب المغاربة مع أنشطتكم؟ تجاوب المغاربة مر بعدة مراحل، في البداية كان تجاوبا خجولا، بسبب عدم وضوح صورة ما يجري في الداخل السوري، لكن بعد اتضاح جرائم النظام بدأ التجاوب يتزايد تصاعديا. بدأ دعم الثورة السورية في شكل أفراد ثم في شكل هيئات تأسست في مختلف انحاء المغرب على سبيل المثال لا الحصر تنسيقية الشباب السوري في المغرب، والائتلاف المغربي لدعم الشعب السوري. في النهاية الهدف مشترك، فتنسيقية الشباب السوري تضم السوريين الموجودين في المغرب. نساهم نحن كتنسيقية أكثر بموضوع التخطيط وفي النهاية الكل يشارك سواء في الوقفات أو حتى في المساعدات التي ذهبت إلى سوريا. نقوم بالتعريف بأفكارنا لدى عدد من الناشطين في كل مدينة ثم يقومون بنقلها بدورهم إلى المهتمين من مدينتهم. طبعا أنا لا اتكلم من بلد أوربي فأنا في بلد عربي وبلد اسلامي ونتوقع مشاركة أكبر بكثير من تلك التي نراها لا يمكن ان ننكر أنه هناك مساهمة تصاعدية و لكن كما قلت لك باعتبار الحاجة التي تجمعنا باعتبار ان الجرح الذي يجمعنا واحد فدائما نتوقع أكثر على الصعيد الشعبي وحتى الحكومي. ما نوع الدعم الذي تلقيتموه على المستوى الرسمي هنا في المغرب؟ كان لنا مطلب قديم هو طرد السفير السوري وقد تم ذلك، السلطات المغربية اتخذت مجموعة من المبادرات منها مثلا ارسال مشفى ميداني الى الاردن، وهومشفىيشتغل بشكل جيد. وأقول لك ان هذه اشياء ننتظرها من ناس تجمعنا بهم الانسانية، بالنسبة للمغرب دائما ننتظر أكثر، كما ننتظر على الصعيد الشعبي ننتظر على الصعيد الحكومي، فما تنتظره من أخيك ليس ماتنتظره من جارك.المغرب عضو في مجلس الأمن وهو على تواصل مع المعارضة السورية بمختلف أطيافها، نتوقع في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سينعقد في الرباط في نهاية هذا الشهر أن يلعب المغرب دورا كبيرا فيه. ماذا عن المجتمع المدني المغربي؟ في البداية كانت الصورة غير واضحة امام أمام المجتمع المدني، كما انه عاش تحت تأثير خطابات الأسد ومواقفه حول القضية الفلسطينية، وهو نفس عدم الوضوح الذي عاشه الشعب السوري في بداية الثورة حين كان النظام يتكلم عن العصابات المسلحة والمندسين ثم تحول إلى الحديث عن المؤامرة الكونية وتزايد عدد المؤيدين للثورة فأصبح كلام النظام غير منطقي كما ان التكتلات الشعبية لنصرة سورياسبب حرجا لها. توحدت مكونات المجتمع المدني المغربي على القضية الفلسطينية لكن لم تتوحد على القضية السورية لأن أغلبها من القوميين العرب، طبعا دون اقصاء المكونات الاخرى، ما سبب اشكالا في البداية لكن فيما بعد توضحت الصورة وتوضح أن هناك عمليات قتل. ظهرت عدة تنظيمات تدعم القضية السورية كالمركز المغربي لحقوق الانسان وكذا مجموعة من الهيئات المغربية كالائتلاف المغربي لنصرة الشعب السوري و غيره التي تأسست من قبل مغاربة. هل تتعرضون لأي مضايقات أثناء أداء عملكم في المغرب؟ عندنا شبيحة في السفارة، لكن ليس بالمعنى المعروف، لم يتعرض لنا أحد والحكومة وعدتنا باتخاذ الاجراءات اللازمة ان تعرض لنا أي أحد.بلا شك السفارة تلعب دورا أمنيا يظهر في كتابة التقارير حول الناشطين ومتابعتهم. غير مقبول أن دولة مثل كندا تغلق السفارة السورية وفي المغرب لا. فلا أدري "آش خداما مازال كتدير"موظفوها معروفة وضعيتهم و تاريخهم والاهم ما هي مهمتهم فحتى توظف أحدا في سفارتها يجب ألا يكون ولاءه مشكوكا فيه. وهذا ينعكس على الجالية السورية التي لم تعد تستطيع زيارة اهلها في سوريا وأحيانا لا تستطيع حتى ولوج السفارة السورية في الرباط. هل حياتكم في خطر؟ لا يوجد خطر جسدي علينا، لكن الخطر يتهدد أهلنا في الداخل السوري.. هل تلقيت يوما تهديدا مباشرا؟ هناك تهديدات عادية عبر الفايسبوك مثلا لكن لا نأخذ ذلك على محمل الجد. التنسيقية السورية في المغرب تتميز بتنوعها الطائفي. كيف تتعاملون مع هذا الاختلاف؟ يمكن أول مرة أفكر فيها بهذا الموضوع هو عندما سألتني، سوريا ليست لبنان، نتعامل مع كل الناس والتقسيم ليس طائفيا وما يجعلنا نقرر أن نتعامل مع شخص أو لا هو توجهه السياسي مهما كانت طائفته مادام هدفه خدمة الوطن . هل تشارك الطائفة العلوية في أنشطتكم؟ عدد الطائفة العلوية قليل في المغرب، هناك علويون نتعاون معهم ولو أنهم ليسوا أعضاء في التنسيقية لأسباب تقنية. هناك أفراد من الطائفة العلوية في السجن في سوريا وهناك علويون متعاطفون مع الثورة. وقلت نتعاون معهم وليسوا ضمن التنسيقية لأن عين النظام تكون مركزة أكثر عليهم. كيف تتواصلون مع الداخل السوري؟ التواصل يتم على عدة مستويات. نتواصل مع الداخل لمعرفة احتياجاتهم الحقيقية، حتى لا نعاني كما عانينا من قبل من مشكل رمي كميات كبيرة من الأدوية لأنهم لم يكونوا في حاجة لها، الحاجة في سوريا تقدر بحوالي 150 مليون دولار في اليوم وحجم المساعدات المرسلة للداخل السوري لا يغطي سوى 3 في المائة. وكذلك أثناء المهرجانات والأنشطة نتصل بيهم عبر سكايب وعبر تويتر. أما إرسال المساعدات العينية فهو أمر صعب لأسباب لوجسيتيكية بسبب بعد المسافة والاجراءات الجمركية بين المغرب وسوريا، لكن هناك المشفى الميداني ولدينا وعود من الجانب الرسمي بتطويره، وهناك المساعدات واستقبال الجرحى السوريين في المغرب. ما هو نوع الدعم المطلوب من المغاربة؟ مطلوب من المغاربة الدعم بكل أشكاله، انطلاقا من الدعاء، ثم هناك كثير من الناس يعتقدون انهم يدعمون القضية السورية بتتبع اخبارها على التلفزيون وهذا خطأ، يجب اتخاذ المبادرات، ونحن في عصر المبادرات الفردية التي تؤتي نتائج كبيرة فالأطفال الذين حملوا الطبشور وكتبوا "الشعب يرد اسقاط النظام" هم حقيقة من أشعل الثورة في درعا وأظن أن المغاربة لن يعدموا حيلة لدعم الثورة السورية، وكذلك المسيرات فعندما يرى السوري أخاه في آخر الدنيا يخرج للشارع ليقول له فقط "إننا معك معكم ولم ننساكم" بالتأكيد هذا سيعطيهم شحنة إيجابية. هذا لا يمنع أن هناك الجانب المادي الذي يمكن للمغاربة المساهمة فيه، إذ يمكنهم المساهمة في القوافل الطبية المتوجهة إلى سوريا. نحن الآن نتدارس فتح حسابات رسمية وقنوات مساعدة لكن هذا لا يمنع اي شخص يمكنه ان يساهم والآن ليس هناك قناة رسمية لكن هناك اطارات شعبية هي التي تعمل على توفير الاطباء وغير ذلك. ما رأيكم في هيئة التنسيق الوطنية؟ رأيي قلته مباشرة للأستاذ هيثم المناع (رئيسها) عندما زار المغرب. قلت له: نأسف أن يكون مناضل مثلك قد ناضل ضد هذا النظام في أوقات كنا نحن ملتفين حوله، وعندما جاءت لحظة الحقيقة انقلب على كل شيء من أجل الكرسي. وماذا عن المجلس الوطني السوري؟ أؤيده المجلس كإطار جامع لكل السوريين لا كأشخاص وطنيين "كاين بزاف دالخدمة مايدار" فهناك الكثير من الأشخاص يجب تغييرهم وهناك كثير من العمل يجب أن يتم على المستوى الداخلي. نحن موعودون خيرا في اجتماعهم القادم. تمسكنا بالمجلس ليس هو تمسك بأشخاص لكن لأنه في النهاية نحن محتاجون لإطار. الأمر أشبه بسيارة عجلاتها معطلة، فلن نرمي السيارة بل نصلحها. يطالب البعض المجلس بضمان تمثيلية كل الأطياف والأقليات كأنه حكومة منتخبة بينما يطالبه البعض الآخر بأشياء ليست من اختصاصه، فهو فقط عبارة عن أداة للتنظيم لضمان انتخابات حرة ونزيهة "ثم يمشي فحالو". ماذا عن الجيش الحر؟ هل انتم راضون عن أدائه لحد الساعة؟ بالإمكانيات التي يملكها الجيش الحر، أنا أكثر من راض. مثلا أتتخيل أن كتيبة مكونة من حوالي الأربعين شخصا يتناوبون على ثلاثة وعشرين كلاشينكوف فقط، ومن النوع الرديء الذي يسخن كل مرة؟ هذا إعجاز.هذا لا ينفي أنه هناك الكثير من العمل مازال على الحر القيام به كتوحيد الصف الداخلي. لكن في إطار الإمكانيات الحالية فهم يقومون بعمل ممتاز. هل توافقون على تدخل عسكري لحل الأزمة السورية؟ لا يوجد شخص يؤيد تدخلا عسكريا في بلده، والجواب الحقيقي على سؤالك هو أنه لسنا بحاجة إلى تدخل عسكري، ولو كان الأمر ضروريا وحاسما فليسلحوا الجيش الحر. حسم المعركة يبقى بفرض حضر جوي وإن كان ممكنا فالأفضل أن تطبق بأيد سورية، لن نحتاج لسلاح كثير فنظامنا ليس لديه طيران متطور، فمثلا إذا ارادت طائرة الجيش النظامي رمي برميل متفجر لتدمير عمارة مثلا فهي تهبط إلى مستوى منخفض وبالتالي تصبح في مجال نيران الجيش الحر. مؤتمر أصدقاء سوريا قريبا في المغرب، فماذا تنتظرون منه؟ (يضحك) لا شيء، بصراحة لا نتوقع أي شيء، جيد اننا كنا في ثمانين ثم صرنا مائة دولة، لاشك انه جهد محمود لكن لا يمكن بناء اية أمال عليه. الحرب ستحسم في الداخل السوري عندما سيصبح النظام في دمشق مهددا فعلا، وسيكون تدخلهم هو تدخل ربع الساعة الأخيرة. ماهي مطالبكم لمن سيحضرون اجتماع أصدقاء سوريا؟ مطلبنا أن ينظروا إلى المسألة السورية من زاوية إنسانية وليس سياسية، لا يهم هدم المباني فيمكن إعادة بناءها ونتيجة المعركة محسومة لصالح الثورة مهما أخذت من وقت، لكن ما يهم هو الأرواح التي تزهق يوميا وهذا ما يجب إيقافه. نطلب من المجتمعين في مراكش عندئذ أن يقوموا بما يلي: فليشغلوا مؤقتا لحساب الوقت من بدأ الاجتماع إلى نهايته ليحسبوا عدد الشهداء الذين سقطوا. وعلى أساس ذلك فليقيموا ثمن البيان الختامي من دماء السوريين. *صحفي متدرب