لا أجد في رئيس الحكومة الجرأة الكافية لكف لسان الوزير الوفا عن النيل من أعراض نساء التعليم وتلميذاته؛بعد أن أهان رتبا سامية في هيكل الدولة:مديرو الأكاديميات ،النواب؛ملحقا بهم حتى عمال صاحب الجلالة. دون أن أنسى طبعا أهل مراكش ؛أحفاد السبعة رجال . ودون أن أغفل الأسد المرابطي يوسف بن تاشفين. كل حجته أنه مراكشي ابن البهجة؛و لا يتصور فيه ،والحالة هذه أن يتحدث لغة الأزهر. لهذا أتقدم اليكم، بصفتكم الأمين العام لحزب الاستقلال ،بطلب طرد الوزير من حزبكم ؛وتكليفي بوزارة التربية الوطنية. لا تستغربوا طلبي هذا ،وأنا لا أنتمي لحزبكم ؛وحتى لو تراجعت عن انسحابي،وانتميت مجددا، فليس لي أن أطلب وزارة وليس في جيبي عقد زواج بفاسية من البيوتات الكبرى. كل مستنداتي أقوى مما في حوزة الوفا: لسان عربي فصيح يشهد لي به كل قرائي وطلبتي. لسان تربوي غير سليط ولا جارح. مؤهلات معرفية في ازدياد مطرد. دراية معمقة بمكونات المنظومة التربوية ؛تجعلني على استعداد لمناظرة الوفا ؛وفضح جهله المريع بأبسط قضايا أم الوزارات. امتلاك تصور عام لإصلاح المنظومة التربوية ؛وتواضع كبير يجعلني أصغي إلى جميع الآراء. السيد الأمين العام: حيث أن أمر وزارة التربية الوطنية انتهى إلى كل هذا الإسفاف في القول. وحيث أن رئيس الحكومة يشجع الوزير بالثناء على قراراته كلها. وحيث ان من هذه القرارات ما ينم عن تهور بين وإمعة جلية. وحيث أن الوزير ينصح ذوات الاثني عشر ربيعا بمغادرة الدراسة والبحث عن الرجال. وحيث أن الوزير يحتقر الأطقم الإدارية والتربوية المخاطبة من طرف صاحب الجلالة في موضوع الإصلاح البيداغوجي. وحيث أن سيادته يختزل كل مراكش في بعض من عامية جامع الفنا؛جاهلا بعلمائها وصلحائها . وحيث ألا أحد تقدم اليكم بطلب طرد هذا الوزير ،والحلول محله. لكل هذه الحيثيات ؛أتقدم إليكم – بكل وصولية وانتهازية صريحة- أن تسندوا لي منصب وزارة التربية الوطنية؛وأعدكم أن أرد الاعتبار لكل من أساء إليهم الوفا ؛بمن فيهم أهل جامع الفنا. وأنتظر من كل من قرأ هذا الطلب الغريب –لكن ليس كغرابة لسان الوفا- أن يساندني وينظم لي حملة انتخابية وسط الآباء والتلاميذ وكل فئات رجال التعليم. ولن تروا مني الا إصلاح ما أفسده الوفا. فإذا كان هذا عصر " تقشاب الوزراء "وهم يؤدون مهامهم الرسمية ؛فلماذا أتحرج أنا من تقديم طلب الحصول على وزارة ؛وكل ملفي المهني يشهد أنني ما تلفظت بلغة ساقطة قط... نعم لم أحب فاسية لكنني أحببت وطنا على شكل قلب كبير. تحيتي وهنيئا لكم الأمانة العامة المستحقة ،هذه المرة،لأهل البادية. ولا تنسوا أنني دبجت في حقكم مقالات أرجوا أن تراعوها وأنتم تفكرون في اسناد حقيبة التربية الوطنية. كل شيء اصبح ممكنا في هذا الزمن. والى كل الذين سيهاجمون طلبي أقول: من كان منكم بلا طلب فليرجمني. واذا حصل المستحيل وأسندتم الي هذه الوزارة ،فمتعوني بحق التنازل عنها لمن هو أحق بها مني بيانا وتدبيرا. تحياتي