قال عصام اشويدر، الناشط الحقوقي والمعتقل الإسلامي السابق، إن حمل الرايات السوداء والبيضاء لها أصل في الدين وحملها الرسول الكريم (ص) في زمانه، معتبرا أنها ليست حكرا على الجماعات الإسلامية المقاتلة، وذلك ردا على تصريحات أبي حفص في مقال سبق ونشرته هسبريس، ينتقد فيها رفع الأعلام السّود في المظاهرات الاحتجاجية، والذي اعتبر رفعها "لا يقدم أي مصلحة للقضايا التي يحتج من أجلها، بل يعود عليها بالضرر والمفسد.. نظرا لارتباطها بتنظيمات قتالية مسلحة". واعتبر اشويدر في بيان خص به هسبريس، تحت عنوان الرد على الشيخ أبي حفص فيما نشرته جريدة هسبريس يوم الأربعاء تحت عنوان: أبو حفص ينتقد رفع الأعلام السُّود في المظاهرات الاحتجاجية"، أن رفع تلك الرايات ليس علما على التنظيمات القتالية "بل العلم عليها هو رفع السلاح والقتال.. وهو ما يجعلها تتميز على غيرها "، منتقدا في الوقت نفسه عدم علم أبي حفص عبد الوهاب الرفيقي ب"أي سند شرعي من كتاب أو سنة، سوى أنها كانت رايات بني العباس". وأردف نفس الناشط الحقوقي، وهو الذي أورد أدلة شرعية ترد على أقوال عبد الوهاب رفيقي، موجها خطابه لهذا الأخير بالقول "ثم إنه يلزم من قولك رفع المصحف أو الإلتزام بالظاهر أو الدعوة إلى تحكيم الشرع.. والتي تشترك فيها هذه التنظيمات مع غيرها، هو من أسباب إفساد سلميتها وسيحرفها عن مسارها وسيمنع تحقق أهدافها..". جدير بالذكر أن بعض المظاهرات والاحتجاجات بالمغرب باتت تعرف انتشار ما يسمى ظاهرة "الرايات السوداء والبيضاء"، خصوصا عقب المظاهرات المنددة ببث الفيلم والرسوم المسيئة للرسول الكريم (ص)، وهي ذات الأعلام التي ترفعها الجماعات الإسلامية المقاتلة كتنظيم القاعدة، وهو ما جعل بعض المتتبعين يتحدث عن انتشار الفكر "القاعدي المتطرف" داخل المجتمع المغربي، مما جعل النقاش الذي طرحه أبو حفص، المعتقل الإسلامي السابق، عبر الفيسبوك وهسبريس، حول انقاده لرفع تلك الأعلام، يعرف جدلا واسعا داخل صفحات الفيسبوك وفي المنتديات والمواقع الإلكترونية، حيث انتقد الظاهرة واعتبرها لا تقدم أي مصلحة للقضايا التي يُحتج من أجلها، بل تعود عليها بالضرر والمفسدة.