كشف الشيخ أبو حفص محمد عبد الوهاب رفيقي، أحد أبرز الوجوه السلفية بالمغرب، عن تفكيره أحيانا في "الانعزال والخلوة والتوقف"، بسبب ما سماها كثرة الهموم والمشاكل في الأمة العربية والإسلامية، إلى درجة أن "المرء يحتار عمَّ يتحدث وفيم يتحدث.."، وفق تعبير الناشط الإسلامي. أحداث الأمة وأعرب أبو حفص عن هذه الأفكار التي تراوده، في صفحته الرسمية على موقع "الفيسبوك"، حيث قال إنه يصاب بالحيرة من كثرة الأخبار والأحداث واختلاف المسارات، فالمرء محليا "لا يدري هل يركز على تصحيح الصورة التي شوهها الإعلام المغرض لسنوات عديدة، أم على من بقي من المظلومين خلفه في السجون، ومعاناتهم ومعاناة عوائلهم" وتابع أبو حفص متسائلا: أم يركز المرء على تدشين مسار دعوي راشد لما بعد المحنة، وتعزيز العلاقات مع كل الأطراف الفاعلة في الميدان، أم يشارك في النقاش العام وما أكثر قضاياه؟". وبالنسبة للجانب الدولي، سرد أبو حفص قضية فلسطين قضية الأمة الأولى، والغارات التي لا تتوقف، وأيضا المجازر التي وصفها بالبشعة في أرض الشام، وتخاذلنا جميعا في نصرتهم، ومصر والأحكام الصادمة وانتخابات الإعادة، أم اليمن والثورة المُجهضة، حتى كادت الأحداث تنسينا احتلال بلدين مسلمين، علاوة على الربيع العربي وتحدياته الشرعية والفكرية والسياسية"، يقول الداعية السلفي. بين القبول والرفض وتباينت تعليقات نشطاء الفيسبوك بخصوص ما أعرب عنه أبو حفص من تفكيره أحيانا في الخلوة والانعزال، حيث لم توافقه "أم جهاد" الرأي بالقول إن "هذا ما يسعى اليه أعداؤنا بالضبط، أي الانعزال والخلوة والتوقف"، متسائلة: "هل سنخضع لما يريدون أم سنقف ونغير كل تلك الأمور؟". واستشهد أنس العموري بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم"، ليبرز له أن هداية الناس تغلب الفرار من الفتن الحاصلة، فيما دعته معلقة ثانية إلى مشاهدة إحدى حلقات "كونان" الكارتونية التي يهواها الشيخ من أجل الاسترخاء، قبل أن يشمر عن ساعده ليكون "نبعا يسقي كل نفس تواقة..". ودعا بعض المؤيدين لانعزال أبي حفص عن الظهور العلني والمشاركة بالرأي في الشأن العام وغير ذلك، إلى "التفرغ الكامل للتوحيد، ومناهضة التشيع والخزعبلات، لكون وحدة العقيدة هي الأساس السليم لمستقبل الأمة"، يقول محمد العسري. أما معلق آخر فقد طالب أبا حفص بأن يعتزل العمل العلني وينشغل بما كان منشغلا به من قبل؛ من تعليم الناس والدعوة إلى الله تعالى، فالأعباء كثيرة والمتربصون كثر، والدعوة على النت أكلها قليل وتكلف الكثير من الوقت، وهناك من يقف على هذا الثغر". وذهب الناشط على الانترنت الجيلالي الدكالي إلى التلميح للشيخ أبي حفص بأن يغادر البلاد إذا لم يجد راحته فيها، حيث خاطبه قائلا: "إذا ضاق بالمرء طرف من الأرض ففي غيره سعة وفسحة، ومن وجد أرض سبخة لا تصلح لبذره فهناك أرض خصبة لا تجد بذرا أو ماء تنبت به..".