"" في روايتها تكشف عن سرها الخطير تؤكد الروائية النرويجية من أصل مغربي زكية خيرهم أن 90 % مما جاء في روايتها الأخيرة "نهاية سري الخطير" يعبر عن معاناتها الشخصية خلال تواجدها في المغرب, خصوصا موضوع الختان وكبت حريتها والبيئة القاسية التي عاشتها نتيجة العادات والتقاليد القديمة المتأصلة في أسرتها. و تقول المؤلفة إن بطلة الرواية غالية تعبر عن "خيرهم زكية التي عاشت في مجتمع شرقي ملئ بالتناقضات الاجتماعية ومنها معاملة المرأة وحاجاتها الشخصية المهدورة في كثير من الأوقات وإصدار الأحكام الظالمةعلى المرأة دون تحري وجه الحقيقة". دماء العذرية وكشفت خيرهم أن طبيبا سودانيا "تزوجها شكليا دون أن يمسها ليلة الدخلة وخرج على المجتمعين بمنديل عليه دم أحمر في إشارة إلى أنها عذراء إلا أن ذلك جرح أصبعه في حقيقة الأمر، وبلل المنديل بدمه وعندها خرج على الناس، حيث أطلقت النسوة الزغاريد بنسق تصاعدي في طقس اختبار شرف العروس عبر قطرات دم لإعلان النقطة الفاصلة بين العفة والدنس للعروس وخيط رفيع يفصل بين الموت والحياة، والنسوة يطرقن الباب يستعجلن العريس ليناولهن دليل الشرف والعفة والتي تعبرعن راية الانتصار المتمثلة بمنديل أبيض منقوع بقطرات دم العذارة والذي لايتجاوز طوله المتر الواحد كدليل يرمز إلى العفة لكي يصفق ويفرح الجميع ولتشعر خيرهم زكية وقتها أن مجتمعنا يعيش في عادات وتقاليدا يمكن لأي مرء أن يضحك عليهم". وتتساءل الكاتبة المغربية "كم امرأة في العالم ارتكبت الزنا والفواحش، وعبر عمليات تجميل عادت عذراء من جديد ليلة الدخلة وخرج زوجها فرحا على أهله وأهلها بفخر أن زوجتي عذراء وكأنه انتصر في معركة". في الوقت ذاته، تقول الكاتبة المغربية إن هذه العادات والتقاليد "لاترتبط بالدين وانها صدمت وقتها أن النسوة والحضور صدقوا أنني فقدة بكارتي لأول مرة من هذا الرجل الذي تزوجني شكليا لكي يرضى والدي أن أسافر إلى الخارج لاكمال دراستي"، مشيرة إلى أن والدها والاسرة كانوا "يرفضون سفر الفتاة لوحدها خشية فقدانها غشاء البكارة الذي يمثل شرف المرأة". وطأة غشاء البكارة وأشارت زكية خيرهم إلى أن روايتها (نهاية سري الخطير) "تتضمن جرأة وصراحة جارحتين تنقلهما الى القارئ" وأن "شخصية غالية في الرواية أو خيرهم زكية طلبت من مستشفى في النرويج أن يخلصها من غشاء البكارة وهذا صحيح، وأي شخص يمكن أن يتصل بالمستشفى لكي يتأكد من ذلك" لأن غشاء البكارة "سبب لها عقدة نفسية بسبب العادات والتقاليد المتزمته البعيدة عن الدين وأن المرأة بدون بكارتها لاتساوي شيئا وأن غشاء البكارة يمثل روح المرأة النبيلة في مجتمعاتنا". وحول زواجها الحالي، تقول الروائية المغربية إنها أخبرت زوجها اللبناني الذي تعيش معه حاليا ولديها منه فتاة في التاسعة بالامر، وقالت له: "اذا كنت تريد أن تتزوج مني لأنني عذراء فأنا لست كذلك وأذهب إلى المستشفى الفلاني حيث ستجد أن غشاء البكارة أزيل بتاريخ كذا بناء على طلبي و تفهم زوجي الأمر و تزوج مني من أجلي ومن أجل علاقة الحب التي جمعتنا وليس من أجل غشاء البكارة". تحكي فصول الرواية عن حرمان كثير من النساء من حرياتهن ومنعهن -لا من أن تكون لهن أفكارهن الخاصة فحسب - بل التدخل كما تقول الكاتبة فيما صنعه الخالق من خلال سلبهن أجسادهن عمليا وافقادهن ما منحه الله لهن من أحاسيس. طبعات جديدة للرواية وتقول الكاتبة زكية خيرهم إن روايتها "سوف يعاد طبعها من جديد لتكون في حوالي 300 صفحة بدلا من 492 صفحة تجنبا للتكرار ولوجود أخطاء لغوية في الطبعة الاولى، موضحة أن المصحح الذي طلبت منه تدقيق الرواية لغويا "لم يكن أمينا في أداء عمله وأن هدفه كان فقط الحصول على النقود". وأضافت الروائية أن المؤسسة العربية للدراسات والنشر التي أصدرت الطبعة الاولى من الرواية في 492 صفحة من القطع الكبير "لم تهتم بتدقيق الرواية ومنع الطبع مع الأخطاء اللغوية" ، كاشفة أن الرواية قريبا "سوف تنزل إلى الأسواق باللغة الانجليزية أيضا". وقد حمل غلاف الرواية لوحة معبرة جدا للفنان التشكيلي النمساوي ايجون شيلي حيث تظهر في اللوحة فتاة تجلس على الأرض باسطة إحدى ساقيها طاوية الأخرى وهي تسند رأسها إليها والعينان ساهمتان وسط جو يفيض آسى وقلقا واضطرابا، والاخراج الفني للغلاف زاد على اللوحة من خارجها أمرين جعلاها تنطق بكثير من محتوى الرواية فوق الصورة الى جهة اليمين بقع دم وفي الأسفل ختمت اللوحة بختم كالاختام الرسمية في وسطه كلمة (عذراء)". مأساة غالية.. تسرد الرواية حكاية فتاة تتحول صفاتها إلى ما يشبه رموزا تكاد توحي الكاتبة فيها بأنها تتكلم عن المرأة العربية عامة، أو عن مآسي كثير من الفتيات العربيات فبطلة الرواية واسمها (غالية) ولدت من أم مغربية وأب موريتاني يقطنان ويشتغلان في المغرب". وتبدو غالية في الرواية تعاني عقدة نفسية نتجت عما أحاط بها في مجتمعها مما يمكن تسميته باسم "رهاب فقدان البكارة"، و "رأت في سن مبكر نقطة دم على ثوبها الداخلي فتوهمت أنها فقدت عذريتها فصارت لاحقا تهرب من الزواج خشية أن يقتلها أهلها واقرباؤها دون أن يعبأوا بطهارتها وكانت تمر في حالات نفسية مؤذية فتمرض ويغمى عليها وترى باستمرار كوابيس يلاحقها فيها من يسعون الى ذبحها". وبعد أن تتفوق غالية في دراستها في المغرب تفوز بمنحة تتيح لها فترة دراسية في الولاياتالمتحدة و"بعد إلحاح كثيرين ولأن غالية ستكون وفقا للبرنامج مع عائلة أمريكية طيبة سمح لها الوالد بذلك..". "ولما عادت الى المغرب وسعت الى اتمام دراستها العليا رفض الوالد ثم جاءه اقتراح من صديق ليبي حل عنده ضيفا مع عائلته بأن يرسلها معهم الى ليبيا لتدرس هناك و تقيم في منزلهم الواسع، فقبل الوالد. وخلال السفر الطويل أخذت تكتشف أن الرجل كبير السن الذي عرف عند عائلتها باسم (ابن الايمان) لشدة ما كان يظهر من تقوى انما هو كاذب وبخيل يسعى الى الاستيلاء على مالها ويحاول التحرش بها في السيارة من وراء ظهر زوجته الشابة الطيبة، ولكن ينجدها سائق السيارة (سمير) وهو شاب مثقف متحرر يستورد السيارات من أوروبا حيث نمت صداقة بينهما وتحولت الى حب من جانبها أو ما بدا لها أنه حب من جانبه". .."في ليبيا حذرها سمير من الرجال ومن السير في الشارع وحيدة حيث تكثر أعمال الاغتصاب وقتل الضحية حرقا بالنفط اخفاء لذلك. كان نبيلا معها وعطوفا وكريما فحماها وساعدها لكنها ابتعدت عنه عندما سعى مرة الى علاقة معها ومرت في تجارب كثيرة من هذا النوع في سعيها الى عمل الى ان يحل الفصل الدراسي التالي ولتأخرها عن التسجيل في الوقت المناسب تعرفت الى الدكتور نبيل وهو سوداني يعمل في مركز دبلوماسي افريقي كان اكبر منها ومتزوجا عنده خمسة اولاد في بلده الا انه احبها حبا نبيلا رائعا وتصرف تصرف صديق فحماها وساعدها. ولما رفضت اقامة علاقة مع مدير مكتب، عملت فيه، وتركت العمل، سلط عليها من ادعوا انهم اعضاء لجان ثورية، فهربها نبيل وارسلها الى المغرب عبر باريس حيث مرضت ولقيت معاملة انسانية رائعة". من الانتحار إلى الحب ومن خلال سرد مشوق تنتقل المؤلفة من حكاية إلى أخرى. كل حكاية لها حبكتها وسردها وشخصياتها." في بلدها بدأ الاصرار عليها من جديد كي تتزوج فكانت ترفض ومرضت ثم حاولت الانتحار ونقلت الى المستشفى وحتى الطبيب النفسي الذي عالجها بدا كمن تكيف هو وعلمه في الجو الاجتماعي السائد حيث كانت أمها أستاذة المدرسة تعلل نوبات ابنتها العصبية بان جنيا لبسها، وأما والدها القاضي الدكتور والشاعر فكان يقول إن عين حسود اصابتها ويبدو ان الأم -وهي أنثى- كانت أشد ضراوة في المعاملة إذ كانت تضرب ابنتها الاخرى بوحشية باسم الغيرة عليها". وأخيرا "يصر الاهل على تزويج غالية وهي المتمسكة بإكمال دراستها فيعلم نبيل ويأتي الى المغرب ويطلب يدها ويعدها بان تكمل دراستها في الولاياتالمتحدة. سافرا معا. انفق عليها الكثير مع انهما عاشا معا كصديقين بعد ان خدعا النسوة ليلة الدخلة بدم من ذراعه، وهو في حبه العذري لم يطلب منها شيئا وهي احبته كصديق فقط وبعد دراستها في أمريكا وتنعمها بجو الحرية الفردية اطلق سراحها بكرامة حيث تعرفت الى أستاذ جامعي لبناني يعمل في النرويج كان يزور أخاه في اميركا ونشأت بينهما قصة حب وتزوجا".