زارت رئيسة المؤسسة "الحقوقية" الأمريكية ماري كيري كينيدي(1959)، الحفيدة السابعة ضمن قائمة تضم أحد عشر حفيدا للرئيس الأمريكي الأسبق، مدينة العيونجنوب المغرب نهاية غشت الماضي على رأس وفد "حقوقي" كبير في إطار جولة سياسية بامتياز وفق نوايا أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها ''مبيتة'' تهدف النيل من الجهود التي يبذلها المغرب بهذه الربوع خاصة في مجال حقوق الإنسان. كان علينا لزاما إن أردنا تتبع مجريات الأمور أن نتلقف ما تكتبه وسائل الإعلام الورقية والإلكترونية منها وما ينثره المهتمون بالشأن السياسي والحقوقي على صفحات التواصل الاجتماعي تويتر والفايسبوك، هذا في الوقت الذي عودتنا فيه وسائل الإعلام العمومي على انتظار القيام فقط بردود الأفعال. إن الجرأة الإعلامية والمسؤولية في قيادة المؤسسات الإعلامية العمومية تقتضي إعداد استراتيجية واضحة للتعامل مع قضية الصحراء بشكل عام ومواكبة كل الأمور التى تطرأ في الساحة من قبيل زيارة كينيدي للمنطقة. إن مواكبة إعلامية استباقية لزيارة كينيدي للعيون لأراها كانت ضرورية وكفيلة بتبديد الهالة التي اسبغتها وسائل الإعلام المناوئة للمغرب لزيارتها للعيون. فعوض أن تنتظر القناتان الأولى ودوزيم حتى اليوم الثاني من الزيارة لترى سيرها وتجس النبض وتنتظر الهواتف للقيام فقط بعملها، كان عليها السبق بإعداد مواد صحفية متنوعة- وهي كثيرة- عن حال حقوق الإنسان بالجنوب المغربي الذي عرف تحسنا كبيرا كيفيا ومؤسساتيا كذلك، بالإضافة إلى النبش في ذاكرة الاعتقال السياسي العشوائي للصحراويين بسجون البوليساريو (سجن الرشيد مثلا) من قبل قيادة البوليساريو والمخابرات الجزائرية والذين تحاشت كيري لقاءهم. وبحسب رأي مصطفى سلمى الذي نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، فإن تقرير كيندي قد أغفل وضعيته التي تطرق إليها الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره السنوي حول الوضع في الصحراء سنة 2010 وأدانتها كل المنظمات الحقوقية الدولية، والتي ما زال بسببها ممنوعا من رؤية أبنائه في المخيمات الذين خذلتهم السيدة كيندي بعدم رؤيتهم وتوثيق معاناة فرقتهم عن والدهم. كما أن التقرير أهمل حالة الفنان الناجم ولد علال الذي تلقى اتصالا هاتفيا من أعضاء وفد كينيدي الذين طمأنوه بأنهم سيزورونه، فظل أسيرا داخل خيمته ينتظر لقاء الوفد، الذي آثر لقاء أعضاء اتحاد نساء البوليساريو التي يقع مقرها على بعد أمتار من خيمة الناجم ولد علال في مخيم مدرسة 27 فبراير بتندوف. كنا نريد معرفة المزيد عن شخص هذه "المناضلة الحقوقية"، التي تعاني إدمان المخدرات وحبوب الهلوسة، كينيدي وعن مؤسستها الارتزاقية التي أدت عنها المخابرات الجزائرية ملايير الدولارات للقيام بجولتها للمنطقة. ثقتنا بالإعلام العمومي وبطاقاته، المتروكة جانبا إلى حين، كبيرة. إنا ننتظر منكم استباق الأمور وليس انتظار أن تسبقكم فتكونوا خارج السياق. *أستاذ اللغة الإنجليزية والتواصل، جامعة محمد الخامس، كلية العلوم، الرباط