مساء أمس الأحد وعلى الساعة الرابعة بعد الزوال انهار بغتة عدد من البنايات السكنية بحي جنان ازطوط وعلى طول شارع علي بن أبي طالب بمدخل مدينة العرائش مخلفة أزيد من اثني عشرة أسرة في العراء، قد يبدو الأمر وكأنه زلزال أصاب المدينة، لكن الأمر يتعلق بالزحف الأسمنتي وجشع مقاولي البناء الذي لا يعرف حدودا ولا خطوطا حمراء. "" فقد أعطى رئيس المجلس البلدي رخصة لبناء عمارة شاهقة محاذية للمباني المتهاوية في الأرض التي تحمل إسمه "باطيو احسيسن" ضدا على جميع التعرضات والشكايات التي قدمها المتضررون، وبعد أن شرع المقاول في عملية الحفر أرسل المهندس المكلف بمراقبة الأشغال مراسلة إلى البلدية والعمالة يخبرهم فيها بعدم تحمل مسؤولية الانهيار المحتمل وقوعه والخسائر المترتبة عن ذلك. فتم إرسال لجنة مختلطة إلى عين المكان والتي قررت إيقاف عملية البناء وإفراغ المساكن المجاورة المأهولة لكن بدون تحديد أية مسطرة تعويض لفائدة الأسر، قامت بعد خمسة أسر متضررة بشن اعتصام مفتوح بمكان ورش البناء في انتظار قيام المسؤولين بواجبهم. غير أن الأمر لم يستمر طويلا إذ سرعان ما انهارت المباني المجاورة لورش البناء لتخلف مأساة حقيقية بالحي. واضطرت الأسر المنكوبة بعد طول مناشدة للمسؤولين إلى التظاهر وقطع شارع علي بن أبي طالب (عقبة أليمان) والذي يعتبر الطريق الرئيسية المؤدية إلى مدينة طنجة مما دفع المسؤولين للتحرك من أجل إرجاع الأمور إلى مجاريها وحسب آخر الأخبار فإن العامل استقبل الأسر المنكوبة وأعطى أوامره بإيواء بعض الأسر بمركز الاستقبال وتسليمها مبلغ 2000 درهم لتدبر أمرها ووعد بتسليمها بقعا في إطار برنامج مدن بدون صفيح بتنسيق مع رئيس المجلس. لتطفو إلى السطح إشكاليات مرتبطة بتنفيذ هذا البرنامج وطبيعة المستفيدين منه علما بأن الذي يتحمل المسؤولية هو المقاول ورئيس المجلس البلدي شريكه في المشروع والذي قدم له رخصة البناء في الحملة الانتخابية السابقة. والسؤال المطروح أين كان عامل الإقليم قبل وقوع هذا الحادث المأساوي؟ حيث أنه رفض استقبال ممثلي الأسر المتضررة قبل انهيار مساكنها بحجة المساطر الإدارية والتزامات السلطة الإقليمية، فلو تمت معالجة الأمر لما وقع الحادث. وهذا ما يؤكد تستر سلطة الوصاية التي تغض الطرف عن خروقات رئيس المجلس البلدي مكتفية بين الفينة والأخرى ببعض قرارات التوقيف الوهمية والتي لا تنفذ على أرض الواقع. وتبقى مدينة العرائش مدينة منكوبة في انتظار إرادة السماء أو مرور موكب ملكي تستدر عطفه ليرفع عنها الحيف الذي لحقها من جراء التسيير الكارثي لرئيس مجلسها البلدي ورجال السلطة المتسترين على جرائمه. صور من عين المكان