أعلن الشيخ محمد الفزازي، أحد أبرز الوجوه السلفية بالمغرب، رفضه التام وغير المشروط للإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، أو لأي رمز من رموز هذا الدين، مدينا "الأفعال الإجرامية المجسدة في إصدار فيلم أمريكي خسيس يزرع الفتن في الشعوب والمجتمعات". وأكد الفزازي، في بلاغ توصلت هسبريس بنسخة منه، أنه يرفض هذا العدوان بأسلوب حضاري راق، دون عنف ودون هجوم على أناس قد يكونون أبرياء من الفعل الشنيع، وأيضا دون إحراق لمؤسسات وتخريب لمباني وإتلاف لممتلكات، ودون زرع للرعب في الناس". "يجب أن لا نخلط الأوراق، ويجب أن تكون ردود أفعالنا محكومة بالشرع الحنيف، فلتكن ردودنا على قدر قدرتنا وفي مستوى أخلاق الإسلام الرفيعة، ونحن في مقدورنا أن نضغط على أي حكومة في العالم صدرت الإساءة في ربوعها بأساليب راقية شتى"، يقول الفزازي. واقترح الداعية السلفي بعض وسائل الرد على العدوان، منها مقاطعة المنتوجات والسلع لهذا البلد أو ذاك مثلا، لأن الضربة الاقتصادية في زمن الأزمة العالمية شيء موجع، ومنها رفع قضايا قضائية بالمسيئين ومتابعتهم في المحكمات الدولية، ومنها القيام بمظاهرات ومسيرات مليونية آمنة، والقيام بوقفات سلمية أمام السفارة للبلد الذي صدر منه الاعتداء". وشدد الفزازي، في بيانه ذاته، بأن أكبر رد على الإساءة إلى الرسول الكريم يكمن في "العمل على عودة أمتنا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حياتها اليومية؛ ففي ذلك أعظم رد على هؤلاء المجانين والحقودين على دين الإسلام الحنيف". وبعد أن لفت الفزازي إلى "أن رائحة الحرب الصليبية التي سبق أن عبر عنها بوش الابن سيئ الذكر منبعثة من الفيلم الدنيء، ومن معنى اختيار زمان بثه ومناسبته"، سجل أن بيانه "إبراء للذمة، وترشيد لكل رد فعل متهور وغير مسؤول من طرف الغيورين على دين الله تعالى والمتحمسين بدون انضباط شرعي ومتعقل"، وفق تعبير الداعية السلفي. وأكد الفزازي أن الله تعالى هو أول من يدافع عن رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو سبحانه قد كفى كل حقود ومستهزئ بالرسول الأعظم، مردفا بأنه مهما اجتهد المسلمون في الانتقام من هؤلاء الفجرة الذين فعلوا فعلتهم في حق الرسول، فلن نصل إلى شيء من انتقام رب العزة منهم"، قبل أن يستدرك بأن "هذا لا يعني أبدا أن نبقى مكتوفي الأيدي نتفرج على من يهين ديننا بأي شكل من أشكال الإهانة"، بحسب تعبير البيان.