أظهر استطلاع للرأي أجرته وحدة مكتوب للأبحاث أن المغاربة هم عاشر شعب على مستوى الدول العربية من حيث السعادة ،جاء ذلك في أول بحث من نوعه يتناول مفهوم السعادة وأىُّ الشعوب تنعم بالسعادة أكثر من غيرها فى الوطن العربى وقد تم إجراؤه فى الفترة من 11 إلى 17 مارس الماضي بين مجموعة تكونت من 7434 شخصا ينتمون إلى جنسيات مختلفة ويعيشون فى المنطقة الممتدة ما بين الخليج العربي وبلاد الشام وشمال أفريقيا. وأشار استطلاع مدى سعادة الشعوب فى العالم العربي إلى أن آثار السعادة تنعكس على المستمتعين بها فى أماكن عملهم .. حيث يكونون أكثر قدرة على الإبداع المتميز وتكون نسب إنتاجيتهم ورواتبهم أعلى ، كما أنها تنعكس على حياتهم الاجتماعية ، حيث يتمتعون بصداقات أوسع وعلاقات زوجية أفضل ودعم إجتماعى أقوى وتفاعل إجتماعى أكثر غنى. "" وجاء العمانيون والسعوديون على رأس الشعوب الأكثر سعادة فى منطقة الشرق الأوسط بنسبة 61% و57%،وحصلت قطر على 56% والبحرين 54% والكويت 53% والإمارات العربية المتحدة 52% والأردن 47% ومصر 46% وسوريا 46% والمغرب44% ولبنان 35%. وخرجت مجموعة من الدراسات سبق إجراؤها فى هذا الصدد من جانب علماء النفس خلال السنوات الأخيرة بهدف معرفة ما إذا كان فى الإمكان أن تنعكس أثار السعادة بالإيجاب على البشر، بحقيقة مؤكدة تتمثل فى أن السعادة يمكن لها أن تحسن من نوعية حياتنا. وقد ثبت أن السعادة يمكن أن تلعب دورا مهما فى تحسين النواحى العاطفية والبدنية والصحية وأن هؤلاء الذين ينعمون بالسعادة يمتلكون أجهزة مناعة أقوى ويعيشون أعمارا أطول ويمتلكون طاقات فى أعلى مستوياتها، كما أنهم يستخدمون ذكاءهم بشكل أفضل وبكفاءة أعلى. ومع توفر هذه اللائحة العريضة من المزايا ، يصبح من غير المستغرب أن يبحث البشر عن وسائل مبتكرة من أجل رفع مستويات السعادة التى ينعمون بها. ومن بين الأمور الأساسية التى كشف عنها الاستطلاع أن عوامل إسعاد البشر تختلف من بلد إلى آخر لكن تبقى الأسباب الرئيسية متشابهة وتشمل الطبيعة المتفائلة للمرء، والانتماء إلى عائلة محبة متماسكة، والاستقرار الأسرى، والأصدقاء الأوفياء، والإيمان الدينى القوى، والرضا الكامل عن العمل الذى يقوم به، والاستقرار المالى والمهنى، ووفرة الدخل المادى، والصحة الجيدة والنجاح المهنى وتحقيق الأهداف الشخصية. كما كشف الاستطلاع عن أن أسباب تعاسة غالبية البشر تكمن فى ارتفاع تكاليف المعيشة، والمشاكل فى العمل، والبطالة، والرواتب المتدنية، وسوء الصحة، والسمنة، وعدم الرضا عن المظهر الشخصى، وعدم الشعور بالسعادة فى الحياة الزوجية والأسرية، والافتقار إلى الأصدقاء المقربين، والديون الثقيلة، والنتائج الأكاديمية غير المرضية، وفقدان الأعزاء، وعدم الاستقرار العام، والخوف من المستقبل وعدم اليقين بما يحمله لهم. وأكد عدد غير قليل من المشاركين فى استطلاع مدى سعادة الشعوب أنهم لا يشعرون لا بالسعادة ولا بالتعاسة، وأرجعوا الأسباب الرئيسية لهذه الحالة إلى الشعور بالملل والوحدة وعدم القدرة على تحقيق أحلامهم واللامبالاة بشكل عام إلى جانب الافتقار إلى الطموح . وكشفت نتائج الاستطلاع أن مجمل مستويات السعادة لدى الرجال والنساء على مستوى المنطقة قد تساوت تماما وبنسبة بلغت 49%، وصنف 19% من الرجال و17% من النساء أنفسهم بأنهم غير سعداء ، فى حين صنف الباقون أنفسهم بأنهم لا سعداء ولا تعساء. وأبرزت ردود المستطلعين الأكبر سنا من الفئة العمرية 46 عاما فما فوق أنهم أكثر سعادة وبنسبة إجمالية بلغت 59%، وتلاهم من هم بين 36 و45 عاما بنسبة 54%، ومن ثم من تقل أعمارهم عن 18 عاما بنسبة 35%، واعتبر 5ر47% ممن هم ما بين 18 و35 عاما أنفسهم سعداء . أما عن لائحة المدينة الأسعد فى كل دولة من دول الشرق الأوسط ، وفقا لاستطلاع سعادة الشعوب فى المنطقة ، فكانت المنامة فى البحرين بنسبة 67%، والسويس فى مصر بنسبة 56%، والزرقا فى الأردن بنسبة 51%، ومدينة الكويت فى الكويت بنسبة 56%، وطرابلس فى لبنان بنسبة 50%، وطنجة فى المغرب بنسبة 56%، والبريمي فى عمان بنسبة 88%، والدوحة فى قطر بنسبة 58%، والمدينة فى السعودية بنسبة 83%، ودمشق فى سوريا بنسبة 48%. وتساوت كل من العين والفجيرة وأم القيوين على لائحة المدينة الأكثر سعادة فى الإمارات العربية المتحدة بنسبة 56%.