قال القائد يونس فنيش، في تصريحات هاتفية لهسبريس، إنه يشعر بنوع من الغبن والغدر به من طرف عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، بالرغم من أنه لم يلتق به من قبل، ورغم أنه سمع عنه كلاما طيبا كونه رجل خير ونظيف اليد ويصلي الفجر، لكنه "خْوى بكلشي" يقول فنيش. ويونس فنيش كان يعمل قائدا بمقاطعة النرجس بولاية فاس، غير أنه ذات يوم عام 2002 توصل برسالة من والي جهة فاس بولمان تُخبره فيها بأنه لم يعد قائدا بمقاطعته، بدعوى أن ارتكب "خطأ جسيما" تمثل في إصداره لكتابه الشهير "علي بابا والأربعون كذابا" يمس فيه برؤسائه في التراتبية الإدارية والوظيفية، ومنذ ذلك الحين ينتظر فنيش من ينصفه من الظلم الذي لحقه. وكانت فعاليات جمعوية وحقوقية عديدة قد طالبت بإنصاف فنيش بسبب ما مورس ضده من "إجراءات تعسفية بغاية تجويعه وإخراسه"، حيث لا يتوفر إلى حدود الآن على مكتب خاص ولا يزاول أية مهام محددة، فيما يرفض هذا القائد القبول بهذا الوضع والعيش بلا كرامة كموظف شبح بعد أن أُحيل على مصالح وزارة الداخلية. الشعور بالغبن وأوضح فنيش أسباب شعوره بالغدر من لدن بنكيران بأنه "عندما كان حزب العدالة والتنمية في المعارضة كان يؤكد على ضرورة تسوية وضعيتي الإدارية وأن أعود إلى وظيفتي، غير أنه عندما أضحى رئيسا للحكومة وامتلك من الصلاحيات ما يسعفه أن ينظر في ملفي لم يكترث بي، ولم يرد على رسالتي التي وجهتها له"، يقول فنيش بنبرة ملؤها الأسى. وأفاد فنيش بأنه منذ عشر سنوات وهو ينتظر إنصافه لكونه بدون مكتب خاص ولا مهام وظيفية محددة يؤديها، مضيفا أن ما يُقال له لتبرير وضعيته الشاذة هذه كونه يجب أن ينتظر قرار التعيين، ومشيرا إلى أنه صار يتقاضى أقل من راتب أي قائد جديد بخمسة آلاف درهم تقريبا، بالرغم من أقدميته في منصبه، كما نزعوا منه التعويضات المالية الخاصة برجل السلطة. وشدد القائد الأديب، في تصريحاته ذاتها لهسبريس، على أن المال لا يهمه بقدر ما يهمه أن يُرد له اعتباره وتُسوى وضعيته المهنية، لأنه لم يقترف ما يجعله يتعرض لكل هذا الإجحاف والظلم في حقه وحق أسرته التي تضررت كثيرا ممّا وقع له. وأبدى فنيش استغرابه العميق من التحول الذي طرأ على بنكيران بين ما كان يعِد به المغاربة في حملته الانتخابية لحزبه، خاصة في ما يتعلق بمحاربة الفساد وإرجاع الحقوق لذويها، وبين المواقف الحالية التي صار يعلنها وهو رئيس للحكومة، مثل رفعه لشعار "عفا الله عما سلف". ثورة مُجهضة وأشار المتحدث إلى أنه ألف، في السنة الماضية، كتابا ضخما من حوالي ألف صفحة سماه "مؤامرة سلمية ضد التخلف"، وأرسله إلى بنكيران، كما ألف كتابا جديدا قبل شهرين بعنوان "ذاكرة ثورة مُجهَضة" ضم رسالة موجهة إلى رئيس الحكومة. وبحسب القائد فنيش، فإن كتابه "ذاكرة ثورة مجهضة" يتحدث عن ثورة حركة 20 فبراير ومطالب الشعب المغربي، مشيرا إلى أن الذي أجهض هذه الثورة السلمية التي تنادي بمحاربة المفسدين ليس سوى بنكيران وأصحابه. وأعرب المتحدث عن استغرابه من شكوى بنكيران في بداية عهده بالحكومة من وجود جيوب لمقاومة الإصلاح والتغيير، بينما اتضح في ما بعد أن أكبر جيوب المقاومة تلك تكمن في سياسة بنكيران نفسه، باعتبار أنه يمتلك صلاحيات واسعة بنص الدستور الجديد لكنه لم يجرأ على ممارستها، وألصق فشله في ما سماه "العفاريت والتماسيح"، وهو أمر غير مقبول من رئيس حكومة يتمتع بصلاحيات سياسية ودستورية لم تكن لدى سابقيه"، يقول فنيش.