قال الدكتور محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة مراكش، إن خطاب بنكيران للمغاربة الذي بثته القناتان الأولى والثانية أمس الأربعاء، أتى بطلب من رئيس الحكومة بعد الجدل الكبير الذي عرفته وقائع الجلسة الأولى بين مجلس المستشارين والحكومة في شخص رئيسها، مشيرا إلى أن الجلسة تاهت في نقاشات مسطرية فوتت فرصة تحقيق نقاش فعال ومسؤول بين الحكومة ومجلس المستشارين، وذلك في نطاق التكريس العملي لقواعد ربط المسؤولية بالمحاسبة. ووصف الغالي، في تصريحات لهسبريس، خطاب رئيس الحكومة بأنه كان "خطابا بسيطا وسلسا وهادئا" يستهدف أكبر شريحة واسعة من المواطنين والمواطنات، في محاولة لانتزاع تفهمهم للقرار المتخذ خصوصا بشأن تراجع الدولة عن الدعم الكلي لبعض المواد الاستهلاكية مقابل رفع أثمانها في السوق، من قبيل قرار رفع أثمان المحروقات. وأردف المحلل السياسي بأن هذه الخطوات تندرج في إطار السعي إلى إعادة هيكلة الدعم المباشر الذي تقدمه الدولة من خلال صندوق المقاصة، والذي لم يحقق المناط من تأسيسه وهو دعم الفئات المعوزة وتعزيز قدراتها الشرائية، حيث إن الدراسات أثبتت بأن المستفيد منه طبقات نافذة تستفيد ستة مرات ضعف ما تستفيد الطبقات الفقيرة. وسجل الغالي بأن رئيس الحكومة اغتنم الفرصة ليبعث رسائل مطمئنة إلى بعض الجهات من أجل التخفيف من شكوكها أو امتعاضها، حيث لم يشر إلى أن الاختلالات التي يحاول معالجتها تتعلق بتأخر الحكومات السابقة عن معالجتها في الوقت المناسب، وبأن ما يقوم به هو مجهود جبار لتدبير أزمات سابقيه، وزاد بأن بنكيران وهو يتحدث عن الاختلالات الكبيرة في صندوق المقاصة لم يلق أيضا بالمسؤولية على أية جهة كانت. ولفت الغالي إلى كون ظهور رئيس الحكومة في لقاء صحفي، ليس باللقاء الرسمي، وهو يضع رابطة العنق "كرافاته" على غير عادته، ويصرح بأنه صار يألف رابطة العنق وأصبحت له معها علاقة حميمية، ربما هو مؤشر على أن المغاربة مُطالبون في الأيام القادمة بربط أحزمة البطون والاعتياد عليها، لمواجهة قرارات صعبة قد تكون الحكومة مُجبرة على اتخاذها للحد من تداعيات الأزمة الاقتصادية".