يِؤُم الناس، ويتلو عليهم آيات الذكر الحكيم بصوته الشجي ولغته الفصيحة. ينصح العامة، ويقدم لهم الموعظة الحسنة عند الطلب. ذاع اسمه بين الناس في شهر رمضان إلى الحد الذي يجمع خلفه مئات مصلين كل يوم لصلاة العشاء والتراويح. إنه محمد الزين الشرقاوي، إمام مسجد "المغرب العربي" بسيدي قاسم، الذي أصبح قبلة للمئات من المصلين كل يوم حتى أصبحت مساحة المسجد تضيق بهم. ورغم حداثة سنه، استطاع محمد الزين الشرقاوي، المزداد سنة 1980 الكشف عن موهبة قلّ نظيرها في تجويد القرآن وترتيله، مما جعله حديث الناس في الرباط وسلا وسيدي سليمان قبل أن يحلّ بسيدي قاسم خلال رمضان الجاري. أطلق محمد الزين الشرقاوي أول صرخة له في الحياة سنة 1980 بسيدي سليمان، حيث بدأ في حفظ القرآن وهو ابن السادسة، ليتمم حفظه كاملا وهو في 14 سنة من عمره، قبل أن يتدحرج في دروب الحياة، التي أخذته لمدينة طنجة لدراسة العلوم الشرعية، ثم عزز رصيده المعرفي في تطوان، ثم مدينة وزان، قبل أن يتوه في منطقة الغرب باحثا عن من يتعلم منه أبجديات الترتيل. وفي سن 21 سنة، بدأ محمد الزين الشرقاوي يؤُم الناس ويصلي بهم في أكبر المساجد في المغرب، حيث كان إماما في مسجد "القدس" بسلا، ومسجد "الوداية" بالرباط، ثم بأحد أكبر المساجد بمدينة سيدي سليمان وهو مسجد "أولاد زايد". صوته الرخو، وفصاحة لغته العربية التي يتلو بها القرآن الكريم، دفعت قناة محمد السادس لأن تستضيفه في العديد من برامجها، حيث نشط برنامج "المصحف المعلم" و"التجويد الميسر". يجيد محمد الزين الشرقاوي قراءة القرآن بتلاوة ورش التي تتميز بخصائصها لدى المغاربة، كما يعتبر المقرئ العيون الكوشي وعمر القزابري مثالين له، مع رغبته الكبيرة في لقاء عواد الجوهاني إمام الحرم المكي. يقول محمد الزين ل"هسبريس" إنه يشعر بالفخر وهو يشعر بالرضا وهو يرى كل هذا الحشد من الناس يقصدون المسجد الذي يؤُم فيه من أجل الاستماع إلى صوته وهو يرتل القرآن، مؤكدا في الوقت نفسه أنه يحاول دائما أن يكون الإمام الذي يتحدث بما يؤمن به، ويقرأ القرآن بإحساس داخلي، وهو ما جعل المئات من الناس يقصدون المسجد يصلي فيه بالناس.