أكد المُدون المغربي والناشط العلماني قاسم الغزالي بأن "أمه وأخته يمتلكان كامل الحرية في التصرف في جسدهما كما يحلو لهما"، موضحا بأن "أمه عاقلة وأخته راشدة، ولهما معا كامل الحق في التصرف في جسدهما حرية كاملة ومطلقة، لا يحق لأحد نقاشها أو الخوض في تفاصيلها". وتابع الغزالي، في مقال بعثه لهسبريس جوابا على سؤال من الموقع حول موقفه من مسألة الحرية الجنسية في المجتمع، بأن لأمه كما لأخته الحق في التصرف في عضوهما التناسلي، كما للآخر نفس الحق دون إكراهه أو غصبه أو الدفع به إلى محنة من محن الفراش الصعب". أمي وأختي حرتان وبأسلوب جازم أبرز الغزالي، الذي يقيم في سويسرا، بأنه لا يرضى لأمه وأخته إلا ما ترضياه لنفسيهما، فإن اختارت الأخت أن تمارس الجنس مع عشيق لها دون الرجوع الى عقد "نكاح" يحدد الناكح والمنكوح، أو الخوض في عملية بيع وشراء "الصداق" فلها ذلك، وإن اختارت أن لا تمارس رغباتها الجنسية إلا من خلال مؤسسة الزواج وعقد قرانها مع شريكها بعد أن يقرأ الجميع سورة الفاتحة وتوزع كؤوس الشاي على الحاضرين، فلن أتردد في أن أكون أول من يدافع ويناصر حقها في ذلك". وللمدون الغزالي مفهوم خاص عن الشرف، فهو بالنسبة إليه "لا يرضى أن يعيش بين سيقان امرأة، ولا تحفظه قطرات دم ليلة الدخلة"، قبل أن يردف قائلا: "شرف أختي لا يحمل مفاتيحه رجل فحل يعاني من رهاب الجسد، ولا ترقعه أغشية مطاطية مستقدمة من مصانع الصين والعيادات السرية بالدار البيضاء...". وأفاد الكاتب العلماني بأن حرية الإنسان في الجسد دعوة تهم الفرد، ولا علاقة لها بالعرف أو المعتقد، لكونها تهم المغربي المتحرر من كل قيود وسجون الكبت والتعصب، مضيفا أنه اليوم تجددت الدعوات من جديد لكنها جوبهت بمقاصل الإعدام وقنابل التفجير، حتى وصل الحد الى الدعوة إلى قتل النفس.. وهاجم الغزالي الإسلاميين لكونهم لا يستطيعون تكوين فكرة جادة ومتكاملة عن موضوع الحريات الفردية وحرية الجسد، فهم دائما في حالة رفض وهجوم على الآخر المختلف كيفما كانت دعوته"، لافتا إلى أن "حرية الرأي والتعبير ليست من صميم اختياراتهم وسلوكهم، فهم يسعون إلى بناء مجتمع كل افراده متشابهون ويلبسون برقعا واحدا ويصلون في صف واحد". وعبر الكاتب عن عدم تفاجئه من ردود الأشخاص والفقهاء المحسوبين على التيار الإسلامي من رأي الصحفي مختار الغزيوي، فالدعوة للقتل وفق الغزالي لا تدع مجالا للحوار، وإنما "تثبت قتامة وسوداوية المشروع الاسلامي الذي يريد البعض فرضه على المجتمع باسم الإيمان والأخلاق". فصام نفسي وشدد الغزالي، في المقال ذاته، على أن نقاش الحرية الجنسية، يضعنا من جديد، أمام سؤال الحرية الفردية، مشيرا إلى أن النقاش الآن بالمغرب لم يعد محصورا في سؤال حرية الجسد، وإنما بتنا نسمع كل يوم دعوات ونداءات إلى ضرورة احترام الحريات الفردية وحرية المعتقد والضمير وحقوق الإنسان كما هو متعارف عليها كونيا.. واسترسل بأنه مع هامش حرية التعبير، أو بالأحرى سهولة التعبير عن الاراء والمواقف التي لطالما غيبتها الرقابة وسلطة الأغلبية، أصبحت للفرد المغربي الجرأة على طرح مثل هذه الإشكالات، وجعلها نقاشا عموميا. ويُكمل الغزالي بالقول: " أعتبرها محاولات مهمة من أجل مساءلة الذات وكشف الوجه المستور للمجتمع المغربي، في أفق أن نعيش جميعا المرحلة التي يتصالح فيها المغربي مع نفسه، ويعلن شفاءه من هذا الفصام النفسي الذي يقر بالحرية بين الجدران وفي الأماكن المظلمة، ويكفر ويحرم النقاش والخوض فيها". وخلص الناشط العلماني بأن "هذه الدعوات لابد أن تستمر، وهي مهمة ملقاة في نظره على عاتق المجتمع المدني، ولا علاقة لها بالأحزاب السياسية، فالمعركة اليوم معركة شباب حداثي حر حالم بالتغيير، وإرهابيين يريدون قتل الآخر وتجريم الحب"، وفق تعبير الغزالي.