كشف قيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي ، النقاب عن أنّ اللجان المنبثقة عن المكتب القيادي للحزب للإعداد للمؤتمر الثاني قد أنهت أعمالها، وأنّ اجتماعين أحدهما سيجري اليوم السبت ، والآخر نهاية الأسبوع المقبل، سيحسم الأمر في الوثيقة النهائية للقضايا التي وصفها بالمهمة والاستراتيجية سيتم مناقشتها في المؤتمر. "" وأوضح رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام الثامن لحزب الاتحاد الاشتراكي، محمد بن يحيى، في تصريحات خاصة ل "قدس برس"، أنّ نقاشاً ساخناً وقوياً يخترق الاستعدادات لعقد المؤتمر، يخص عدداً من القضايا التنظيمية والسياسية. وقال محمد بن يحيى "لقد قطعنا في اللجنة التحضيرية شوطاً مهماً في طريق الإعداد لمؤتمر الحزب الثامن في يونيو المقبل، حيث ستشهد نهاية الأسبوع الجاري والمقبل اجتماعات لكل اللجان المنبثقة عن الحزب، للإعداد للمؤتمر، لتقدم تقاريرها حول مختلف القضايا، ولا سيما منها القضايا التنظيمية والسياسية". وتابع المسؤول الحزبي "لا يزال أمامنا شهران للنقاش المكثف حول الوثائق التي سيعتمدها المؤتمر؛ لا سيما التنظيمية منها، لأنها ستغير كثيراً في الهياكل القديمة للحزب". واعتبر بن يحيي أنّ الحديث عن خليفة لليازغي على رأس الاتحاد الاشتراكي في الوقت الراهن سابق لأوانه، وأشار إلى أنّ ذلك يرتبط أساساً بالحسم الذي ستنتهي إليه المناقشات حول أسلوب انتخاب الكاتب العام (الأمين العام). وقال ابن يحيى "بالنسبة للكتابة العامة للحزب؛ لا أعتقد أنّ أحداً يمكنه التنبؤ بالشخصية المتوقعة لخلافة اليازغي، ذلك أنّ الأمر مرتبط بالطريقة التي سيتم الاتفاق عليها بشأن انتخاب الكاتب العام، حيث توجد ثلاثة آراء: الرأي الأول يدعو إلى انتخاب الكاتب العام في المؤتمر العام مباشرة، وهو الرأي الذي يميل إليه الكاتب العام السابق، ورأي يدعو إلى انتخاب الكاتب العام بالطريقة القديمة ذاتها، أي من المجلس الوطني، ورأي ثالث يدعو إلى انتخاب الكاتب العام بنظام اللوائح، أي أن يقدم كل مرشح لائحته المرشحة لأن تعمل معه في المكتب التنفيذي ويصوت المؤتمر عليها، ومن هنا فإنّ اعتماد أي نظام سيؤثر بالتأكيد على الشخص المرتقب لأن يحل محل الكاتب العام السابق". ولم يستبعد بن يحيي ظهور طرف ثالث في المعادلة السياسية إلى جانب اسمي وزير الاقتصاد السابق فتح الله ولعلو ووزير التعليم السابق الحبيب المالكي، وقال إنّ "الإعلام يركز على هذين الاسمين، لكن اعتماد طريقة انتخاب الكاتب العام ربما يفتح الباب لظهور مفاجئ لشخصية ثالثة منافسة على نيل منصب الكتابة العامة". وأشار محمد بن يحيي إلى أنّ الكاتب العام السابق ووزير الدولة الحالي محمد اليازغي يحضر اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن للحزب بانتظام شديد، ولم يتغيّب عن واحدة منها، وأنه يتعاطى مع الاعداد للمؤتمر كعضو في الحزب وفي اللجنة التحضيرية من دون أي عقد حزبية تذكر، على حد تعبيره. يُذكر أنّ الاتحاد الاشتراكي كان قد مني بخسارة كبيرة في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في شتنبر الماضي، وأحالته تلك الخسارة إلى المرتبة الخامسة بعد أن كان في المرتبة الأولى، ما بعث نقاشاً حاداً داخل الحزب انتهى إلى استقالة الكاتب العام محمد اليازغي من منصبه.