افتتحت عشيّة الأربعاء، بشكل رسمي، فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان "طرب طنجة"، مهرجان الموسيقى التقليديّة في العالم، الذي تنظّمه جمعيّة روافد موسيقيّة تحت رعاية الملك محمّد السّادس.. وجاء حفل الافتتاح بمقر القنصليّة العامّة الإسبانيّة بعاصمة البوغاز وسط حضور تصدّرته الأميرة لالّة كلثُوم. كلمة المنظّمين، والتي ألقاها عمر المتيوي، عملت على انتقاد الدعم المالي الذي أفلِح في مراكمته للموعد، معتبرا إيّاه "لم يحقّق سوى 30% من متطلبات المهرجان الحامل لاسم طنجة"، ووجّه المتيوي كلامه إلى الرساميل الطنجاويّة بقوله "هذا عيب على تردّد جاء من منتمين ومستثمرين بمدينة غنيّة"، في حين ثمّن ذات الناشط الجمعوي والفنّي كلّ من تجاوب مع "طرب طنجة" دعما ومساندة باعتبارهم "يعون قيمة الاستثمار في الثقافة والفنّ والجمال". وقال فؤاد العماري لهسبريس، باعتباره عمدة لطنجة، إنّ المهرجان "يجعل طنجة تحت الطرب ووراءه أناس محترفون ملمّون بالموسيقى والإبداع"، كما اعتبر الحدث "ناجحا بفلاحه في ضمان استمراره وتنوّعه الفنيّ وفضاءات بروزه وتشجيعه للإبداع".. أمّا عن مساهمة الجماعة الحضريّة أورد العماري لهسبريس أنّ المجلس الذي يرأسه "يبذل مجهودا للتواجد إلى جانب المنظّمين تسهيلا للمأمورية ولو ضمن الجوانب الوالجة في نطاق اختصاصات الجماعة على الأقل". قنصلا إسبانيا وفرنسا اتفقا ضمن كلمتيهما الافتتاحيّتين، وهي التي جاءت أمام الحاضرين لرفع الستار عن الموعد المرتقب استمراره إلى غاية يوم الاثنين المقبل، إنّ طنجة تحتضن حوارا للثقافات وتسهم في نقاش ال "شمال جنوب" تعريف بإبداعات الشعوب عموما وساكنة الفضاء المتوسّطي على وجه الخصوص.. داعيان إلى "مزيد من الدعم والمساندة لمهرجان طرب طنجة من كلّ الشركاء الحاليّين والمستقبليّين". الاحتفال الاستهلالي المفعّل بمقر القنصليّة العامّة الإسبانيّة تمّ على إيقاعات مغربيّة ضمنها تواجد فرقة كنَاويّة قدّمت لوحات موسيقيّة وأخرى استعراضيّة خاصّة بهذه الموسيقى المتوغّلة في الجذور الإفريقيّة للمغاربة، في حين حرصت فرقة لفنّ الطقطوقة الجبليّة على وسم الموعد ببصمة الفنّ التراثيّ الحائز على إقبال ساكنة طنجة ومناطق جبالة. الدورة الرابعة المحتفيّة ب "الربيع العربيّ"، وهي المعلنة "مغنيّة للثورات بشمال إفريقيا والشرق الأوسط"، يستهل عروضه الفعليّة ابتداء من عشيّة الخميس.. ويحضرها مشاركون عالميّون ينتمون لفرق باكستانيّة ومصريّة وفرنسيّة ورومانيّة وإسبانيّة وبلقانيّة، زيادة على فرق مغربيّة من أكادير وأرفود ومكناس والدار البيضاءوطنجة. الحضور الأمازيغيّ ملفت ضمن برنامج التظاهرة.. خصوصا بالفرقة الزجليّة الحاضرة من سيوة المصريّة التي تعرض إلى جوار إينُوراز المغربيّة عبد العالي البريكي ثلّة من الأغاني المحتفيّة بهذه الحضارة الأصيلة لعموم منطقة شمال إفريقيَا.