قارن المخرج والممثل السينمائي والمسرحي نبيل لحلو بين الحرية التي صار يتمتع بها الفنانون والمسرحيون المغاربة خلال السنوات القليلة الأخيرة، وبين الحرية التي كانت متقلصة إلى حد بعيد لدى المسرحيين في سنوات السبعينات، بسبب الخوف من حظر العروض المسرحية والرقابة الذاتية. وقال الفنان المغربي نبيل لحلو، في مقال توصلت به هسبريس، إنه في عام 1973 عرض مسرحيته "شريشماتوري" التي تطرق فيها إلى شخصية امبراطور مُستبد ومريض جنسيا، مبرزا أن الحرية حينها كانت موجودة لمن يريدون استخدامها، وأنها كانت وضعية مسرحياته بالفرنسية، لكن ما إن عرضها باللغة العربية حتى كان مصيرها المنع بين 69 و74. وانتقل لحلو إلى عام 2012 حيث المغاربة رجالا ونساء أضحوا شيئا فشيئا معتادين على أخذ الكلمة والتعبير بحرية، وهو ما كانوا محرومين منه خلال العهد السابق، مردفا بأن هذه الحرية بدأت تغزو العقول والذهنيات سواء المتيقظة منها أو المُنوَّمة. وأشار الفنان المغربي، المعروف بأعماله الفنية المثيرة للجدل، إلى مسرحية له سنة 1993 لم يتم إدراج بعض مقاطعها الساخنة نتيجة الرقابة الذاتية والتخوف من المنع، حيث تضمن مقطعٌ مسرحيٌّ حينئذ الحديثَ عن رفض الحزب "الوحيد"، لكن بالمقابل الإشادة بالممارسة الجنسية "الوحيدة" بين الرجل والمرأة، لسبب بسيط هو أن "اللقاء اليومي أو الأسبوعي وحتى الشهري بينهما من شأنه أن يكون بمثابة حصانة للطرفين من داء فيروس السيدا". وخلص لحلو إلى أن الإمكانية الوحيدة ليَكبُر الشعب المغربي هو أن تُحَبَّب إليه اللغة العربية باللهجة المغربية بكل عفويتها، مشيرا إلى أن الفيلسوف سقراط قال "أسَمّي القطةَ قطة"، وبالتالي فإن "ديالي" العضو التناسلي الحميمي للمرأة هو "ديالي"، ومنه خرجنا جميعا..والمجد له"، وفق تعبير لحلو. وجدير بالذكر أن مسرحية قدمتها أخيرا الفرقة المسرحية المغربية "أكواريوم" تطرقت باللهجة الدارجة في موضوعها الرئيسي إلى العضو الجنسي الخاص بالمرأة، حيث عرضت مختلف رؤى النساء لهذا العضو الحميمي، بهدف تكسير التابوهات الاجتماعية المرتبطة بهذا الموضوع. [email protected]