إلى صاحب مقالة "حكومة البوكو حلال".. بداية إن عقد مقارنة بين جماعة متطرفة تشتغل في أدغال إفريقيا، لها خصوصياتها، وما تدافع عنه والأهداف التي قامت عليها، وبين حزب وطني عريق آمن بثوابت البلد والتدافع عبر صناديق الاقتراع فيه كثير من التجني ولي أعناق الحقائق الواضحة. لا أدري لم اختفت مثل هذه الأصوات عندما كانت ممتلكات الدولة تباع الواحدة تلو الأخرى في عهد الحكومات السابقة والديمقراطية جدا والتي خرجت من صناديق ال (..)، ولا ندري لحدود الساعة أين ذهبت أموالها؟ وأين الصناديق السيادية. ومن ارتكب الفضائح الواحدة تلو الأخرى: البنك العقاري والسياحي، صندوق الضمان الاجتماعي، القرض الفلاحي، صوديا وصوجيطا، واللائحة طويلة ومعلومة لدى من يعرف بوكو سرقة واختلاس ومن لا يعرفها. من ساهم في رفع مديونية المغرب الخارجية بالمليارات في غضون العشر سنوات الماضية؟ هل كانت العدالة والتنمية في سدة الحكم وتسيير الشأن العام؟ من ألهب أسعار الأسماك، فعوض أن تكون مستساغة وفي متناول جميع الفئات، أصبحت بقدرة قادر تطير في السماء، تذكرنا بذلك الرسم الكاريكاتيري الشهير لمواطن مغلوب على أمره يصطاد "كوميرة" ب"الجبّاد" وهي تطير في السماء. من ساهم في إبعاد المواطنين عن متابعة الشأن العام والسياسي، وساهم في الهجرة الجماعية نحو الفضائيات الخارجية عوض متابعة قنوات القطب العمومي؟. لست مدافعا هنا عن الباطل، ولا أقوم بعملية "صباغة" و"ماكياج" للحكومة، فهي قادرة بالدفاع عن نفسها وعند الفورة يبان لحساب. ولا تعتقد أننا لن نكتوي بلهيب الأسعار وما أقدمت عليه من زيادة صاروخية في المحروقات. لكن قليلا من الموضوعية والإنصاف وليس "بوكو" يا صاحب "بوكو حلال". ثم إن المساهمة في استقرار القرار السياسي له ضريبته، فقد تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها. وما نطالب به الحكومة هو الشفافية في كل شيء، وإلقاء الضوء على الأماكن المظلمة، حتى إذا اصطدموا ب"مسامير الميدة" وجيوب المقاومة، قالوها بصراحة، وسموا الأمور بمسمياتها، ولا يجعلوها مبهمة وقابلة للتأويل. وفي مقابل بوكو حزم الذي أظهرته الحكومة وبوكو تواصل، نطالبها ب"بوكو شفافية"، حتى إذا اصطدمت بالحائط تعلنها صراحة أمام الشعب، وليس لديها مغانم ستخسرها أو كراسي وثيرة ستفرط فيها. عذرا يا صاحب "بوكو حلال"، فأنا لست محاميا أجيد بوكو كلام و"بوكو بلا بلا" بلا فايدة وعذرا للمحامين الشرفاء. *صحافي مغربي مقيم بالدوحة