الفراشة لا تعرف لغة الخيول تعرف رفيف الأجنحة تعرف الربيع قبل أن يصل.. بحكم غربتها والجدران الأربعة تفكر بالحقول البعيدة تعد على أصابع قدميها الأيام: واحد، أربعة، سنة، حنين.. تلعق اللون الذي فوق جناحيها تجوع أكثر يفضحها جوعها تأكل من ثدييها لتخرم القاعدة يرحل الندم تبقى هي.. مستاءة من النافذة المفتوحة تفكر طويلا كيف تطير الكون لا يطير، ولا النافذة تتحرك من مكانها تدخل الغيبوبة وتنادم سرها لو كنت أكبر من خيالي لاجتزت المسافة لو كنت بلا لون لعبرت الشوارع دون أن يصطادني رجل غضبت منه حبيبته؛ ويريد أن ينتقم.. لو كنت... الفراشة ليس لديها شهادة ميلاد ولا تملك جواز سفر فقد ظلت سلالتها محرومة الجنسية في كل البلدان تلصق ظلها على الجدار تنتظر التلاميذ أن يفسروا ذلك وبعض العشاق يلصقونها في دفاتر حبيباتهم كذكرى شفافة ونقية تودي بحياتها تمسك إصبعها كي لا تسأل حتى تظل بلا أجوبة لم تنم في غرفة مغلقة أبداً تتغطى بظلها أحياناً تتورط بأحلام السنابل تلك القادرة على الابتسام المخطئة على الدوام تجمع ما تقرره ليلا وتنثره في وجه الصباح وهي تهم بالطيران تطبق بكفها على نصفه، تشم حزنها، تفلته تخبره أنها ستحكي له نصفه الثاني تحكي ... وتطير