ليس من حقنا ونحن نعيد اليوم فتح النقاش حول ملف إغلاق دور القرآن الكريم؛ في ظل حكومة إسلامية كانت تدافع عن هاته الجمعيات أيام المعارضة؛ أن نغفل عن الدور الخطير الذي لعبه اللوبي العلماني وصحافتُه لتشويه صورة الجمعيات التي كانت تعنى بتحفيظ القرآن الكريم.. وسعي هذا اللوبي الخطير في تنحية العلماء والمصلحين وإرهابهم من المشاركة في المستجدات الوطنية والعربية والدولية أيضا. فحين نرجع بذاكرتنا إلى الوراء؛ والضبط إلى أكثر من ثلاث سنوات ونيف؛ نتذكر كيف كانت الصحافة العلمانية تتناول هذا الملف المفبرك؛ وكيف كانت تكيل القذف والسب والشتم والتهم والأحكام الجاهزة لأناس أبرياء لم يعرف عنهم إلا الاشتغال بكتاب الله تعالى تدريسا وحفظا؛ وكيف كانت هذه المنابر الإعلامية ترمي بالرجعية والظلامية والإرهاب ونشر ثقافة الحقد والكراهية والكبت الجنسي.. كل مواطن مغربي اختار عن إيمان وقناعة أن يعيش حياته وفق كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك بمنهج السلف. فقد كشرت الصحافة العلمانية حينها -ولازالت- عن أنيابها وأخرجت مكنون صدرها؛ وحري بكل متتبع لهذا الملف أن يسترجع شريط افتراءاتها وقاموسها العفن المشحون بالحقد والكراهية والإقصاء؛ حتى يأخذ العبرة ويتبين له بالحجة والبرهان أن ما سمي ب"زواج الصغيرة" قضية مفتعلة وزوبعة في فنجان؛ كانت الغاية من ورائها النيل من قرابة 70 جمعية تعنى بتحفيظ القرآن الكريم؛ وإبادة كل من يحول دون انتشار العلمانية واتساع دائرتها. ونورد فيما يلي جملة مما نشرته الصحافة العلمانية يومها؛ حتى نضع الأمور في نصابها؛ وتتضح لنا أخلاقيات المهنة والمصداقية التي تدعيها هذه المنابر!! ونبين للرأي العام بالحجة والبرهان إلى أي حد بلغ الفساد في هذه المنابر التي تخدم أجندات أحزاب بعينها؛ أحزاب لفظها الشعب في الانتخابات الأخيرة ودب إليها -والحمد لله- داء التنازع الاختلاف وهي آيلة إلى زوال؛ وهذا هو المصير المحتوم لكل ظالم مستبد.. الأحداث المغربية (ع: 3529-3530) - إقدام الداخلية مؤخرا على إغلاق الشبكات العنكبوتية لهذا الوباء الفوضوي المدمر، يبين أن الداخلية كانت تغمض أعينها عن هذه المشاتل المسماة زورا ب"دور القرآن"، ولا يخفى على أحد الأدوار التي تلعبها "دور القرآن" هذه.. - واللافت للانتباه هو أن المهربين الدينيين اللاعبين في الساحة السياسية وعلى عادتهم نهضوا في جريدتهم للدفاع عن إغلاق ما يسمونه ب "دور القرآن" وتحدثوا عن "تضرر الناس" من هذا الإغلاق الذي "سيضيع أبناءهم".. - "احذروا دور الانغلاق واحظروها". - لقد تساهلت الدولة وتغافلت كل أجهزتها عن استفحال أنشطة التضليل التي تقوم بها دور الانغلاق التي تسمى بهتانا "دور القرآن" والتي تتلقى تمويلا خارجيا لا يخضع للمراقبة.. - هذه المدارس المسماة دور القرآن والتي تتخذ من تحفيظ القرآن الكريم ذريعة لنشر أفكار مذهبية خارجية ذات ارتباطات مشرقية، والأفكار والمبادئ التي تروجها وتربي عليها طلبتها أقرب ما تكون إلى ما يتبناه الطالبان الأفغان... جريدة الاتحاد الاشتراكي (ع: 8962) - يستطيع فقهاء الغريزة أن يجعلوا الدين، بسهولة في خدمة "البيدوفيليا" اليوم.. - أبو جهل مزيد ومنقح. - ..الفقهاء عندما يكونون في الظلام يتشابهون كالقطط.. جريدة بيان اليوم (ع: 5532-5537) - منذ مدة والحبل متروك على الغارب لفقهاء الظلام، لكي يستحوذوا على عقول وألباب البسطاء من شعبنا، وحقنها بما لذ وطاب من أفكار الجمود والتعصب والكراهية ونبذ الآخر وتكفير الدولة والمجتمع والناس، وجرها إلى أتون التطرف والإرهاب.. جريدة الصباح (ع:2615) - اعتبرها البعض تحريضا على الفساد وانتهاك أعراض الأطفال والقاصرين باسم الدين والشريعة الإسلامية.. - خصوصا أولئك المتعطشين إلى "نهش أعراض الفتيات البريئات، ومرضى الشذوذ الجنسي".. مجلة "نيشان" البائدة (ع:165) - "البيدوفيليا" بالعلالي! - الشيخ ذو اللحية الطويلة والأفكار القصيرة.. - هؤلاء الذين يريدون العودة بنا إلى عصر أبي لهب.. النهار المغربية ع: 1348 - ويبقى أحسن قرار اتخذ بهذا الخصوص هو إغلاق موقعه الالكتروني و"الدكاكين" القرآنية التابعة له والبعيدة عن الرقابة. المشعل ع: 183 - بعد أن صامت على أخبار المغرب لمدة تزيد عن السنة، ها هي قناة "سي .إن .إن" الأمريكية المقربة من "البنتاغون" تعلق على قرار إغلاق عشرات الكتاتيب القرآنية التابعة للشيخ المغراوي المفتي بزواج بنت التاسعة. - "سي .إن .إن" تهلل لإغلاق كتاتيب تابعة لمفتي زواج بنت التاسعة. القناة الثانية 2M أما القناة الثانية 2M فقد سال لعاب مسيريها لهذه المادة الإعلامية الخصبة؛ التي سيمررون من خلالها العديد من الأفكار العلمانية ويهدمون بالمقابل العديد من الثوابت؛ حيث كان القائمون على قسم الأخبار ينتظرون وهم يعدون تقريرهم حول ما أسموه ب"زواج الصغيرة" نتيجة غير التي توصلوا إليها؛ فلما خاب ظنهم وخيبتهم تصريحاتُ أهل الاختصاص لم يجدوا بدا من الخروج عن الحياد الإعلامي والموضوعية، فقرروا إعلان الحكم المسبق من قبل مذيع الأخبار بقوله: "هناك من يريد بناء هذا الوطن عبر تربية النشء ومحاربة الأمية والهدر المدرسي؛ خاصة لدى الفتيات؛ وهناك من يريد العكس. حيث أجاز أحد الشيوخ لنفسه إصدار فتوى يجيز فيها زواج الفتاة في سن التاسعة من عمرها، ما أحدث صدمة للرأي العام الوطني وخلف ردود أفعال منددة لدى المنظمات الحقوقية". فقد سجلت القناة الثانية مع الدكتور محمد المغراوي مادة بلغت (7 دقائق) ولم يذيعوا في تقريرهم إلا (24 ثانية) أي بنسبة (5.7 (%واختاروا بعناية فائقة مقطعا مبتورا يخدم توجههم ولا يعطي للمشاهد الكريم أدنى صورة عما أراد الدكتور بيانه وتوضيحه بخصوص هذه التهمة؛ وهذا العمل وإن كان يتنافى وأخلاقيات مهنة الصحافة إلا أننا لم نكن نستبعده من منبر تعودنا منه الانحياز التام للتيارات العلمانية في كل النقاشات التي تشهدها الساحة الوطنية، كقضية الخطة الوطنية لإدماج المرأة والإرهاب والحجاب، والإجهاض.. هكذا تناولت الصحافة العلمانية ملف إغلاق دور القرآن الكريم؛ وهكذا صورت هذه المنابر المغرضة العلماء على أنهم فقهاء ظلام متعطشون لانتهاك الطفولة؛ وجعلت من كل مواطن مستقيم متمسك بدينه على أنه "وهابي"!! وحامل فكر شرقي دخيل!! وكأن الإسلام جاء من باريس وليس من الشرق؛ وكأن الإمام مالك والجنيد السالك والإمام الأشعري والمولى إدريس ومن فتح المغرب وأدخل إليه الإسلام وغيرهم لم يكونوا من المشرق!! ألا يستح مهربو العلمانية من بلاد (ش.دجول) أن يطلقوا على المصلحين والداعين إلى التمسك بالشرع مهربين دينيين!! أين هو تباكي "الحداثيين والمتنورين" على الحقوق والحريات التي يدافعون عنها؟! وأين هو الشجب والاستنكار للشطط في استعمال السلطة ضد الجمعيات القرآنية التي كانت تشتغل في ظل قانون الحريات العامة؟! لكن الظاهر أن مفهوم الحرية بالنسبة لهم محصور في الشواذ.. وعبدة الشيطان.. ومهرجانات هز الأرداف وعرض المؤخرات.. ومواسم الرذيلة..؟! فقد سقط القناع وظهر الحق للعيان. والحمد لله على كل حال.