كم هو مرعب جدا أن تقطن بيتا و أنت تنتظر بين الفينة والأخرى أن يسقط فوق رأسك وكم هو محزن كثيرا أن تجد نفسك كل صباح تنتشل جثث جيران من الأحباب والأقارب. أمكتوب علينا نحن معاشر الفقراء والمحرومين أن نعيش الضنك والتعاسة. ها هي المدينة القديمة تراث البيضاء ومعلمته التاريخية تحتضر يوما عن يوم. فبالله عليكم، ماذا ننتظر لإنقاذ أبناء مدينتا من الموت المحقق؟ أتحداكم أن تحملوا السياح الأجانب لتطوفوا بهم في سيدي فاتح، والطاهر العلوي، و بوسمارة، وعرصة الزرقطوني، وعرصة بنسلامة، ودرب الصوفي... بطبيعة الحال، ستمنعكم السلطات الأمنية من تنظيم الجولة السياحية حماية للأجانب، وحفاظا على سلامتهم لأنها فوق كل اعتبار. أما نحن سكان المدينة الأولون فلا ضير أن ننتظر الأجل المحتوم وفاء للتاريخ وللتراث. أكيد أن المجالس المتعاقبة على تسيير شؤون البيضاء تتحمل المسؤولية الكاملة فيما آلت إليه الأوضاع. ولو كنا في بلد يحترم ساسته ذكاء المواطنين لقدم عمدة المدينة ونوابه استقالتهم في التو والحين. لكن وكيفما كان الحال، لن نبكي اليوم على الأطلال، ولن نجتر الأسطوانة المشروخة التي تبدأ بالمقدمة الأزلية من المسؤول ؟ نحن اليوم نسأل عن الحل الذي يضمن كرامة أبناء المدينة القديمة ويحفظ أرواحهم. ألا يستدعي الأمر من جميع الغيورين البيضاويين وخصوصا من أبناء الميدنة القديمة وبناتها سواء من المجتمع المدني أو من جميع الفعاليات السياسية والنقابية المختلفة التحرك العاجل للضغط القوي والفعال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه دون استحضار للحسابات السياسوية الضيقة مع استبعاد تام لسماسرة الإنتخابات .وللإشارة ولمن يهمه الأمر فسكان المدينة القديمة جميعهم يتوفرون على بطاقة وطنية ولديهم حسابات بنكية فتحوها قبل عقدين من الزمن أملا في وعود وهمية من مشروع محج وهمي , فالجميع و لله الحمد يبيع لنا الأوهام انطلاقا من مدرب منتخبنا و وصولا لساستنا و بأثمنة خيالية. وقبل الختام أنقل لكم هذا الخبر فقد قرر رئيس الأوروغواي خوسي موخيكا تخصيص بعض أجنحة القصر الرئاسي لاحتضان المشردين الذين سوف لن يجدوا مأوى خلال الشتاء المقبل الذي سيبدأ يوم 21 يونيو الجاري في جنوب أمريكا اللاتينية.