من المقرّر أن يَمثُل مُقاوم في الثمانينيات من العمر، ينحدر من إقليم طاطا، أمام المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية بالرباط.. وذلك يوم الأربعاء 20 يونيو الجاري للنطق بالحكم في قضية يُتابع ضمنها ب "حيازة ذخيرة حربية". وحسب ما ورد في استدعاء مباشر أصدرته المحكمة العسكرية، بأمر من رئيس الحكومة، وهو المؤرّخ في ال 23 فبراير المنصرم، فإن الضابطة القضائية "توصلت بمعلومات عن المقاوم إبراهيم النوحي (الصورة)، المزداد سنة 1932، وعرضه بمتحف فتحه بمدينة أقا بإقليم طاطا، لأسلحة وخراطيش". ووفقا لذات الوثيقة فإنّ انتقال عناصر الضابطة أفضى إلى "حجز بندقية من نوع كَرَابِين عيار 9 ملم غير صالحة للاستعمال، و3 مسدسات من أنوع مَاكْ 9330 ووَالْتْرْ 15871 وسْمِيثْ 68، وهي غير صالحة للاستعمال". المستند الذي تحصلت عليه هسبريس يثير حجز "138 خرطوشة من عيارات مختلفة، و3 قذائف من عيار 23 و30 ميليمترا، و10 رصاصات من عيارات مختلفة، وصفدين اثنين".. وذلك خلال نفس التحرك للضابطة القضائية يوم 21 غشت الماضي. وصرّح ابراهيم النوحي للقضاء العسكري، أن كل المحجوزات سبق وأن حصل عليها خلال الفترة التي كان فيها عضوا في جيش التحرير، وزاد أنّه احتفظ بها "تخليدا لمرحلة مهمّة من مراحل المقاومة الوطنية للاستعمار".. كما أضاف النّوحي في تصريح لهسبريس: "مَا السر في تحريك المتابعة القضائية ضدي أمام المحكمة العسكرية؟.. المتحف أنشأته عام 2001، والمحجوزات غير صالحة للاستعمال.. وكنت أتجوّل بذات قطع السلاح، زيادة على وثائق وصور، بمختلف المدن المغربيّة منذ العام 1983". النوحي قال أيضا لهسبريس بأن المتحف، وهو المفتتح ببيته وسط آقّا، كان "مبادرة فردية أملاها عليّ واجبي الوطني في الحفاظ على الذاكرة المحلية والوطنية.. وهذا رغما عن كل ما واجهه من إكراهات"، وأردف ذات المقاوم الثمانينيّ: "هو متحف حامل لاسم الشَّيْخ عُمر الذي أطلقته عليه، وزاره المئات من الباحثين والمهتمّين وحتّى المسؤولين.. من بينهم عامل إقليم طاطا السابق، المعطي أودادس، وعسكريون دركيّون، وأجانب من بينهم موظّفون لدى السفارة الأمريكيّة بالرّباط". "وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية كانت قد أبرمت اتفاقية مع جمعية متحف الشيخ عمر، التي أسستها، بهدف توفير العناية والتجهيز والربط بشبكتي الماء الشروب والكهرباء.. إلاّ أنّ ذلك لم يتمّ لأسباب مجهولة" يردف إبراهيم النّوحي. وانتظارا لجلسة المحاكمة التي سيمثل فيها النّوحي مُتّهما أمام القضاء العسكريّ، يعمل نشطاء جمعويّون بإقليم طاطا على لمّ توقيعات بعريضة موجّهة لرئيس الحكومة.. حيثّ يطالب على متنها بنكيران ب "إعادة النظر في التهم الموجّهة للمقاوم إبراهيم النوحي" وكذا "الاهتمام بالمقاومين المناضلين لحفظ ذاكرة المقاومة المغربية وأوّلهم النوحي".