شغل رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، المغاربة.. وحظيت شخصيته باهتمام منقطع النظير، حتّى أنّ الفضول والبحث امتدّ لمناقب الرجل ومثالبه ضمن مختلف جوانب شخصيته.. تلميحا و تصريحا، سلبا و إيجابا. وقال الأخصائي النفسي الدكتور عبد المجيد كمي لهسبريس، ضمن تصريح خاص، إن تقييم شخصية ومجموع السلوكيات التواصلية لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران "يختلف حسب درجة ومستوى المعرفة الشخصية به"، مشيرا إلى أنه كان يعرف بنكيران عندما كان طالبا، وزاد: "كنا معجبين بخطابه وخطابته لكونه كان يشفي الغليل للعديد من الطلبة". وفي ما يخص خطاب بنكيران وهو في موقع المسؤولية، يضيف كمي أنّ "البعض يراه متسما بكثير من البراغماتية والموضوعية، وعفويته تجعله يتحدث كأنه متشنج أو منفعل، غير أن من يحتك به عن قرب يدرك أن ذلك التشنج إنما هو ناتج عن غيرة صادقة على الموضوع الذي يدافع عنه". وتابع كمي "إذا أردنا معرفة شخصية بنكيران على ضوء تواصله مع المغاربة، يجب مقارنة طريقته مع طريقة سعد الدين العثماني، حيث إن هذا الأخير يبدو متفقا مع مُحاوره حتى لو كان مختلفا معه، فيما بنكيران إذا عارضك في شيء ما فهو يقذفها في وجهك مباشرة، ثم يقوم بتحليل موقفه بعد ذلك". ومضى الأخصائي النفسي المستقر بوجدة قائلا إن بنكيران "يجب عليه أن يعمل على التكيف مع منصبه الحالي، وألاّ يتعامل مع وضعه السياسي كرئيس للحكومة وفق تعاطيه السياسي عندما كان معارضا أو مناضلا.. الموقعان يختلفان بشكل كلي، اعتبارا لكون المسؤول ينبغي أن يكون متسما بصدر رحب أكثر من المعارض.. بنكيران في أعلى مناصب المسؤولية الحكومية، وهذا يفرض عليه أن يكون ذا شخصية تتصف بالتريث ومراجعة النفس وعدم الاندفاع". الدكتور عبد المجيد كمي ختم تصريحه لهسبريس بتأكيده على أنّ "لكل مقام مقال"، قبل أن يزيد: "يجب على صانع القرار أن يزن كل كلمة يقولها، وأن يلجم عاطفته الشخصية إلى أبعد حد، وكل ما يصدر عنه من كلام يُحاسب عليه كما هو مسؤول عن كل ما صدر منه".